اعتصم أهالي مخيمات الشمال أمام مكتب مدير خدمات الأونروا في الشمال بدعوة من فصائل المقاومة الفلسطينية واللجان الشعبية استنكاراً لسياسة التقليصات في خدمات وواجبات الأونروا تجاه الشعب الفلسطيني ولا مبالاة الدول المانحة بالنداءات المتتالية للاجئين في الأقطار الخمسة، ذلك يوم الاثنين 27/7/2015.

شارك بالاعتصام ممثلي الفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية، وحشود من مخيمي البداوي والبارد، والنازحين من مخيمات سوريا. ورفع المعتصمن لافتات تطالب الأونروا عدم المساس بمصالح الشعب الفلسطيني.

كلمة الفصائل الفلسطينية ألقاها أمين سرها الدوري القيادي في حركة الجهاد الاسلامي أبو اللواء موعد حيث استنكر وبشدة تقليصات خدمات الأونروا تجاه اللاجئين الفلسطينيين علماً أنها وجدت لخدمتهم لحين عودتهم إلى ديارهم في فلسطين.

واستهجن أبو اللواء لا مبالاة الدول المانحة في اجتماعها أمس طلب منظمة الأونروا ايفاء هذه الدول بتعهداتها والأموال المستحقة عليها بصندوق الأونروا لمتابعة خدماته تجاه الاجئين الفلسطينيين في الأقطار الخمسة.

وحذر أبو اللواء من أن هذه السياسة التي تفرضها الأونروا على الشعب الفلسطيني تحمل في طياتها مشروعاً سياسياً يهدف إلى توطين الفلسطينيين في مخيمات الشتات أو تهجيرهم إلى منافي جديدة.

وشدد أبو اللواء على ضرورة أن تقوم الأونروا بواجبها تجاه النازحين الفلسطينيين من مخيمات سوريا وتحمل مسؤولياتها تجاههم والعودة إلى اعطائهم بدلات الايواء وزيادة بدلات الطعام، وذلك لحين عودتهم إلى مخيماتهم في سوريا أو العودة إلى فلسطين.

وطالب أبو اللواء الأونروا بتحمل مسؤولياتها في تأمين الأموال اللازمة لاعادة اعمار مخيم نهر البارد وذلك بالدعوة إلى مؤتمر مانحين على غرار مؤتمر فيينا، ويجب على الأونروا الاستمرار في برنامج الطوارئ لحين الانتهاء من اعمار المخيم.

كلمة هيئات المجتمع المدني ألقاها المهندس حسام شعبان حيث قال: إنَّ الأونروا منظمة تم تأسيسها من أجل أن تهتم وترعى شؤون اللاجئين الفلسطينيين أينما وجدوا حتى تحقيق عودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها.

وطالب الأونروا بتحديد موازنة ثابتة كسائر المنظمات الدولية كي لا تبقى عرضة لرغبة المانحين، وطالبها بالقيام بحملة دولية لحشد التمويل المطلوب لاستكمال اعمار الرزم المتبقية من مخيم نهر البارد، والاستمرار في تقديم بدلات الايواء للفلسطينيين النازحين من سوريا  في لبنان.

كلمة لجنة النازحين الفلسطينيين من مخيمات سوريا ألقاها أبو سليم موعد الذي اعتبر بأن وقف بدلات الايواء للنازحين الفلسطينيين من مخيمات سوريا يعتبر تهجير قصري آخر لهم لأنه سيجعل منهم عائلات تسكن على أرصفة الشوارع، وعلى الأونروا أن تعود عن قرارها الظالم بحقهم لأن لهذا القرار تداعيات اجتماعية سلبية سوف تعكس حالها داخل المخيمات الفلسطينية وفي البلد المضيف.

وفي ختام الاعتصام تمَّ تقديم مذكرة من قيادة المقاومة واللجان الشعبية الفلسطينية في الشمال إلى المدير العام للأونروا في لبنان السيد ماتيوس شمالي وهذا نصها:

تحية طيبة وبعد

من ألم اللجوء ومرارة النزوح والتشرد نبعث اليكم بمذكرتنا المطلبية في ظل المعاناة الكبيرة التي تفاقمت بعد القرارات الظالمة التي اتخذتموها بتعليق جزء كبير من الخدمات الأساسية والتي طالت بمعظمها جموع اللاجئين والمهجرين من مخيمات سوريا إلى لبنان.

إننا في الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية وعموم شعبنا الفلسطيني نؤكد حرصنا على استمرار منظمة الأونروا بتقديم خدماتها باعتبارها الجهة المسؤولة والمعنية برعاية شؤون اللاجئين الفلسطينيين بموجب القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة لحين عودة اللاجئين إلى وطنهم وعليه فاننا نطالبكم بالعمل على تحمل مسؤولياتكم تجاه كافة اللاجئين الفلسطينيين في الاقطار الخمسة، وإننا إذ نحذر من الكارثة الانسانية التي ستنتج عن القرارات الظالمة والغير انسانية التي طالت عموم اللاجئين بشكل عام والنازحين الفلسطينيين من مخيمات سوريا بشكل خاص ومشروع اعادة اعمار مخيم البارد.

إن قطع المساعدات الانسانية وبدلات الايواء عن أهلنا النازحين من مخيمات سوريا سيتسبب بكارثة انسانية واجتماعية قد تهدد الأمن المجتمعي في مخيمات اللجوء وتنعكس سلباً على الوضع العام في لبنان المضيف.

لذلك وحرصاً منا على سلامة أداء منظمة الأونروا وقيامها بعملها وبواجبها نطالبكم ببذل الجهود من أجل تأمين الأموال اللازمة لاستمرار عمليات الأونروا الشاهد الأساسي على نكبة اللاجئين الفلسطينيين.

إن تحركاتنا تهدف إلى مساعدة الأونروا للاضاءة على المعاناة من أجل مطالبة الدول المانحة بتقديم الأموال للأونروا.

وأخيراً إن شعبنا الفلسطيني يولي أهمية كبرى لاستمرار خدمات الأونروا ولا سيما التعليم والصحة والاغاثة.

نأمل منكم وباعتباركم قمتم بخدمات انسانية في كثير من البلدان أن تستثمروا علاقاتكم الدولية من أجل تحقبق مطالب اللاجئين في لبنان. وتقبلوه بفائق الاحترام والتقدير.