كان رد رئيس وزراء فرنسا على نتنياهو دبلوماسيا ( سكر زيادة ), ودرسا بليغا في معنى الديمقراطية, وان كان رقيقا لا يتناسب وحجم الجمهورية الفرنسية ( الدولة العظمى ), فالانتهازية الفظة, والاستغلال القبيح للدماء الانسانية التي برع بتجسيدها رئيس حكومة دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو وهو في ذروة الثمالة «والسكر السياسي» بقوله «ان اسرائيل هي وطن يهود فرنسا»، كانت تتطلب حسب اعتقادنا, ليس اغفاله وتركه مركونا في محطة الحافلات دون مقام الرؤساء المحترمين المكرمين وحسب, بل افحامه برد, بحجم عاصمة الحرية والنور، والدولة التي كانت سببا بوجود اسرائيل ايضا!! وتلقينه درسا بمعاني استقلال الدول, وعدم التدخل في شؤونها وخصوصية مواطنيها, لكن يبدو ان فرنسا مازالت تعيش نزيف جروح الارهاب ولم تشأ التصعيد, خاصة ان من بين الضحايا مواطنين فرنسيين يهودا, وان احدى العمليات الارهابية استهدفت متجرا يملكه فرنسيون يهود، او ان ( المسيو الرئيس هولاند) آثر التعامل بحنكة وحكمة, باعتباره صاحب رؤية لمؤتمر دولي ترعاه فرنسا للنظر بحل عادل للقضية الفلسطينية, ما يعني الترفع عن اثارة مشاكل مع رئيس حكومة اسرائيل الذي اثبت بالبرهان ان ما بينه وبين الدبلوماسية, واحترام ارواح الضحايا, والبروتوكول الرسمي للدول, ما يشبه المسافة بين الارض والسماء السابعة, فقد بدأ نتنياهو الغارق حتى ارنبة انفه في حلم الدولة اليهودية, وهو يلوح من بين صفوف الرؤساء وقادة الدول الكبار المعزين المتضامنين مع فرنسا ضد الارهاب كمن يلوح للمواطنين الفرنسيين اليهود لانقاذه, على امل الفوز بطوق نجاة, يعومه على سطح مياه (البحر السياسي) في انتخابات اسرائيل في شهر آذار المقبل، فطالب بكل صفاقة ووقاحة، الفرنسيين اليهود بالهجرة الى ( اسرائيل) التي سماها ارض ووطن اليهود الفرنسيين ويهود العالم !! وكأنه بذلك قد وجه ( صفعة شامت ) للجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) والرئيس الفرنسي هولاند وحكومته التي صوتت الى جانب القرار الفلسطيني العربي بانهاء احتلال دولة اسرائيل لاراضي دولة فلسطين.
يسير نتنياهو ومعه قادة اسرائيل اليوم على خطى قادة المشروع الصهيوني الاوائل, الذين اخترعوا الارهاب ضد اليهود في اوروبا والمانيا تحديدا, وكذلك في بلدان عربية وصنعوه ومولوه, ونفذوا عمليات استهدفت مواطنين يهودا آمنين في اقطار عربية, وبلدان اوروبية, واسهموا في رفع منسوب عداء النازية لليهود في المانيا واوروبا, واشعلوا بأيديهم الشرارة الاولى للمحرقة, بهدف تسريع وتيرة الغزو الصهيوني – اليهودي الى فلسطين, وتمكينهم بالاستيطان.
قد يكشف قادم الايام ان الضابط المكلف بالتحقيق في هجمات المجرمين ضد الانسانية, الارهابيين, على الصحفيين والمواطنين الفرنسيين قد (نُحِرَ) ولم ينتحر, لامساكه باول خيوط المؤامرة, التي نرى نهايتها عند (موساد نتنياهو) المعني بتحقيق خرافة (يهودية دولة اسرائيل) ولو على حساب ضحايا جدد, من مواطني دول اوروبا, اضافة لرغبة نتنياهو – ليبرمان الجامحة في الانتقام من سلوك حكومات وبرلمانات اوروبا, وتحديدا الانتقام من سياسة الجمهورية الفرنسية, بسبب مواقف هذه الدول من القضية الفلسطينية, وتأييدها قرار انهاء الاحتلال الاسرائيلي وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 67 بعاصمتها القدس الشرقية. (فاسرائيل اليهودية) التي في مخيلة نتنياهو تزامن اطلاق شرط الاعتراف بها من قبلنا نحن الفلسطينيين, مع ارتفاع وتيرة ارهاب وجرائم الجماعات والتنظيمات المستترة بشعارات اسلامية كداعش والنصرة والقاعدة, ومع استهداف كنس ومتاجر يهودية في اوروبا !.. وهذا لعمرنا ليس صدفة وانما مخطط يجري تنفيذه بدقة وتحت السيطرة, وقد لايتسع حجم المقال لنكتب عن تناقضات بثتها وسائل الاعلام حول العملية الارهابية بباريس تستوجب تساؤلات مشروعة عمن يقف وراء هذه الجرائم غير استخبار اسرائيل باعتبارها ( دولة نتنياهو اليهودية ) المستفيد الاول والاخير منها. 
قال المسؤول الاول عن الالمان اليهود في المانيا جوزف شوستر : «انا لا اعتبر العيش في اسرائيل اكثر امنا منه في اوروبا وخصوصا في المانيا » .. نعم ( هر جوزيف ) فمن يغتصب ارض الفلسطينيين ويطبق عنصرية, ويشعل محرقة, ويغتال المعنى الحقيقي للديمقراطية والتعايش والتكامل بين الاديان, يعرف هذه الحقيقة, ومن ينكرها فانه يكابر ولا يهمه دين الضحايا ولا اعراقهم.