بيان صادر عن قيادة حركة فتح – إقليم لبنان
يا جماهير شعبنا الفلسطيني،
إنّ ما يجري في مخيم عين الحلوة من تطورات عسكرية وأمنية، ومن افتعال اشتباكات دامية بشكل متعمّد، وفي إطار خطة مدروسة هي ترمي إلى تحويل المخيم إلى ساحة حرب، ودماء، ورعب، وعدم استقرار. ولم يعد خافياً على أحد أن هناك مجموعات مسلّحة خارجة عن الإجماع الوطني الفلسطيني، وهي مرتبطة بتوجيهات خارجية، ومشاريع سياسية مشبوهة تقوم على القتل وارتكاب الجريمة، واستباحة المخيم، وأهله، وأمنه.
وقد بات واضحاً اكثر عند هذه المجموعات أنّ المدخل لتأزيم الوضع الامني في المخيم هو إستهداف قيادات وكوادر وأعضاء حركة فتح، وارتكاب الجرائم بحقهم وبحق آخرين من الأشخاص المعروفين، وهنا نستذكر جرائم قتل العميد جميل زيدان، والعميد طلال بلاونه، وابن شقيقه، وكذلك وليد ياسين، وطلال المقدح، وبلعوس، ولا ننسى اغتيال فضيلة الشيخ عرسان مسؤول جمعية المشاريع الخيرية في منطقة صيدا، وقبلهم الكثيرون.
هذا المخطط الدموي أصبح يهدد أمن المخيم ومصيره وليس فقط حركة فتح، كما أنه يأتي في إطار مؤامرة تستهدف تدمير مخيم عين الحلوة عبر افتعال الصراعات، كما دُمِّر مخيم نهر البارد، وأيضاً مخيم اليرموك، وبعض المخيمات الأخرى في سوريا.
وكان ما حدث بالأمس يوم الاثنين من إعتداء آثم، ومحاولة قذرة لاستهداف قائد الأمن الوطني في منطقة صيدا العميد العرموشي ومرافقيه، واطلاق النار عليهم بهدف الاغتيال، علماً أن الوضع كان مستقراً، وكان الجميع ذاهباً، للمشاركة في جنازة دفن الشهيد، وهذا ما قاد إلى تجدُّد الاشتباكات وتوسيع إطارها في مختلف أنحاء المخيم، وأدت إلى سقوط جرحى، ودمار وحالة نزوح من أهالي مخيم عين الحلوة.
أمام إزاء ما جرى يوم الاثنين وتواصل إلى ما بعد منتصف الليل فإننا في حركة فتح نؤكد القضايا التالية:
أولاً: نثمّن البيان الذي صدر عن إجتماع الفصائل الوطنية والاسلامية وذلك عقب الاجتماع الذي تم في سفارة دولة فلسطين، كما نثمّن المواقف المُعلَنة للفصائل بأن أي اعتداء على حركة فتح هو اعتداء على كافة الفصائل.
ثانياً: إنّ قيادة حركة فتح تعطي الأولوية باستمرار للأمن الاجتماعي، والحفاظ على حياة أهلنا في المخيم، لأننا نؤمن بأنّ المخيم الذي يشهد التعايش والتآخي هو المخيم الذي يستطيع أن يكون جزءاً من معركة تنفيذ حق العودة إلى أرضنا فلسطين التاريخية. ومحاولة تدمير المخيم تصب في إطار تدمير قضية اللاجئين.
ثالثاً: على كل من ينخرط في مشاريع معادية تستهدف المخيم من خلال استهداف حركة فتح وقيادتها وأبنائها، في محاولة للتخلّص من هذه الحركة الرائدة التي تواصل كفاحها الوطني منذ ما يزيد على خمسين عاماً، فإننا في قيادة حركة فتح نؤكد بأن كافة أبناء فتح في العسكر والتنظيم هم يدٌ واحدةٌ، وفي خندق واحد، وملتزمون بقرار واحد، وبقيادة واحدة من أجل الدفاع عن الحركة، وحمايتها من كل المتآمرين عليها، وقد ثبت ذلك ميدانياً عبر المواقف المشرّفة.
رابعاً: إنّ مجمل المخاطر التي تحدقُ بهذا المخيم الاكبر والأهم سياسياً، ووطنياً نظراً لتاريخه، وحجم شهدائه، وتضحياته، وكثافة سكانه يطرح علينا جميعاً السؤال الأبرز والأهم وهو: إلى متى ستبقى هذه المجموعات الإرهابية التي تحملُ أجنداتٍ سياسية وأمنية مُعادية لتطلعات شعبنا وأهلنا في المخيمات تسرح وتمرح، وترتكب الجريمة تلو الجريمة دون رادع؟؟!! كما أنها تستبيح أمن المخيم، والأمن الاجتماعي، وهي تتحدى هيبة وكيان القيادة السياسية في لبنان والمكونة من القوى الوطنية والاسلامية، وآن الأوان لاتخاذ قرار حاسم بشأن هذا الخطر الذي يهدد واقع الشعب الفلسطيني ومستقبله.
إننا نؤكد حرصنا الكامل على مصالح شعبنا وأمنه، وسنبقى في حركة فتح الرائدة الجنودَ الأوفياء لقوافل الشهداء، ولحقوقنا الوطنية، ونحن ننصح القتلَة بإعادة حساباتهم، وجعل فلسطين فوق كل الحسابات الخاصة.
وقد آن الأوان أن يصبح مخيم عين الحلوة مستقراً وآمناً، تعيش فيه كافة الأطراف في إطار شراكة حقيقية وتعاون من أجل حماية حقوقنا الوطنية وخاصة حق العودة، وحق تقرير المصير.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها