أكدت وزارة الجيش الاسرائيلية امس انها اعطت الضوء الاخضر لوضع التصاميم الخاصة ببناء 346 مسكنا في مستوطنات بالضفة الغربية المحتلة. فيما حذرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، وشخصيات إسلامية، من مخطط الاحتلال لإقامة كنيس يهودي "بيت شتراوس"، يقع على بعد خمسين مترا عن المسجد الأقصى المبارك غربي حائط البراق في الوقت الذي استأنفت فيه الجماعات اليهودية المتطرفة دخولها للمسجد الاقصى المبارك من جهة باب المغاربة بحراسات معززة ومشددة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال. في غضون ذلك اعتقلت قوات الاحتلال، الشابين معتز صبحي وسامر عليان، وأصابت آخرين برضوض، خلال اشتباكات اندلعت بين وحدة إسرائيلية خاصة "مستعربين" ومشاركين بمسيرة سلمية نظمها أهالي قرية بيت صفافا جنوبي القدس المحتلة، ضد شارع رقم 4 الاستيطاني.

وقالت وزارة الجيش الاسرائيلي في بيان ان الوزارة "أذنت باستئناف وضع التصاميم الخاصة ببناء 200 مسكن في تقوع و146 في نيكوديم" في جنوب الضفة الغربية. وكانت وزارة الاسكان اطلقت الشهر الماضي عطاءات لنحو 200 وحدة سكنية اخرى في الضفة الغربية بينها 114 في غوش عتصيون وهو مجمع استيطاني كبير قرب مدينة بيت لحم الفلسطينية، وتوجد فيه ايضا تقوع ونيكوديم.

من جهة ثانية وفي تقرير وضع في كانون الثاني اعلنت منظمة "السلام الآن" المناهضة للاستيطان ان وتيرة الاستيطان في عهد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كانت الاسرع منذ عشر سنوات على الاقل.

وتضيف هذه المنظمة ان "حكومة نتنياهو سرعت حركة طرح عطاءات لبناء مستوطنات في الضفة الغربية بعد ان كانت امتنعت عن ذلك" خلال عامي 2009 و2010 تحت ضغط الولايات المتحدة "التي حصلت على تجميد للاستيطان لمدة عشرة اشهر".

على صعيد آخر، تحولت تظاهرة سلمية لأهالي بيت صفافا قادها عضو الكنيست احمد الطيبي الى مواجهات بين المتظاهرين والشرطة وخاصة افراد الشرطة المستعربين. وكان مئات من المتظاهرين قد خرجوا من خيمة الاعتصام في سلسلة بشرية بشكل سلمي يتقدمهم الطيبي وفعاليات البلدة ومنهم مختار بيت صفافا محمد عليان وعبد الكريم لافي رئيس لجنة اولياء الامور وعلاء سلمان ضياء بركات الى جانب نشطاء العربية للتغيير عماد سلمان ورامي غيث, باتجاه اماكن عمل الجرافات، وهم ينشدون شعارات ضد شارع 4 الاستيطاني الذي يقسم البلدة ويصادر ارضها وكذلك ضد "نير بركات" رئيس بلدية الاحتلال في القدس.

وتقدم الطيبي الى الجرافات التي تعمل في المكان وتصدى لها بجسده وسط هتافات عالية: "يا طيبي يا بطل يا صفافي يا اصيل" وصعد للجرافة واوقف عمل السائق وانزله, وهكذا فعل مع 3 جرافات، حيث تهجم عدد من المستعربين على المتظاهرين ودفعوا الطيبي وحاولوا ايقاعه على الأرض. واعتقلت شرطة الاحتلال 3 من المتظاهرين الشباب.

من جانبه، جدد رئيس اللجنة الهندسية في بيت صفافا المهندس عبد الكريم لافي، رفض المواطنين لمصادرة أكثر من 250 دونما من أراضيهم عبر شق الشارع الاستيطاني من عدة مسالك بطول 1600 متر، وعرض 80 مترا.

وحذر لافي من المعاناة التي ستلحق بالسكان بعد فصلهم عن بعضهم البعض، إضافة إلى العمل الدائم لجرافات الاحتلال والإزعاج للسكان، فضلا عن تغيير معالم القرية وظلم قاطنيها.

من ناحيتها، قالت المواطنة ماجدة صبحي إن الانتهاء من شق الشارع، الذي بدأت بلدية الاحتلال بالعمل فيه منذ 5 شهور، سيصعب حياة المواطنين اليومية، مضيفة :"الطريق التي كانت تأخذ معنا دقائق معدودة، ستستغرق ساعات بعد اللجوء لطرق التفافية بديلة".