نظمت حركة "فتح" في الشمال اعتصام جماهيري احياءً لذكرى النكبة ال 67، وتضامناً مع الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، وذلك أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة طرابلس الثلاثاء 19/5/2015.

شارك في الاعتصام ممثلي الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية، والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية، ومؤسسات وروابط وفعاليات وجماهير من مخيمات الشمال ومدينة طرابلس.

في البداية كانت كلمة المؤتمر الشعبي اللبناني ألقاها السيد عبد الناصر المصري جاء فيها: "لقد أكدتم أيها الفلسطينيون بالأعمال والأفعال لا بالأقوال فقط أنكم شعب يستحق الحياة، كيف لا وأنتم تقدمون يومياً دماءكم الطاهرة في سبيل تحرير الأرض والمقدسات".

وأضاف: "إن أهداف النضال الفلسطيني ثابتة وعمدت بالتضحيات والدماء والشهداء، أما الأساليب فمتعددة ومتغيرة حسب الظروف، قد يتقدم أسلوب على آخر في مرحلة معينة وهدف تكتيكي على آخر، فهذا أمر طبيعي في العمل السياسي، ولكن ذلك لا يجب أن ينسينا الهدف الأساسي وهو تحرير كل فلسطين".

وأدان المصري كل المواقف الرافضة لتأمين الحياة الكريمة للفلسطينيين بحجة رفض التوطين، فالتوطين غير وارد في قاموس الشعب الفلسطيني الذين قدموا الشهداء في كل مكان من أجل العودة.

ثم كانت كلمة للحزب الشيوعي اللبناني ألقاها جميل صفية حيث قال أنَّ نكبة فلسطين تعني اقتلاع شعب أصيل من أرضه وإحلال بديل سرطاني بديلاً عنه وفق خطة امبريالية استعمارية استراتيجية محكمة.

وأضاف: "إن نشاط الإدارة الأميركية في المنطقة عبر مشروع الشرق الأوسط الجديد حاضر بقوة من خلال افتعال الحروب والصراعات وتوليد الأصوليات الارهابية لأهمية المنطقة الاستراتيجية وما تحويه من نسبة من احتياط النفط والغاز".

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني أعطى الدروس التاريخية في معنى الكفاح والمقاومة لقضيته، فهل تستفيد القيادات الفلسطينية من هذه الدروس وهي الأولى كما استفاد شعبنا ومقاومته في لبنان وحقق نصره التاريخي ضد العدو الصهيوني ذاته".

ثم كانت كلمة للمنتدى القومي العربي ألقاها السيد يقظان قاوقجي حيث قال سبعة وستون عاماً على النكبة وعلى الاحتلال الصهيوني لأرضنا العربية فلسطين، مشيراً إلى أن هذا الاحتلال ما كان له أن يحصل لولا التآمر الدولي على أمتنا العربية والتواطؤ للقوى العربية المهيمنة على القرار العربي.

وأضاف: "إلى أنَّ كل الضغوط والممارسات لم تثني الشعب العربي عامة والفلسطيني تحديداً عن مقاومة هذا المشروع وقدمت ولا تزال الغالي والنفيس من دماء أبناء أمتنا لدحر هذا المشروع".

ثم كانت كلمة عبدالله ضناوي ممثلاً سعادة الوزير فيصل عمر كرامي جاء فيها: "جئنا نشارككم اعتصامكم المجيد باسم معالي الوزير فيصل عمر كامي الذي حمَّلني تحياته ودعمه ومساندته لكم كما كان هذا الخط الكرامي دائماً من المغفور لهم عبد الحميد ورشيد وعمر كرامي ومتمنياً لكم العودة إلى أرضكم ووطنكم أرض العروبة أرض فلسطين الحبيبة".

وأضاف: "إنه لا شك أنَّ هذه القضية هي القضية المركزية الكبرى لكل العرب مسلمين ومسيحيين ولا يهدأ لنا ولكم بال دون عودة الأرض إلى أهلها الفلسطينيون".

كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرها في الشمال أبو جهاد فياض جاء فيها: "سبعة وستون عاماً وما زال شعبنا يعيش النكبة التي أصيب بها أمام أنظار هذا العالم وما زالت المؤامرات مستمرة ضد أبناء شعبنا رغم مرور كل هذه السنوات على جريمة العصر التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق شعبنا الذي طرد من أرضه قسراً وبقوة الارهاب والمجازر الصهيونية".

وأضاف: "إنَّ المعركة السياسية والدبلوماسية والقانونية التي تخوضها القيادة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني في الساحات الدولية أثمرت اعترافات متتالية من البرلمانات الدولية والأوروبية آخرها اعتراف دولة الفاتيكان بالدولة الفلسطينية، كذلك فان الدخول إلى المؤسسات الدولية يعتبر تحدٍّ من القيادة الفلسطينية لسلطة الاحتلال الصهيوني وفي مقدمتها محكمة الجنايات الدولية".

وأكد فياض على ضرورة تنفيذ بنود المصالحة وخاصة اتفاق القاهرة والشاطئ بغزة، وضرورة اعطاء حكومة الوفاق الوطني دورها في قطاع غزة من أجل اعادة اعمار المنازل التي دمرها الاحتلال الصهيوني في حربه الأخيرة ضد أهلنا في غزة وتخفيف معاناة الأهالي والإشراف على المعابر لإدخال مواد البناء وتسهيل حركة العبور لأهلنا، والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية.

ووجه فياض التحية لأسرانا البواسل الذين ضحوا بحريتهم من أجل حريتنا جميعاً، إنهم جنرالات الصبر والصمود خلف القضبان في الزنازين الصهيونية، مشيراً إلى أنَّ القيادة الفلسطينية جعلت قضية الأسرى في سلم أولوياتها مقدمة إياها على قضية القدس واللاجئين.

وأضاف فياض أن المأساة لشعبنا تتكرر في كل مخيمات الشتات القسري ولم تعد نكبة فلسطين الجرح الوحيد لأبناء شعبنا العظيم فها هم أبناء مخيمات سوريا يعيشون نكبة جديدة لا يعرفون ماذا يخبئ لهم القدر، لقد اخترنا الحياد الايجابي ولكن لم يحيدونا فدمرت مخيماتنا وهجر أبناؤنا إلى منافي العالم.

وأكد فياض الالتزام بسياسة القيادة الفلسطينية، عدم التدخل في الشأن الداخلي للبنان وبتحييد المخيمات التي تدعم الشرعية اللبنانية من خلال التنسيق مع المرجعيات السياسية والأمنية.

وفي ختام الاعتصام قدم فياض مذكرة لرئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبر ممثلة اللجنة في منطقة الشمال السيدة جميلة حمامي.