يحيي شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات اليوم ذكرى استشهاد قائده العظيم ياسر عرفات الذي ارتقى الى العلا وهو يجاهد في سبيل المشروع الوطني الفلسطيني للتحرير والاستقلال، واذا كان أول الرصاص ومفتي الحق الفلسطيني والناطق باسم القدس الشريف قد غاب قسراً عن عالمنا فان موروثه النضالي ومسيرته الصعبة وتضحياته المتصلة ما زالت المدرسة التي تتلمذنا فيها وأوفينا لها وسنبقى على العهد والقسم حتى انجاز مشروعنا التحرري مهما كنا وحدنا ومهما تكالب الخصوم حولنا وانفض الاخوة والاشقاء من حولنا.
لم يكن الشهيد ابو عمار عندما أعلن انطلاقة الثورة يحظى بأي دعم سوى حفنة من الرجال صدقوا ما عاهدوا الله وظلوا على العهد مناضلين .. ولو كنا ننتظر مددا من هنا او هناك لما تحرك قطار الثورة ولما بعثت الهوية الفلسطينية ولما وضعنا قضيتنا على جدول أولويات هذا العالم.
لسنا في محنة ولا في زاوية المهزومين الآن رغم المأساة التي نعيشها بل ان الاحتلال هو المتأزم داخليا وخارجيا وها نحن معه وجها لوجه لا ترهبنا غطرسة قوته ولا يثبط من عزيمتنا هذا النكوص العربي والاسرائيلي المحيط، لأن الحق لا يساوم ولا يسقط بالتقادم بل يتجدد مع تجدد ارادة المطالبين به والساعين الى احقاق العدل والأمن والسلام للجميع، أما الباطل الاحتلالي فمآله الى زوال.
على عهدك يا أبا عمار ماضون، فأنت المنارة التي لا تخبو والعنفوان الذي لا يعرف الذلة .. وحتى لو حاول البعض فرض حصار عليك وانت في عالم الآخرة، مثلما فعل الاحتلال حتى استشهادك بمنع احياء ذكراك في وطنك غزة فان هذا المحاصر المراهق سياسيا والمنافق انما يحاصر نفسه لأن أبا عمار القامة الباسقة والمجاهد الأكبر على هذه الارض الفلسطينية، فأنى لهم ان يتطاولوا وانما يتصاغرون .. فأنت الأعلى والأنقى لك المجد والخلود والوفاء .. وللأرض التي ضحيت من أجلها الحرية والاستقلال.