فتح ميديا/لبنان، اقتضاءً وتمثيلاً بالمؤتمرات الحركية، عقدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"- مكتب المتابعة التنظيمية في بيروت، مؤتمرها التجريبي الأول، تحت عنوان "مؤتمر الشهيد ميسرة أبو حمدية"، للكادر التنظيمي في بيروت في قاعة الكشافة في مخيم برج البراجنة السبت 13-4-2013.

المؤتمر هو الأول من نوعه الذي يعقد قبل المؤتمر التنظيمي العادي، والذي سيصادف في شهر حزيران من هذا العام. ويهدف المؤتمر التجريبي إلى إطلاع الكادر الفتحاوي على ثقافة المؤتمرات الحركية وكيفية انعقادها وآلية عملها، بدءاً من تثبيت العضوية ومناقشة التقرير التنظيمي والقرارات لغاية انتخاب الهيئات القيادية المسؤولة. إذ أن بالمؤتمرات يتمكن ممثلو الأعضاء أو الأطر من اختيار هيئات القيادة ومن اتخاذ القرارات التي تخص بصورة مباشرة الوضع الكلي للتنظيم بكل التعدد والغنى في الآراء ووجهات النظر والخبرات، وليس هذا فحسب، بل بتمكين ممثلي الأعضاء من محاسبة القيادات ومراجعة ما تم تنفيذه في مرحلة قيادتهم.

بدأ المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت وقراءة سورة الفاتحة عن أرواح الشهداء، ثم النشيد الوطني الفلسطيني تلاه نشيد حركة "فتح".

ولعل الهدف الأوضح من هذا المؤتمر التجريبي هو ما جاء على لسان مسؤول المكاتب الحركية في بيروت عبد منصورة في كلمته حيث أوضح قائلاً "بعدما أصبحت الانتخابات هي عنوان المؤتمرات، كان لا بد من الإضاءة على ثقافة المؤتمرات، وتوضيح آليتها على الكادر الفتحاوي حتى يتسنى للجميع العمل بروحية المؤتمرات، وكتجربة أولى كان الإقتراح بحضور أمناء سر الأجنحة ولو بصفة مراقب، والاستماع إلى آرائهم واقتراحاتهم".

أمين سر حركة "فتح" في بيروت سمير أبو عفش أكد على أهمية انعقاد مثل هذا المؤتمر التجريبي الفريد من نوعه في الحياة التنظيمية، راجياً أن تتسم المناقشات بالهدوء، وأن يتحلى الجميع بالروح التنظيمية الفتحاوية. مؤكداً أن ليس كل من حضر أو لم يحضر هذا اللقاء هو عضو مؤتمر، فعضو المؤتمر خاضع للائحة المنظمة التي ستتنظم قبل انعقاد المؤتمر الذي سينعقد بعد شهرين تقريباً.

من جهته، أبدى أمين سر الإقليم ومسؤول الإعلام والثقافة في لبنان رفعت شناعة ارتياحه لهذه المبادرة الفريدة من نوعها والتي اتخذتها منطقة بيروت التنظيمية، الحريصة دوماً على الحياة التنظيمية، موجهاً التحية إلى مكتب المتابعة التنظيمية في بيروت.

وتحدث مسهباً عن الوضع التنظيمي وثقافة المؤتمرات، وهيكليتها وآلية عملها، لافتاً إلى أن المؤتمرات هي جرأة بالعمل والقول ولكن ضمن النظام والقانون، نافياً أن تكون المؤتمرات عبارة عن انتخابات. مؤكداً  أن المؤتمرات ليست خطابية بحيث يعرض فيها خطط وبرامج، المؤتمرات هي للبحث والنقاش والحوار، وليس من حق أحد أن يقمع أحد، وهذه النقاشات هي جوهر المؤتمر وعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار من هو أكثر خبرة، بعيداً عن المصالح الذاتية، وعلى العضو اختيار ما يمليه عليه ضميره دون ممارسة أية ضغوطات عليه، معتبراً أن المؤتمرات الحركية هي محطات مفصلية في تاريخ الحركة، وأن "فتح" تنظر إلى المؤتمرات من زاوية كونها جزء من الحياة التنظيمية، لذا فإن مبدأ الحياة التنظيمية وهو المركزية الديمقراطية، يتم تطبيقه على المؤتمرات مع إعطاء الجانب الديمقراطي حيّزاً كبيراً. مشيداً بدور القيادة الفلسطينية الحريصة على استنهاض الحركة، وذلك من خلال تشكيل لجنة مركزية تتابع أدق التفاصيل والمشاكل التي تعيق العمل التنظيمي من ضمنها رفع الظلم عن الكادر الفتحاوي.

كما أشاد شناعة بدور المجلس الثوري الذي أكد في اجتماعاته أنه لا يجوز ومن غير المقبول استمرار الحركة على هذا النحو. ولم ينكر وجود أزمة وحدة وطنية، مؤكداً أن حركة "حماس" غير جادة بمواقفها وقراراتها، لأن لديها مشروع في غزة ويتلقون الدعم الكامل من مصر وقطر. مشيراً أن "حماس" مستعدة للمصالحة شرط أن تتخلى السلطة عن الانتخابات، وعن موضوع المقاومة التي تتغنى به "حماس"، متسائلاً أين برنامج المقاومة وغزة والضفة منفصلتان.

بدوره، مسؤول التعبئة والتنظيم في بيروت د. سرحان وفي مستهل كلمته عدد المؤتمرات الست التي عقدتها حركة "فتح" بدءاً من العام 1962 لغاية العام 2009 ومكان انعقادها وأهم القرارات التي خرجت بها هذه المؤتمرات. ثم تحدث مطولاً عن أهمية المؤتمرات وهيكليتها وأنواعها وشروط العضوية ومن يحق له المشاركة فيها. كما تحدث عن كامل مجريات المؤتمر بدءاً من تثبيت عضوية أعضاء المؤتمر حتى الإنتخابات.

بعدها بدأت أعمال المؤتمر التجريبي بالتأكد من اكتمال النصاب والتثبت من العضوية وانتخاب رئاسة المؤتمر ونائب رئيس وعضو مقرر. وتم بعدها مناقشة تقارير أمناء الشعبة التنظيمية ومناقشتها وفتح باب الطمون. وفي نهاية المؤتمر فتح باب الترشيح وتمت عملية الإنتخاب حسب الأصول التنظيمية.

هذا وجرت أعمال المؤتمر التجريبي بإشراف إقليم لبنان ممثلة بأمين سره رفعت شناعة، وعضوية طالب الصالح، وحضور أمين سر منطقة بيروت، وأعضاء قيادة المنطقة الحاليين والسابقين، وأمناء سر وأعضاء الشعب التنظيمية، وأمناء سر الأجنحة والمكاتب الحركية.