كشف أمس النقاب عن مخطط استيطاني جديد في القدس المحتلة، فيما واصل جنود الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم على المواطنين وممتلكاتهم في مناطق مختلفة بالضفة ما ادى إلى اصابة العشرات بجروح بينهم محافظ محافظة رام الله والبيرة د. ليلى غنام.
وكشف أمس عن مخطط "الخوذة المذهبة" الاستيطاني، الذي تسعى سلطات الاحتلال لتنفيذه على جبل المشارف بالقدس، بإشراف من شمعون بيريس.
وأوضح فخري أبو دياب الناشط الميداني، وعضو لجنة الدفاع عن أراضي وعقارات سلوان لوكالة "معا" أن سلطات الاحتلال اعلنت عن انتهاء كافة الترتيبات للمشروع الاستيطاني الجديد، المنوي اقامته في الجزء الشرقي على جبل المشارف، مقابل الجامعة العبرية بمحاذاة مستشفى هداسا، على مساحة 30 دونما.
وأشار أبو دياب الى ان الأرض هي ملك لأهالي قرية العيسوية، صودرت بعد احتلال القدس ومنع من استخدامها، وحولت فيما بعد الى مواقف للسيارات، وتعتبر الواجهة الجنوبية للقرية.
وقال إن المبنى سيأخذ شكل القبة "الخوذة"، ويتألف من 10 طوابق، وسيضم مرافق مختلفة، بارتفاع 30 مترا، ويمكن مشاهدة البناء الضخم من رام الله شمال القدس، ومنطقة غور الأردن، وقريتي العيزرية وأبو ديس.
وعن استخدامات المبنى أوضح ابو دياب انه اعلن انه سيكون متحفا للموروث العلمي والثقافي والحضاري للعالم أنشتاين.
ويشارك في انشاء وبناء المبنى بلدية الاحتلال، ووزارتا العلوم والتكنولوجيا والإسكان الاسرائيليتان، اضافة الى عدة مؤسسات وشركات، وبدعم وتمويل من "الوكالة اليهودية"، وبإشراف من بيريس.
وأعرب أبو دياب عن استغرابه من اشراف بيريس على المخطط الاستيطاني، وقال: "هذه المرة الأولى التي يشرف بها رئيس دولة الاحتلال على مشروع، وهذا لا يعتبر من اختصاصاته وصلاحياته". وقال إن سلطات الاحتلال اطلقت على المشروع اسم "الخوذة المذهبة" بدلا من "القبة المذهبة"، دلالة على السيطرة والسيادة العسكرية على المنطقة، وهذه "الخوذة" بحجمها وتميز شكلها ستكون لافتة للنظر، بهدف صرف الأنظار عن المباني والمعالم العربية الإسلامية في مدينة القدس من جهة، ولاضفاء الطابع اليهودي في المدينة، ومحاولة لمحاكاة قبة الصخرة.
وأضاف: "ان الاعلان عن هذا المشروع، يأتي بعد ايام من الاعلان عن مشروع القطار الهوائي الذي سينطلق من جبل الزيتون مرورا بحائط البراق وصولا الى القدس الغربية، وهذه المشاريع الاستيطانية وغيرها جاءت بعد اعلان اتفاقية حماية المقدسات بين الأردن والدولة الفلسطينية، وعن نية وفد لليونسكو زيارة القدس، وبعد أيام ايضا من الحديث عن تبادل الأراضي".
وقال إن اسرائيل تسعى جاهدة لبناء المشاريع الاستيطانية في القدس الشرقية، وبوتيرة متسارعة لعدم امكانية اعلان القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
وذكرت صحيفة "معاريف" أن الحكومة الإسرائيلية ستصادق قريبا على تخصيص 22 مليون شيقل لتعزيز الاستيطان في مدينة القدس، لمناسبة ما يسمى "يوم القدس" الذي يصادف الأربعاء المقبل. واضافت الصحيفة ان "الحكومة الإسرائيلية ستقدم العديد من الامتيازات للمدينة بناء على توصية من قبل وزير البناء والإسكان أوري أرميل، بينها تخصيص أراض للمؤسسات الأكاديمية المختلفة في المدينة. كما سيتم تخصيص أراض لإقامة متاحف طبيعية، وسيتم إعفاء هذه الأراضي من عرضها على المناقصة العلنية، بالإضافة إلى تخفيض أقساط شراء هذه الأراضي".
وقال أرييل: "لا يوجد توقيت أفضل من هذا التوقيت وهو يوم القدس لاتخاذ مثل هذه القرارات المهمة لتعزيز مكانة القدس، وأنا مسرور جدا بأنني حظيت بهذا الشرف لقيادة مثل هذه الخطوة المهمة التي ستؤدي إلى تعزيز المؤسسات الأكاديمية، وستؤدي أيضا إلى ازدهار السياحة في المدينة".
وأغلقت قوات الاحتلال بعد ظهر أمس الطريق الرابط بين رام الله ونابلس، وحاجزي زعترة وحوارة، إثر قيام أعداد كبيرة من المستوطنين باستفزازات وأعمال عربدة، احتجاجا على إزالة بؤرة استيطانية أقاموها أمس الأول.
وأصيب المواطن فاروق صلاح أبو هنية (60 عاما) بجروح متوسطة بعد ان قام مستوطن بدهسه اثناء عودته من ارضه الزراعية في قرية النبي الياس شرق قلقيلية. وكانت قوات الاحتلال فرضت طوقا على القرية عصر أمس بعد أنباء عن اطلاق نار باتجاه سيارة للمستوطنين.
كما أصيب سبعة مواطنين بالرصاص المعدني، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع جراء قمع الاحتلال تجمعا سلميا لمواطني المنطقة الشرقية في رام الله على أراضيهم المهددة بالمصادرة لصالح الاستيطان.
وقال رئيس مجلس قروي دير جرير عماد علوي "إن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع، فور انتهاء المواطنين من أداء صلاة الجمعة على أراضيهم التي تم سلبها وأخرى مهددة بالسلب، ما أدى لإصابة 7 شبان بالرصاص المعدني، أحدهم في الرأس، بينما أصيب العشرات بحالات اختناق، بينهم محافظ محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام.
وأصيب مواطن بجروح طفيفة وعشرات المتظاهرين المحليين والأجانب بحالات اختناق شديد عندما قمعت قوات الاحتلال مسيرات الجمعة في مناطق غرب رام الله. وتظاهر الأهالي ومتضامنون دوليون ونشطاء سلام اسرائيليون لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة ضد الاحتلال مطالبين بزواله وملاحقة قادته ومسؤوليه أمام المحاكم الدولية المختصة على جرائم الحرب وضد الانسانية التي يقترفونها بحق شعبنا. وتمكن متظاهرون في بلعين من انتزاع بوابة في الجدار العنصري المار وسط اراضي القرية، فيما نجح اهالي النبي صالح في الوصول الى اراضيهم حيث تصدى لهم جنود الاحتلال بوابل من الذخائر التي طالت منازل وتسببت في احتراق مساحات من الأراضي الزراعية.
وأخمدت طواقم مركز دفاع مدني عزون في محافظة قلقيلية، نيرانا نشبت في أراض زراعية بالحي الشمالي من قرية كفر قدوم، نتيجة اعتداء قوات الاحتلال على مسيرة القرية الاسبوعية المناوئة للاستيطان والمطالبة بفتح الطريق الرئيس للقرية.
وقمعت قوات الاحتلال مسيرة المعصرة الاسبوعية ما أدى لإصابة عدد من المشاركين بحالات اختناق. وأصيب عدد من المواطنين في بلدة الخضر بالاختناق خلال مواجهات مع جنود الاحتلال.
وأصيب 15 مواطنا بالرصاص المطاطي، كما أصيب 4 جنود اسرائيليين بجراح جراء رشقهم بالحجارة، خلال مواجهات في منطقة بيت زعته ببلدة بيت أمر.
وقال محمد عياد عوض الناطق الاعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بيت أمر، إن المصابين تلقوا العلاج ميدانيا. وأضاف: "حدثت مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال على الشارع الرئيسي الواصل بين مدينتي القدس والخليل، قام خلالها أحد المستوطنين بصدم سيارة فلسطينية أصيب 4 مواطنين داخلها تم نقلهم بسيارات الاسعاف التابعة للهلال الأحمر الى مستشفيات الخليل لتلقي العلاج ووصفت اصابتهم ما بين متوسطة وطفيفة، واصابة 3 مستوطنين باصابات طفيفة ومتوسطة تم نقلهم بسيارات اسعاف تابعة للاحتلال".
واعتقلت قوات الاحتلال أربعة مواطنين، بعد اقتحامها مدينة جنين وبلدتي قباطية ويعبد، وفتيين من عزون واصابت شابا شرق جباليا وفتحت النار على الصيادين ومراكبهم قبالة شاطئ غزة.