في كل جولة جبلية يمكن مشاهدة آثار خرب قديمة أكلتها فؤوس الباحثين عن آثار وسرقت كنوزها واتلفت هياكلها وغيرت معالمها التاريخية وسرقت حجارتها وتماثيلها ورسوماتها الأثرية، ولعل منطقة "الخرب" في وادي صريدة التي تمتد على عشرات الدونمات من كهوف وبيوت مهدمة وقبور صخرية كانت درة تاريخية أثرية جرى تدميرها وسرقت حجارتها وتماثيلها ودمرت كهوفها وتوابيتها. وأخيراً بيعت إلى مشتر مجهول لقربها من مستوطنة بيت أرييه قرب اللبن الغربية وهناك على قمة الجبل الشمالي المواجه لها خربة اغريقية قرب مغارة أم بابين وهي الأخرى عليها علامات مساحة لضمها إلى مستوطنة بيدويل القريبة وهناك خربة الشمس والقمر قرب بروقين.. ومنطقة المقاطع في عابود.. كل هذه الأماكن الأثرية مهمشة وتعرضت للاهمال والتخريب ولم تصلها وزارة السياحة والآثار لكي تقوم بتسييجها ومنع العابثين من الوصول إليها.
كل جبل عندنا يحتوي تاريخا أثريا عجيبا يحتاج إلى رعاية وحفظ وترميم وحتى الآن لم تقم الوزارة بتلك الجهود لحصر المناطق الأثرية وحمايتها من العبث والسرقة أو إعلان خارطة عنها حتى تكون دليلاً سياحياً لتشجيع الزيارات لهذه المناطق والتواجد بها لحمايتها من اللصوص وأيضاً من المستوطنين الذين يتدخلون لتزوير التاريخ فيها ونسبها إليهم، فلا يوجد أي موقع اسرائيلي في هذه المناطق، وإنما جرى سرقتها منذ بعد الاحتلال حتى الآن وأغلب كنوزها سواء التي سرقها الاحتلال مباشرة أو لصوص الآثار منها انتهت في متاحف عامة أو خاصة إسرائيلية.
حماية الآثار هي حفظ لتاريخنا ولا يجب الاستمرار في إهمالها، لأنها كنزها السياحي المستقبلي، فالمطلوب صيانة الآثار وليس تركها "صائعة" للصوص والصائعين, فهل من مجيب.
السياحة و"صياعة" الآثار: بقلم حافظ البرغوثي
11-05-2015
مشاهدة: 775
إعلام حركة فتح - إقليم لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها