استقبل الرئيس محمود عباس في مقر إقامته في العاصمة الروسية موسكو امس، زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زوغانوف، وأطلعه على آخر المستجدات في فلسطين، وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة بحق شعبنا الفلسطيني، وعدم جدية إسرائيل في التوصل لاتفاق سلام.
ومنح زوغانوف، باسم الحزب الشيوعي والأحزاب الاشتراكية الروسية، الرئيس عباس وسام الصداقة مع الشعوب.
واستقبل الرئيس امس، رئيس جمعية الصداقة البلغارية الفلسطينية سلافتشو فيلكوف. وخلال اللقاء الذي حضره رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الروسية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث، وسفير دولة فلسطين لدى روسيا الاتحادية فائد مصطفى، وأطلع فيلكوف على تطورات الأوضاع في فلسطين.
من جهة ثانية، أكد سفير دولة فلسطين لدى حاضرة الفاتيكان، عيسى قسيسية، إن الرئيس عباس، سيقوم بزيارة إلى العاصمة الايطالية روما، يلتقي خلالها الرئيس ورئيس الوزراء، كما أنه سيحضر تنصيب راهبتين فلسطينيتين في الفاتيكان. وأوضح قسيسية لوكالة "معا" أن الرئيس عباس سيكون له لقاء ثنائي ومباحثات سياسية هامة مع رئيس الوزراء الايطالي، سيرجو ماتّاريلا، يوم 15 أيار الجاري، ومع رئيس الوزراء ماتيو رينزي. وأكد قسيسية أن الاجتماع سيتناول المستجدات السياسية، وتعثر العملية السلمية في المنطقة، والإجراءات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، والاعتراف الايطالي بدولة فلسطين.
وبين قسيسية أن الرئيس يزور ايطاليا بدعوة من الحبر الأعظم، حيث يزور إيطاليا والفاتيكان، وستكون هذه الزيارة هي الرابعة للرئيس عباس إلى الفاتيكان، وهي رسالة سياسية هامة من الحبر الأعظم تؤكد اهتمامه الكبير بالأراضي المقدسة في فلسطين.
وكشف قسيسية عن وجود مفاوضات سياسية ثنائية مكثفة بين دولة فلسطين وحاضرة الفاتيكان للوصول إلى اتفاقية ثنائية دولية يؤكد فيها على وجود وحقوق الكنيسة الكاثوليكية بالدرجة الأولى، وعلى حرية العبادة، وعلى الشخصية القانونية للكنيسة، ويؤكد الفاتيكان أنهم يتعاملون مع دولة فلسطين الحرة، وأن فلسطين في طريقها إلى الحرية والسلام.
وقال قسيسية ان الفاتيكان قلق على الوضع الفلسطيني عامة، والوضع المسيحي خاصة في فلسطين والعالم العربي، ولكن الحبر الأعظم مطمئن على الوجود الفلسطيني في الأراضي المقدسة من خلال المؤسسات والبشر. وأكد ان الزيارة جاءت بدعوة من البابا فرنسيس من خلال البطريرك فؤاد طوال، راعي الكنيسة الكاثوليكية في فلسطين، لحضور قداس الراهبتين القديسة مريم بواردي والقديسة ماري غطاس في السابع عشر من شهر أيار الجاري في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.
وقال قسيسية إن الرئيس عباس سيجتمع مع الحبر الأعظم فرنسيس للتباحث في مستجدات الأمور، وسيشكر الرئيس البابا على اللفتة الكريمة بتقديس راهبتين فلسطينيتين باحتفال مهيب، وهو ما اعتبره قسيسية إشارة أخرى ولفتة إيجابية من قداسة البابا للقيادة الفلسطينية وللرئيس ولشعب فلسطين تأكيداً على أهمية فلسطين في عقل وقلب الحبر الأهظم، وأنه يقف مع العدل مع المظلومين ويدعم السلام.
وأكد أن الزيارة تاريخية وستشهد لقاءً ثنائياً بين الرئيس والبابا، خاصة أن الرئيس يصطحب معه في هذه الزيارة وفداً فلسطينياً كبيراً جداً، وهي إشارة إلى أن الرئيس يهتم بشعبه بمسلميهم ومسيحييهم، ولتأكيد تعزيز الوجود الكنسي والوجود المسيحي الفلسطيني على أرض فلسطين، ولتأكيد المسؤولية على الأماكن المقدسة، والتأكيد على حرية العبادة والصلاة، وأن فلسطين بأماكنها المقدسة وبأحجارها الحية مسلمين ومسيحيين مثال يحتذى من العيش المشترك. وأشار إلى أن الفاتيكان يرى أن الرئيس محمود عباس هو الأب الحنون الذي يرعى شعبه بمسلميه ومسيحييه، والبابا يقدر عالياً مواقف الرئيس بخصوص النسيج المجتمعي الفلسطيني الرائع بمسلميه ومسيحييه.
وفي الحديث عن تقديس الراهبتين مريم بواردي وماري غطاس، أكد قسيسية أن القديسة ماري غطاس أنشأت راهبات الوردية ومدارس الوردية منتشرة في فلسطين والعالم العربي، وأظهرت الرهبنة الفلسطينية العربية، وركزت على الحضور والوجود النسائي في المجتمع الفلسطيني في بناء الدولة.
وأضاف: "وهكذا الحال أيضاً مع القديسة مريم بواردي التي أسست دير الكرمل، وأساسه في بيت لحم بجوار كنيسة المهد، وهو الدير الذي وقف ولا يزال مع الفقراء والمساكين والمحتاجين، ويشجع دور المرأة الفلسطينية في المشاركة في بناء مجتمعها، مجتمع صحي فيه مساواة ومواطنة".
وأكد قسيسية أن أساس المؤسسات بدأ من الراهبتين في القرن التاسع عشر، وهذا يدل على أن فلسطين هي أرض القداسة ومشتل القداسة، ومنذ ذلك الحين لا تزال أجيال تحمل رسالة المحبة والسلام وهي رسالة المجتمع الفلسطيني الواحد بمسلميه ومسيحييه. وأضاف أن الرئيس عباس أنشأ لجنة رئاسية للشؤون الكنسية برئاسة عضو اللجنة التنفذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنا عميرة، وبعضوية مستشارين ووزراء للاهتمام بالكنائس والمؤسسات المسيحية وبالوجود المسيحي في فلسطين، وللتأكيد على أن فلسطين هي جزء لا يتجزأ من العالم العربي، والمسيحيون جزء أصيل من الوطن فلسطين.