إننا نحييكم على مواقفكم القومية والدينية في الحفاظ على المقدسات، والرباط في المسجد الأقصى
يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج
يا أهلنا في الأراضي المحتلة العام 1948
في يوم التضامن مع أهلنا في الداخل، في الجليل والمثلث والنقب نحييكم من لبنان من أرض الثورة والمقاومة، من أرض الشهداء، والبطولات، والتضحيات، من بلاد الغربة واللجوء والتشرد، نحييكم ونشدُّ على أياديكم، ونقول نفديكم، فأنتم أهلنا الحراسُ على تاريخنا وتراثنا، وقبور أجدادنا، ومساجدنا وكنائسنا، وعاداتنا وتقاليدنا. نحييكم لأنكم ما زلتم على العهد والوعد تنتظرون عودة اللاجئين، عودة أهلكم الذين حُرموا من رؤية قراهم، وأراضيهم، وأقاربهم.
واليوم في 30 كانون الثاني اليوم العالمي لدعم فلسطينيي الداخل، فإننا في لبنان نقف إلى جانبكم في نضالكم كمجموعة عربية قومية أصيلة لنيل حياة كريمة، والحصول على المساواة في الحقوق بعيداً عن العنصرية والتمييز. ونحن نعتبر هذه المناسبة على جانب من الاهمية لتذكير العالم بمأساة شعبنا، وحرمانه من أبسط حقوقه الانسانية والقانونية، وبالظلم الواقع على اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، وفي مخيمات الداخل الفلسطيني، ولاجئي القرى الفلسطينية المدمرة منذ العام 1948.
إننا نحييكم على مواقفكم القومية والدينية في الحفاظ على المقدسات، والرباط في المسجد الأقصى، والتضامن مع أهلكم هناك تحت الاحتلال، نحن نعتز بصمودكم في وجه الاجراءات الإسرائيلية العنصرية الرامية إلى تهجيركم من أرضكم، واستهداف هُويتكم، وتصاعد الحملات التحريضية العنصرية، والشعارات الدموية الحاقدة ضد العرب الفلسطينيين في الداخل.
لقد جاءت عملية حظر الحركة الاسلامية في الداخل، ووقف نشاطاتها مقدمة لملاحقة باقي المؤسسات والشخصيات التي تعبّر عن مصالح وطموحات الفلسطينيين في الداخل لشلّ كافة القدرات والطاقات المحرّكة والمدافعة عن الحقوق.
إنّ ما يجري من إستهداف لفلسطينيي الداخل يعود إلى دورهم المميّز في دعم الفعاليات، والإضرابات، والتعاطف مع هبة الأقصى وشهدائها وأهلها. وبالتالي إن ما يجري هو التنفيذ العملي لمقررات مؤتمر الامن القومي الاسرائيلي (هرتسيليا) والتي تستهدف بشكل خاص فلسطينيي العام 1948، هذه المقرارت التي شددت على التهجير والملاحقة، والتهويد، والمصادرة، والعمل على إنشاء مناطق عازلة فلسطينيي 67 و48.
إن المجتمع الصهيوني يعيش حالة من الرعب والقلق والخوف على المستقبل من جراء حالة النهوض الوطني الرافض لوجود الاحتلال وممارساته العدوانية والاجرامية، وبسبب حالة التماسك الفلسطيني في كافة أماكن تواجده والالتفاف حول الهبة الشعبية المتصاعدة والمتواصلة، خاصة أن المجتمع الإسرائيلي ذاهبٌ إلى أقصى اليمين ومتساوقٌ مع حكومة المستوطنين، والحاقدين على الانسان الفلسطيني العربي، والحقد اكثر كان على المقدسات من خلال الاعتداءات اليومية على المسجد الأقصى من أجل تكريس التقسيم المكاني كما فعلوا بالمسجد الابراهيمي، وإستهداف المساجد والكنائس في أراضي الثمانية وأربعين وانحاء الضفة، وهذا ما يدلل على المنهجية الخطيرة التي تمارسها الحكومة الاسرائيلية العنصرية على خطى تحويل الكيان الاسرائيلي إلى دولة يهودية على أنقاض الحقوق الوطنية الفلسطينية وخاصة حق العودة وحق تقرير المصير.
إننا في حركة فتح إقليم لبنان نهيب بأهلنا في الداخل الفلسطيني، نهيب بكم ان تلتفوا حول قائمة الوحدة العربية، والاستمرار في الكفاح ضد كافة الاجراءات العنصرية والتمييزية من أجل نيل حقوقكم، والتعبير عن طموحاتكم، وتطلعاتكم القومية.
كما ندعو كافة الفصائل الفلسطينية إلى حالة إنهاء الانقسام، وتجسيد الوحدة الوطنية الحقيقية من أجل نصرة قضايا شعبنا.
كما أننا ندعو إلى تفعيل الدور الأممي في دعم قضايا شعبنا في الداخل وخاصة ما يتعلق بالحريات، والحقوق، والمساواة، واحترام القيم العربية الفلسطينية، ووقف العنف الإسرائيلي الإجرامي بحق شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والداخل، وآن الاوان لهذا الكيان الاسرائيلي الصهيوني المنفلت من عقاله أن يرضخ للمحاسبة والمساءلة من قبل الشرعية الدولية، وآن الاوان ان يقرر مجلس الامن إزالة الاحتلال الصهيوني من أرضنا، واقرار التنفيذ العملي لحق تقرير المصير، وتأمين الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني الذي يتطلع الى الحرية والاستقلال كباقي شعبوب العالم.
الاحتلال إلى زوال، والنصر لشعب التضحيات والاصرار.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار، والمجد والعزة لأسرانا البواسل.
قسما سنواصل مسيرتك رمزَ القضية، ياسر عرفات، وسنبقى الأوفياء لخليفتك الرئيس محمود عباس الثابت على الثوابت، والمؤتمن على الامانة الوطنية.
وانها لثورة حتى النصر
حركة فتح –إقليم لبنان
30-1-2016
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها