غَزَّةَ ،مدينةُ الفرَّحِ ..

مَدِينَةُ الحُبِ والحَياةْ ..
غزَّةَ، كُلُّ جُرحٍ فيكِ باتَ يُؤلِمُني ..

غزَّةُ، الشموخُ والبَذْلِ والعَطاَءِ ..
يا مَدِينَةً أَشْبَهَتِ اللَّيلَ فِي حُزْنِهِ، ..
يَا شَاهِدَةً عَلَى خَرَائِطِ الدَّمارِ والخَرابِ..
شَاهِدَةً  على الجُرُوحِ العميقةِ ..
شَاهِدَةً على المَوتِ من كُلِّ الجِهَاتْ .. 
في الليلِ وفي وَضَحِ النَهارِ  ..
حَيْثُ الرُّوحُ فِيكِ ..
 تَزْحَفُ خَلْفَ الأَطْلَالِ..

كُلُّ بَيْتٍ هَاوٍ فِيكِ ..
هُوَ شَاهِدُ قَصِيدَةٍ مَقْطُوعَة، ..
وَكُلُّ طِفْلٍ ..
يَحْمِلُ لُعْبَتَهُ المَكْسُورَةَ ..
يَكْتُبُ مَآسَاةَ زَمَانٍ ..
يَخُونُ  العَهدَ والوَعْدَ ..

غزَّةُ، مدينةُ الحُبِ والفَرَّحِ والحَياة ..
تَتَفَجَّرُ القَنَابِلُ فِي أَحْشَائِكِ، صَباحَ مَسَاءْ..
تَرْتَجِفُ الجُدْرَانُ  من حَوْلِكِ ..
كَحَائِطِ مَعْبَدٍ ..
أَشْرَفَ عَلَى السُّقُوطِ والإِنهِيار ...
هُنَاكَ حَيْثُ الزَّوَايَا ..
أَثْقَلُ مِنَ الصَّبْرِ، ..
وَالأَحْلَامُ ..
تُشْرِقُ فِي كَفِّ الرَّمَادِ...

بَحْرُكِ يَبْكِي، زماناً مَضَى ..
يَتَكَسَّرُ عَلَى ضِفَافِه شعاعُ الْقَمَرُ، ..
تَصْعَدُ أَمْوَاجُهُ كَأنها  مَآذِنَ حَزِينَةً ..
تَدْعُو إِلَى صَلَاةِ العَدلِ و  الحُرِّيَةِ ..

غزَّةُ، الجميلةُ ..
يَا مَدِينَةَ الصُّدُوعِ والصُدُودِ والصُموُدِ ..
كُلُّ حَجَرٍ فِيكِ ..
يُحَاكِي قَصَّةَ مَنْفًىً جَديدٍ ..
كُلُّ نَافِذَةٍ مَطْفَأَةٍ ..
تُحَدِّثُ عَنْ لَيْلٍ طَويلٍ بَهِيم ..
أَطْوَلَ مِنَ الحَدِّ المُمْكِنِ واللا مَحْدُودْ ..   
وَصَحْوَةٍ لَمْ تَأْتِ بَعْدُ  من سَكَراتِ المَوتِ  ..
كلُّ جُرحٍ فيكِ يُؤلمُنيِ ..
يَنزِفُ  دَّماً مِن  دَّميِ ..
وَلَكِن، هُناكَ ..
فِي رُكَامِكِ نَخْلَةٌ تَنبُتُ ، ..
تَتَشَبَّثُ بِالسَّمَاءِ، ..
وَفِي عُيُونِ أَطْفَالِكِ ..
شُرُوقٌ يَنْتَظِرُ الخَلاصَ ..
في أولِ النَهارْ ..
نَعَم ..
سَتَنْبُتُ زُهُورُ الدَّفْلَى  والياسَمينَ ..
عَلَى جِرَاحِكِ العَميقةِ ، ..
سَيولدُّ  فِيكِ ..
الحُبُ والفَرَّحُ ،  من جَدِيد ..
بلونِ الدَّمِ  الأَحمرِ  الأُرْجُوانِيِ ..
وَسَيَعُودُ إِلَيْكِ ضَوْءُ النَّهَارِ ..
وضوءُ القَمَر . .

غزَّةُ، العزةُ ..
مَا زِلْتِ تُسَافِرِينَ فِي قُلُوبِنَا،..
في قُلوبُ المَلايينِ من البَشر  ..
مَا زِلْتِ تَكْتُبِينَ  حِكايَتِنا  الطَوِيلَةِ ..
حِكايةُ  مَجْدَكِ بِالدَّمِ ..
بِالنارِ  المُقَدسَةِ  وَبالضِّيَاء ..
سَتُزْهِرِينَ، رَّغمَ اَنفِ الجُناةِ الطُغاةْ ..
سَتَرْفَعِينَ رَأْسَكِ عَالِياً..
فَوْقَ الجِراحِ ..
فَوقَ  غُبَارِ المَعَارِكِ، ..
سَتَعُودِينَ مَدِينَةَ الحُبِّ، ..
مَدِينَةَ الجَمَالِ، ..
مَدِينةَ الفَرَّحِ ، ..
مَدِينَةَ الحَيَاة ..!