قال رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة اللواء جبريل الرجوب، إن القدس انتفضت أمس في وجه الاحتلال وأعلنت رفضها للماراثون الإسرائيلي، فهي عربية وستبقى كذلك، والإجراءات الإسرائيلية لن تنجح في قمع أهلها ودفعهم للرحيل عنها.
وأضاف الرجوب، في بيان صحفي، مساء أمس، أن التحرك الشعبي الذي شهدته الأرض الفلسطينية وفي القلب منها العاصمة القدس، وفي أكثر من موقع، يعبر بشكل واضح أن الإجراءات الإسرائيلية التي بدأت بإغلاق الشوارع في القدس منذ منتصف الليلة قبل الماضية، واعتقال أمين سر الإقليم عمر شلبي، وأمناء سر المناطق، ومدير مديرية الشباب والرياضة بمحافظة القدس منى بربر، والعديد من النشطاء في القدس، لم تنجح بإسكات الصوت الفلسطيني الرافض للاحتلال وإجراءاته القمعية، وأن القدس قالت بالأمس وفي كل يوم أنها ستبقى عربية، وأن الإجراءات الإسرائيلية لن تنجح في قمع أهلها ودفعهم للرحيل عنها.
وطالب الرجوب بالإفراج الفوري عن المختطفين أمس الأول وكافة المعتقلين الفلسطينيين من سجون الاحتلال البغيض، محملا سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة كل أسير منهم، رافضا هذا النوع من إرهاب الدولة المنظم ضد المواطنين.
واستنكر الرجوب الإجراءات التي مارسها جنود الاحتلال لإسكات الصوت الفلسطيني الرافض لعقليتهم، والذي رفض السياسات الإسرائيلية الرامية لتفريغ القدس من مضمونها العربي الفلسطيني وتهويدها، من خلال تنفيذ «ترانسفير» هادئ على مرأى ومسمع العالم.
وأشار الرجوب إلى أن «إسرائيل تهدف من خلال تنظيم الماراثون إلى فرض سيطرتها وسلطتها من خلال الرياضة وهي بعيدة كل البعد عن الأخلاق والمبادئ الرياضية السامية، فمن يعتقل الرياضيين والشباب ويدمر المنشآت الرياضية لا يحق له أن يتحدث باسم الرياضة وأخلاقياتها السامية». وقال: «إن سلطات الاحتلال منعت بالأمس خروج الشباب الرياضي الفلسطيني أعضاء الأندية والمنتخب من قطاع غزة للمشاركة في الفعاليات التدريبية للمنتخب التي تجري في الضفة».
وكانت نظمت أمس فعاليات شعبية ووطنية في محافظة القدس انطلقت من العاصمة ومحيطها مستنكرة تنظيم الاحتلال ما سمي بماراثون القدس الدولي، الذي انتهك بشكل صارخ أراضي الدولة الفلسطينية وأخضع المواطنين الفلسطينيين في شرق القدس إلى إجراءات احتلالية أمنية مشددة تنتفي والأهداف الرياضية السامية. كما قامت قوات الاحتلال باعتقال ومنع عشرات الشبان من ممارسة حقهم الطبيعي في الاحتجاج من خلال عدة أنشطة رياضية على تلك الفعاليات الاحتلالية.
ورفع العلم الفلسطيني في منطقة باب العامود والباب الجديد ووقف العشرات من أبناء القدس ملوحين بالأعلام الفلسطينية في إشارة واضحة للمشاركين في الماراثون أن مرورهم من أراض فلسطينية تسيطر عليها إسرائيل بقوة السلاح، اعتداء وقهر للمواطن الفلسطيني تحت الاحتلال، وأن هذه المشاركة هي انتهاك للسيادة الفلسطينية.
ونظمت فعاليات احتجاجية وسلاسل بشرية في جبل الزيتون، والشيخ جراح، وباب العامود، وعلى مسار «الماراثون» بمشاركة مجموعات من الشبيبة الفلسطينية ومتضامنين دوليين رافعين العلم الفلسطيني والشعارات المنددة بـ «الماراثون» الذي يستفز المشاعر الفلسطينية. ومن الشيخ جراح انطلقت مسيرة مناهضة، رغم الإجراءات القمعية لجيش الاحتلال، ونجح العشرات من الفتية في الانطلاق على مسار «الماراثون»، ملوحين بالعلم الفلسطيني، حيث قامت قوات الاحتلال باعتراضهم واعتقال واحتجاز البعض منهم على مرأى المشاركين في «الماراثون».
كما جابت شوارع بلدة الرام مسيرة حاشدة تقدمتها الكشافة، بمشاركة شخصيات وقيادات وطنية ورياضية على رأسها وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسني. واحتشدت الجماهير في ساحة الشهداء تعبيرا عن رفضها لـ «الماراثون».
ونظمت الشبيبة الفلسطينية مسيرة للدراجات الهوائية انطلقت من أبو ديس بجوار الجدار العنصري مرورا بشارع رقم 90 وانتهاء في مدينة أريحا. ورفع المشاركون بالمسيرة العلم الفلسطيني، في تأكيد على أن هذه أراضي الدولة الفلسطينية ومن حقهم ممارسة حياتهم الطبيعية فوقها، غير أنهم تعرضوا للاعتداءات المتكررة طوال المسيرة من جيش الاحتلال والمستوطنين، ورغم خطورة المسيرة على حياتهم إلا أنهم أكملوها بنجاح كما أعد لها.
وكانت شرطة الاحتلال أغلقت العديد من الشوارع والطرقات في القدس بسبب «الماراثون» الذي تنظمه اتجاهات استيطانية في المدينة، في حين قمعت قوات الاحتلال «ماراثونا» فلسطينيا وفعاليات متعددة في القدس ضد الماراثون الإسرائيلي.
واعترضت قوات الاحتلال مسيرة للدرجات الهوائية انطلقت من العيزرية في إطار الرد على «الماراثون» الإسرائيلي.