بيان صادر عن قيادة حركة فتح – إقليم لبنان
في الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات
نحيي القائد الرمز ياسر عرفات وهو أبرز مؤسسي الوطنية المعاصرة، لقد تم اغتياله من خلال السم خشية من دوره وحكمته وشجاعته، وتمسكه بالمشروع الوطني، ولأنه كان قائداً إستثنائياً، صلباً ومتماسكاً.
عندما نحيي ذكراه فإننا نؤكد انتماءَنا، والتزامنا بالاهداف، والمصالح الوطنية، والاستعداد الكامل لاستكمال الرسالة حتى ينال الحرية والاستقلال.
رحل الرئيس ابو عمار، لكن المسيرة متواصلة بقيادة الرئيس المؤتمن على الثوابت الوطنية محمود عباس.
ياسر عرفات لم يكن قائداً عادياً فقد شغل العالمَ بحنكته وحكمته وحسن قيادته. ياسر عرفات مازال يشغل هذا العالم حتى بعد موته، وهذا هو الشاهد على ان العظماء يرحلون اجساداً لكنهم يبقون خالدين بمواقفهم الشجاعة، وجرأتهم في الدفاع عن حقوقهم وثوابتهم، وبتضحياتهم من اجل أوطانهم وشعوبهم .
لقد إبتدأت الهبة الشعبية تنمو وتتسع منذ جرائم احراق وقتل الشهداء محمد حسين ابو خضير، وعائلة الدوابشة، ولم تتوقف، ومازالت تضيء سماء فلسطين بالمجد والعزة والاشراق إحتفاءً بذكرى استشهاد الرمز ياسر عرفات الرجل الذي شغلَ العالم بحيويته النضالية، وانتمائه الوطني الفلسطيني، وصولاته وجولاته في رحاب الارض، وآفاق السماء، وامتداد ساحات الصراع، لم يهدأ، ولم يستكنْ ففلسطين تسكنُه، تسكنُ وجدانه، وعقله، وقلبَه، ومن أجل ذلك كان دائمَ الحضور، وبحضوره تحضرُ فلسطين، فهو وفلسطين صنوان لا يفترقان، لا في الحياة ولا في الممات، وتمجيد ياسر عرفات الرمز الخالد هو تمجيدٌ لفلسطين التي تتصدر اوطانَ العالم لأن فلسطين هي أولى القبلتين، وهي أرض المعراج، وهي مهد المسيح عليه السلام. من اجل ذلك تبقى فلسطين اكبر من كافة فصائلنا، ويبقى الرمز ياسر عرفات هو القاسم الوطني المشترك لكفاحنا الوطني. والاحتفاء بذكرى استشهاد مؤسس الوطنية الفلسطينية هو اقرار واعترافٌ بالهوية الوطنية الفلسطينية التي استعادها ياسر عرفات من براثن التشرد واللجوء والنكبة، واعترافٌ ايضاً بالكيان الفلسطيني الذي أُعيدَ الى الخارطة السياسية بفعل الدور القيادي للقائد ابو عمار مؤسس حركة فتح صاحبة إنطلاقة الثورة الفلسطينية.
عظمة ياسر عرفات أنه تميَّز بمواصفات جعلته قائداً لشعب، يعبش وضعاً إستثنائياً، وقضية تعيش خصائص معقَّدة ، وتحيطٌ بها تحدياتٌ ومخاطر لا تٌعدٌّ ولا تُحصى.
الشهيد القائد الخالد ياسر عرفات كان رمزاً لفلسطين، وهذه الرمزية إكتسبها عبر تاريخ مديد من العطاء والوفاء والتضحيات، ولأنه وهبَ نفسه لقضيته، ولشعبه. كما أنه تمتع بكاريزما خاصة به كوَّنتها المواقف، والتحديات، والقرارات الصعبة، والخروج من المآزق، أما كوفيته فقد أصبحت من رمزيته والكاريزما الخاصة به.
لقد كان رجل القرار في الحرب والسلم، يعرف كيف يقاتل، وكيف يفاوض، هو يمسك بمختلف الخيوط، ويُحسن إدارةَ الصراع.
البعض أختلف مع الرمز ياسر عرفات لأسباب وتفسيرات معينة قياساً مع أذواقهم لكنهم لم يختلفوا عليه وعلى رمزيته الوطنية ، وأهم ما في الختيار أبو عمار أنه كان فلسطينياً وطنياً ، وليس حزبياً ايديولوجياً ، ولانه فلسطينيٌّ يرفض تصنيفَ شعبه الى يمين ويسار ، او الى مسلم ومسيحي ، أو الى أغنياء وفقراء ، ولأن المقياس لديه كان مدى قوة مصداقية الانتماء لفلسطين . ولهذا السبب إلتفَّ شعبه حوله ، وكان شخصيةً جامعةً استقطابيةً قادرة على التجميع والتوحيد.
سيرة ياسر عرفات منذ بدايات التأسيس وعلى مدى نصف قرن أصبح قائد الثورة جزءاَ لا يتجزأ من الماضي المثقل بالهموم والمتاعب ، والمكلل بالانتصارات التي بذر بذورها في أرض الثورة الخصبة فأينعتْ في الحاضر القريب ، والتي ستنضج ثمارُها ، وتتفرّعُ أغصانها الوارفةُ في المستقبل الواعد انتصاراتٍ تليقُ بتضحيات ونضالات شعبنا . الرمز ياسر عرفات تميَّز أيضاً بالعناد والتماسك ، والصلابة في القضايا الاستراتيجية والثوابت الوطنية ، وهذا ما عبَّر عنه في تمسكه بالقرار الفلسطيني المستقل ، فقرار حركة فتح ، وبالتالي قرار م.ت.ف ليس للمقايضة ولا للمساومة لأن خصوصيته الفلسطينية هي الضمانة لحماية الثورة ومسيرتها وثوابتها ، ولا شك أن التمسك بالقرار المستقل كلف القيادة الفلسطينية سابقاً ولاحقاً الأعباء الكبيرة ، فالحلفاء والأصدقاء كثيرٌ منهم يربطُ الدعم والمساعدة للجانب الفلسطيني بان يكونوا شركاء في القرار الفلسطيني .
وفي المحطات الصعبة ، والتحديات الخطيرة والمصيرية ، وعندها تكون الثورة مُستهدَفة ، والمستقبل السياسي الفلسطيني مهددٌ بالانحدار .
كان القائد الرمز ياسر عرفات يتصدَّر المعركة ، ويأخذ قراره العسكري والسياسي دون تردد ، وقراره دائماً حاسم وواضح، وهذا ما جرى في معركة الكرامة 21/3/1968 حيث الانتصار التاريخي والانطلاقة العسكرية الجديدة . وايضاً عندما اجتاح العدو الاسرائيلي جنوب لبنان وصولا الى بيروت بهدف تدمير البنية التحتية لمنظمة التحرير الفلسطينية لكن الختيار أبو عمار صاحب القرار خاض معركة الصمود في بيروت، ومعه الحركة الوطنية اللبنانية على مدار ثلاثة شهور ولم تسقط بيروت ، ولم يُهزم ياسر عرفات ، وغادر بيروت وهو يحمل العلم الفلسطيني والبندقية .
يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الضفة والقدس والقطاع وأراضي الثمانية والاربعين .... يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الشتات خاصة في المخيمات .... يا أخوتنا في كافة الفصائل الفلسطينية ...
ونحن نحتفي بذكرى استشهاد الرمز ياسر عرفات نؤكد ما يلي :
أولاً : ليس امامناً الاَّ طي صفحة الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية إكراماً لدماء الشهداء .
ثانياً : إنَّ هذه الذكرى المجيدة تفرض علينا جميعاً الاحتفاء بها وأحياءها بما يليق بالرمز ياسر عرفات زعيم الشعب الفلسطيني ، وبما يغيظ العدو الإسرائيلي .
ثالثاً : إنَّ الواجب يدعونا جميعاً الى دعم ومساندة الهبة الشعبية المتدحرجة باتجاه انتفاضة شاملة ، تعتمد المقاومة الشعبية وسيلة لها في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي بعيداً عن سياسة عسكرة هذه المقاومة الشعبية حفاظا على هذه المسيرة .
رابعاً : إننا ندعو الى الالتفاف الكامل حول القيادة الفلسطينية وفي مقدمتها رئيس دولة فلسطين محمود عباس الذي يخوض معركة فلسطين على كافة الجبهات السياسية ، والقانونية ، والميدانية ، والدبلومسية ، والامنية من أجل إزالة الاحتلال ، واعلان الاستقلال ، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، وممارسة حق شعبنا في تقرير المصير وعودة اللاجئين إستناداً الى القرار الدولي وخاصة القرار الأممي 194 .
خامساً :نحيي شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة ، وفي القدس ، وفي كل أراضي فلسطين التاريخية ، وفي كل مدن الضفة الغربية وخاصة محافظة الخليل التي شيعت جزءاً من شهدائها الثلاثين ، والباقي مازالوا محجوزين خوفاً من الغضب الجماهيري والشعبي في كل مخيمات ومدن وقرى وأحياء الضفة الغربية وقطاع غزة الذي وقف متضامناً مع هبة الأقصى، وتصدوا لرصاص الاحتلال بالصدور العارية ووجهاً لوجه ليؤكدوا أنهم فلسطينيون ، وانهم لن يبقوا صامتين .
سادساً : ومن لبنان العربي وشعبه ومن مخيماتنا نوجِّه التحية الى قوافل الشهداء ، والى آلاف الجرحى ومئات المعتقلين ، ونقول لأهلنا قلوبنا وعقولنا معكم ، والنصر سيكون حليفنا بإذن الله. مقاومتنا الشعبية متواصلة ، وانتفاضتنا الشاملة مستمرة حتى تركيع الاحتلال وازالته ، وتحقيق أهدافنا الوطنية.
إننا وبناء على القرار المركزي لكل القوى الفلسطينية واللجان الشعبية ندعوكم الى الإضراب العام في هذه الذكرى المجيدة يوم الأربعاء 11/11/2015 ، ذكرى إستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات الذي إغتاله الصهاينة بالسم القاتل للتخلص من هذا القائد التاريخي ،وحتى تسهل عملية تصفية الثورة الفلسطينية، لكن الرئيس محمود عباس أبو مازن أبن مدرسة ياسر عرفات ، مدرسة الفتح أخذ الراية ليكمل مسيرة دحر الاحتلال ، وأعلان الاستقلال .
المجدُ والخلود لشهدائنا الابرار
العزة والمجد والحرية لأسرانا الأشاوس
والشفاءُ للجرحى .
وانها لثورة حتى النصر
حركة فتح - إقليم لبنان 10/11/2015
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها