في زيارة تواصلية بين أبناء الشعب الواحد في الداخل والشتات، وللإطلاع عن كثب على أوضاع أهلهم في مخيمات لبنان، وتبادل الخبرات وتفعيل الحياة التنظيمية بين أبناء التنظيم الواحد، زار وفد إقليمي من جنين ونابلس مخيمات بيروت. حيث استقبلهم أمين سر حركة فتح في بيروت سمير أبو عفش، وأعضاء قيادة المنطقة في مخيم مارالياس، وكان لقاءاً أخوياً حميماً، تبادل فيه الطرفان هموم وشجون ومعاناة شعب يرزح تحت احتلال بغيض، ومخيمات تعاني الفقر والحرمان والتشتت على مدار 67 عاماً، وتفتقر الى أدنى متطلبات الحياة الكريمة.

وقد إستمع الوفد الى شرح مفصل من أمين سر المنطقة وعضو الإقليم أبو إياد الشعلان وأعضاء المنطقة عن عمل التنظيم ومكوناته وهيكليته وأدائه رغم الظروف الصعبة التي تمر بها السلطة الفلسطينية نتيجة الضغط المالي التي تتعرض لها، حيث ان العمل التنظيمي له متطلباته المادية للنهوض به. كما تناول اللقاء موضوع اللجان الشعبية في المخيمات وعملها والتنسيق مع الاونروا والمؤسسات الأهلية، والخدمات التي تقدمها، والاكتظاظ السكاني والسكني وانعكاساته على البيئة وسكان المخيمات. كما تطرق اللقاء إلى الوضع الفتحاوي وعلاقاته بإخوانهم اللبنانيين من رسميين وحزبيين والتزام الفلسطينيين بالحياد الإيجابي من جميع الأطراف اللبنانية، وإنهم كانوا وما زالوا صمام الأمان للسلم الأهلي والاستقرار الأمني في البلد.

ولفت الوفد أن نضال وثبات الفتحاويين وتمسكهم بالمشروع الوطني في لبنان كان مميزاً، ويختلف عن تجربتهم المريرة المتمثلة بتكبيل حركة فتح بالاتفاقيات التي أبرمتها السلطة الفلسطينية، والصعوبة التي تواجهها فتح من أجل إبراز المشروع الوطني الفتحاوي، وأكد الوفد على أن البوصلة الفتحاوية ستبقى موجهة نحو الاحتلال الإسرائيلي.

بعدها توجه الوفد إلى حاضنة الثورة، إلى أولئك الذين رسموا التاريخ الفلسطيني بدمائهم وأرواحهم، إلى الشهداء الذين دافعوا عن الثورة وقرارها الوطني المستقل والذين تضمهم في مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية. فقرأوا الفاتحة للشهداء وجالوا في أنحائها، قبل أن يتوجهوا إلى مخيم شاتيلا حيث التقاهم أمين سر حركة فتح وأعضاء الشعبة وجالوا في أزقة المخيم وذهلوا من الواقع البيئي المتردي والكثافة السكانية وتداخل شبكات الكهرباء مع المياه والستالايت وخطوط التليفونات مما يشكل خطراً قاتلاً على الأهالي.

المحطة الأخيرة كانت مخيم برج البراجنة حيث زاروا مستشفى حيفا والتقوا مديرها الدكتور خليل مهاوش الذي اطلعهم على الأقسام ومنها قسم الولادة، وأطلع مهاوش الوفد على الإمكانيات المتواضعة لدى المستشفى والتي من خلالها يقدمون الخدمات الصحية والإستشفائية للمرضى. كما أطلعهم على المشروع التوسعي المستقبلي للمستشفى حيث سيتم بناء مستشفى على مستوى عال من الأهمية بتوجهات الرئيس أبو مازن في مخيم برج البراجنة وفي مكان منشأة مؤسسة صامد السابقة والتي دمّرت خلال الحروب المتتالية على المخيم.

بعدها توجّه الوفد إلى مكتب الشعبة الجنوبية والتقوا أمين سرها وأعضائها وأطلعوا من خلالهم على الوضع التنظيمي والاجتماعي والمعاناة المعيشية للفلسطينيين قبل أن يغادروا المخيم.