ابو سنان قرية فلسطينية جليلية تعيش منذ اكثر من اسبوع صراعا غير ايجابي بين ابنائها الفلسطينيين، أدى إلى وقوع خسائر غير مبررة، وليست مقبولة، وتهدد وحدة نسيجها الاجتماعي والوطني. لان بعض ادوات الدولة الاسرائيلية أججوا الخلافات، واعطوها ابعادا مذهبية، لا تمت للشعب الفلسطيني بصلة. 
الخلاف البسيط بين فتيانها على مواقع التواصل الاجتماعي، لا يجوز ان يأخذ الابعاد، التي اتخذها. وكان بامكان العقلاء من ابنائها معالجة الامر بهدوء، ودون الوصول الى ما وصلت اليه الامور. لكن بعض القوى المعادية لوحدة الشعب ليس في ابو سنان بل في الجليل والمثلث والنقب، لعبت دورا تخريبيا، وساهمت بوعي كامل على دفع الخلاف البسيط إلى مآلات غير محمودة، ولعبت على البعد المذهبي، لا سيما وان ابناء الطائفة الدرزية مسلمون وفلسطينيون عرب اقحاح، ولا يمكن فصلهم عن عروبتهم وهويتهم الوطنية، شاءت إسرائيل ام ابت، وشاء عملاؤها ام ابوا. 
ولا يمكن لاحفاد بني معروف إلا ان يكونوا في صف شعبهم، رغم سقوط البعض منهم في وحول اسرائيل، التي عملت منذ اللحظة الاولى لنشوئها على تعميق سياسة "فرق تسد"، وحرصت على عزل ابناء الطائفة الدرزية عن باقي ابناء الشعب، ومضت قدما في مشروعها التفتيتي لوحدة الفلسطينيين. فقامت بتمييز ابناء الطائفة عن اشقائهم من اتباع المذاهب والطوائف والديانتين الاسلامية والمسيحية، كما لعبت في ذات الاتجاه مع ابناء النقب. لكنها لم تنجح، ولن تنجح، لان ابناء الشعب الفلسطيني من مختلف الوان الطيف الفكري والسياسي داخل الخط الاخضر، ادركوا باليقين القاطع اهداف الدولة العبرية. 
وتقع مسؤولية كبيرة على عاتق كل القوى السياسية والنخب الثقافية والاعلامية وخاصة لجنة المتابعة العليا لوقف الخلافات الدائرة في قرية ابو سنان او اي قرية اخرى. وعلى ابناء الطائفة الدرزية ان يقتدوا بالراحل الشاعر العربي الكبير، سميح القاسم، والقائد الوطني والقومي الراحل الكبير كمال جنبلاط، ابن جبل لبنان الاغر، والامير القومي سلطان الاطرش، ابن سوريا وغيرهم من الابطال الميامين، الذين رفعوا راية الوطنية والقومية والديمقراطية في الوطن العربي كله.
الهدف من تعميق الخلاف في اوساط سكان قرية ابو سنان، كما اتضح للجميع، هو تعميق تمزيق النسيج الاجتماعي والوطني، ورهن جميع سكان القرية المناضلة للاجندة الاسرائيلية، الامر الذي يفرض على جميع المواطنين من ابناء القرية وخاصة الشخصيات البارزة فيها تحمل مسؤولياتهم تجاه انفسهم، وتجاه شعبهم من خلال قطع الطريق على أدوات إسرائيل، الذين انخرطوا في الاحزاب الصهيونية، وباتوا ابواقا في خدمة مشاريع إسرائيل المشبوهة والمعادية لمصالح ووحدة ابناء الشعب الفلسطيني، وإبعادهم عن المواطنين حتى لو كانت هناك صلة قربى بينهم وبين بعض سكان القرية. 
على الجميع رغم الاصابات والجراح، التي وقعت اثناء الصدامات غير المبررة، ان يتعالوا على كل الصغائر، ويرتقوا إلى مستوى المسؤولية الوطنية لحماية انفسهم، والعمل على تطوير الشراكة السياسية والاجتماعية، والنهوض بالقرية كي تصبح منارة للوحدة القائمة على احترام التعددية بألوانها واشكالها المختلفة. الكرة في مرمى ابناء القرية اولا ولجنة المتابعة العليا وكل النخب السياسية والثقافية لاعادة الاعتبار للهوية الوطنية الفلسطينية.