يلاحظ في كل شهر رمضان ارتفاع في عدد الشجارات بنسبة مضاعفة ينتهي بعضها بالقتل وكذلك ارتفاع عدد حوادث السير المميتة، وهذه الحالة ليست وقفا علينا بل تتكرر في كل البلاد الاسلامية سنويا حيث تزداد نسبة الشجارات والحوادث، وهي ترجع اساسا الى الحالة العصبية التي يكون فيها الصائم وتجعله عصبيا لنقص الماء في جسمه ونقص الجلوكوز والنيكوتين والكافيين لدى المدخنين، حيث يشعر الصائم المدخن بدوخان مثلا عندما يمر في السوق ويشم رائحة القهوة تنبعث من محمص فتفتح شهيته لسيجارة بينما عندما يشم رائحة سيجارة فانه ينفر منها اذ ان الكافيين فاتح شهية للمدخن. فالحالة العصبية للصائم هي حالة عضوية لأنه ادمن النيكوتين والكافيين وكذلك فان نقص الجلوكوز له اثر في اثارة الأعصاب. ويلاحظ ان المدخن يهرع الى القهوة مع الافطار لأنها مهمة للتدخين بينما لو دخن بلا قهوة لوجد نكهة السيجارة غير مستحبة. ولذلك انصح الصائمين لتفادي العصبية الاكثار من العسل والألبان في السحور ان وجد العسل وان لم يوجد عليهم بالدبس.
شخصيا لا احن الا الى شوربة الخضار المنزلية وشوربة اللوف اثناء الصوم اما نوعية الأكل فلا اركز عليها لأن الجائع يحب اي طعام، ولتحاشي الشجار في رمضان قلل من الاحتكاك مع الآخرين في العمل او الشارع فما مررت في سوق قط الا ووجدت شجارا لسبب تافه واغلب شجاراتنا لها اسباب تافهة كأن يختلف طفلان فيفزع الكبار لدعم الصغار ويصير الصغار كبارا والكبار صغارا وتندلع الاشتباكات مع ان مجرد الشجار يفسد الصيام لما سيتضمنه من تراشق لفظي وتشابك عضلي. والمؤسف ان الشجارات استمرت بعد رمضان وخلال العيد ربما لأسباب لها علاقة بالحالة النفسية العامة من ضغوط احتلالية واقتصادية وغياب اي بارقة امل سياسية واستسهال القتل والعنف بعد العرض المتوحش الذي يجتاح اغلب البلاد العربية بالصوت والصورة والدم والاشلاء. فمن اراد منكم النأي بنفسه عن الشجارات والفتن فليعتزل في جبل ويتعبد لعل الله يغير الحال الى احسن.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها