قال الكاتب الإسرائيلي بي. ميخائيل: إن هناك حقيقة مفادها أن كل الإسرائيليين هم في الواقع جنود في جيش الاحتلال، مفندًا المزاعم الإسرائيلية بأن "كل الشعب الفلسطيني مقاتل ومعادٍ للسامية" لتبرير الإبادة الجماعية بحقه.
وافتتح ميخائيل، المعروف بكتاباته الساخرة، مقالًا له في صحيفة "هآرتس" بالقول: "سيكون من الصعب جدًا العثور على دولة أخرى في العالم كله، مواطنوها وجنودها وشرطتها ومستوطنوها وصناعتها واتصالاتها وثقافتها وكيانها بأكمله، معبأون ومسخرون لسلاحهم".
وأضاف: "كل إسرائيلي يشارك بنشاط في الحرب والغزو والسلب والشر، مثل الدلافين في الدولفيناريوم (حوض مائي للدلافين)، ومثل الخيول في السيرك، ومثل الجنود في عرض عسكري".
ورفض في هذا السياق مقارنة سكان إسرائيل بسكان كوريا الشمالية، وقال: "في هذا البلد يواجه السكان حكمًا قسريًا يدخل عليهم في المنزل والأسرة والعمل، أما في إسرائيل فالأمر مختلف، حيث يوجد في كل بيت جندي واحد على الأقل، وعند الباب يوجد عريف مجهز تجهيزًا جيدًا بجواره ملابس العمل مع الحقيبة، وينتظر بفارغ الصبر الأوامر".
وفي حين تحدث عن شعار "كل الشعب جيش" الذي تعيش على وقعه إسرائيل، انتقد ميخائيل محاولة تطبيق هذا المبدأ على الفلسطينيين لممارسة سياسة العقاب الشامل بحقهم.
وقال: "من أفضل الخدع من بين الكم الهائل من الأكاذيب التي تحيط بهذه الحرب الدنيئة، هو القول المؤكد (ليس هناك أشخاص غير متورطين)".
وأضاف: "هكذا يحرص كل أبواق الحكومة على إعلانه صباحًا ومساءً"، موضحًا مرارًا وتكرارًا أن الجميع هناك متورطون، كلهم قتلة، وكلهم نازيون معادون للسامية"!، وفق تعبيره.
ويُعد الكاتب أن الهدف من هذه الخدعة هو تبرير الإبادة الجماعية والقتل المستمر للفلسطينيين، حيث يقترب عدد القتلى من 50 ألفًا غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى تدمير كامل للمنظومة الطبية، وتدمير شبه كامل للمؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية والرعاية الاجتماعية في قطاع غزة.
وأضاف: "يتم الآن التدمير المنهجي وتسوية البنية التحتية الأساسية للحياة بأكملها، ربما لتطهير القطاع من غير اليهود، ولإعداده مساكن يهودية خالصة فقط (الاستيطان)".
ووصف ميخائيل منطق أن جميع سكان القطاع متورطون بأنه "وقح ومنافق"، ولا يبرر ما نفعله بالفلسطينيين عبر وصفهم بـ"إرهابيين".
وفي محاولة لتفنيد الرواية الإسرائيلية، قال: "بالكاد أن 2% من سكان قطاع غزة متورطون، أما الباقون، أي ما يقرب من مليوني شخص، فهم لاجئون يسعون إلى أن يعيشوا حياتهم بأفضل ما يمكنهم".
وختم قائلاً: "لقد قتلنا فيهم الآلاف، ودمرنا مجال حياتهم بالكامل، وسيظل هذا الرعب عالقًا في جباهنا إلى الأبد".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها