قـام المفوض العام لعمليات الأونروا "بيير كرينبول" على رأس وفـد ضم المدير العام لعمليات الأونروا في لبنان بالإنابة "هيـلي أرسيكيزا" ومدير الأمن والسلامة "خميس بولتون"، ومدير خدمات الأونروا في مخيمات صيدا الدكتور "إبراهيم الخطيب"، ومدير خدمات الأونروا بعين الحلوة "فادي الصالح" ونائبه "محمد عطيـة" بزيارة مخيم عين الحلوة يوم الخميس 12\3\2015، حيث التقوا بوفـد فلسطيني مشترك ضم ممثلي وأعضاء "اللجان الشعبية الفلسطينية، القوى الإسلامية، والمبادرة الشعبية، والمبادرة الشبابية". واستمـع المفوض العام لمداخلات قدّمها الوفـد الفلسطيني حـول صعوبة الحياة في لبنان بظل حرمان الفلسطينيين من العمل، وتفشي البطالة بأوساطهم، وعرضوا لأوجـه عـديـدة من معاناة الفلسطينيين، ومنها في مجال "الاستشفاء والطبابة، والشـؤون الاجتماعية، وترميم البيوت الآيلـة للسقـوط، ومعاناة النازحين من مخيمات سوريا ... الـخ"، وتخلّلها وصف لشدة معاناة الفلسطينيين ومنهم بشكل خاص ذوي الأمراض المستعصية، جـرّاء تـدني تقديمات الأونروا، وتحميلها المرضى أعباءً إضافية بدفعهم لشراء الأدويـة الباهـظة الكلـفة خاصةً أنهم مضطّرون لأخـذها طوال حياتهم، ولفتـوا إلى أن فـئة مـن مرضى العـيـون "عـلاج الشبكية بالإبر" ملـزموـن بالخضوع لأربـع جلسات علاجية بالعيادات الخاصة وبكل منها يحتاج المريض لأخذ إبرة ثمنها "300$"، والسبب أن الأونروا لا تعتمـد أصحاب هذه الحالة بخدماتها، ولفتـوا لضرورة العمل على زيادة عدد العيادات لتمكين الأطباء من علاج المرضى وفق المعايير الإنسانية لمهنة الطب
ولجانب ما سبـق نـوّه البعض لضرورة قيام الأونـروا باستبدال الأجهزة الطبية التي تتعرّض للعطب كما هـي حال جهـاز التخطيط المعطوب في العيادة حاليًا، وبخصوص حالات الشـؤون الاجتماعية طالبوا بفتح المجال لاستيعاب أعـداد إضافية، ورفـع مستوى التقديمات خاصةً أن السواد الأعظـم من أهل المخيمات باتـوا يعانون الأمرين، وجـرى التنويـه إلى أن نسبة المستفيدين من الشـؤون لا تتجاوز 12% مـن أصحاب هـذه الحالات، وبحسبة بسيطة فإن الفـرد الـواحـد يكلف الأونروا سنـويا "175000 ليرة لبنانية"، وبقسمتها على مـدار العام يكون نصيب الفرد باليوم الواحـد "500 ليرة لبنانية" فقـط لا غيـر، ورأوا بعـدم تعيين مدير عام أصيل للأونروا في لبنان ثغرة تحول دون تحمُّل المديـر بالإنابة لكامل الصلاحيات.
كما توقفـوا حيال معاناة النازحين فطالبوا الأونروا بإعـادة الأسـماء التي شُطِبت مـن برنامـج المعـونـة المالية الشهرية ولجانبها العمل على تسديـد بـدل الإيجـار، ودعـوهـا للتواصل مـع السلطات اللبنانية لحلحلة موضوع الإقامـة، وعبـّر البعض عن انزعاجهم الشديـد جـراء سياسـة المجتمع الدولي والتفاف غالبيتها على الاتفاقيات والمواثيق الدولية وخاصة ما يتعلق منها بقضية اللاجئين الفلسطينيين ولعدـم وفائهـم لمبادئ وشـرعـة حقـوق الإنـسان.
من ناحية ثانيـة أشـار الوفـد للتحسينات التي قامت بها الأونروا وخاصة في مجال التعليم، ورأوا بمشروع البنية التحتية بعين الحلوة فرصة لتحسين الظروف الحياتية للأهالي، ووفـر أيضًا عشرات فرص العمل للفلسطينيين ، وعطفًا عليه ثمنـوا جهـود الأونروا ، ووجهـوا خالص الشكـر والتقـديـر للجهات التي مولت مـشـروع البنية التحتية .
بـدوره نـوّه المفوض العام للأونـروا لقيامـه بجـولات ميدانيـة اطلَـع خلالها على أوضاع الفلسطينيين في مخيـم نهـر البارد، ومن ضمنهم الذين يقيمون بالبناء الجديد بارتياح من جهة، واطلع على أوضاع النازحين من مخيم اليرموك من جهة ثانية، ووفقـا لحديـث المترجمـة صُـدم المفوض العام لحـال الـذيـن ما زالـوا يقيمون خارج المخيم بالمدارس وغيره،كما أكـد حـق الفلسطيني بالإقامة بمنزل والعيش بأمن واستقرار .
كذلك فقـد عبّـر عـن تفهمـه لمعاناة الفلسطينيين وحاجاتهم بالمناحي التي سبـق وذكـرها الوفـد، وعـلّل رد الأونروا بالقـول "الوضع بالأونـروا صعـب كثيـرًا.. للأسـف المجتمع الـدولي يـواجـه صعوبات بالـدعــم.. نتواصل معهـم لتقديـم الأمـوال.. أحيانًا تكون المــوارد كافيـة وأحيانًا غيـر كافية ... وأحيانًا تتوفر موارد من مؤسسات أخـرى.. العام المنصرم حصلنا على دعـم من بعض الدول، نغطي بعض الحاجات بالتعليم والصحـة بالإضافـة للترميـم"، وختـم بلفت نظر الحضور لضرورة التعاون والشراكة بمـا يحـد مـن الصعوبات التي يواجههـا مـوظـفو الأونروا وضمان أمنهـم وسلامتهـم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها