مفوضيةالاعلام والثقافة/ لبنان

'الجمعيةالعامة للأمم المتحدة مطالبة اليوم بإصدار شهادة ميلاد دولة فلسطين'، هكذا قدمالرئيس محمود عباس طلب قبول فلسطين دولة غير عضو للمنظومة الأممية، مخاطبا ممثليالمحفل الدولي 'لهذا السبب نحن بشكل خاص نحن هنا اليوم'.

وذكّر الرئيسفي كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الخميس، اننفس  الجمعية أصدرت قبل 65 عاماً وفي مثلهذا اليوم القرار181 الذي قضى بتقسيم أرض فلسطين التاريخية، وكان ذلك بمثابة شهادةميلاد لدولة إسرائيل.

 وقال إن 'العالم مطالب اليوم بأن يُسجل نقلةهامة في مسيرة تصحيح الظلم التاريخي غير المسبوق الذي أُلحق بالشعب الفلسطيني منذالنكبة عام 1948. وإن كل صوت يُؤيد مسعانا اليوم هو صوت نوعي وشُجاع، وكل دولةتمنح التأييد اليوم لطلب فلسطين نيل مكانة دولة غير عضو تثبت بذلك دعمها المبدئيوالأخلاقي للحرية وحقوق الشعوب والقانون الدولي والسلام'، مذكرا بان 'العالممُطالب اليوم بأن يُجيب على سؤال محدد كررناه دائماً: هل هناك شعب فائض عن الحاجةفي منطقتنا؟ أم أن هناك دولة ناقصة ينبغي المسارعة والتعجيل بتجسيدها فوق أرضها هيفلسطين؟'

وبين: إنتأييد العالم اليوم لمسعانا سيبعث رسالة مبشرة لملايين الفلسطينيين على أرض فلسطينوفي مخيمات اللاجئين في الوطن والشتات وللأسرى مناضلي الحرية في السجونالإسرائيلية بأن العدالة ممكنة، وأن الأمل مبرر، وأن شعوب العالم لا تقبل باستمرارالاحتلال.

وقال :'لقدحانت اللحظة كي يقول العالم بوضوح: كفى للعدوان والاستيطان والاحتلال'، إنه وقتالعمل ولحظة التقدم إلى الأمام.

وتابع: تجيءفلسطين اليوم إلى هذا المحفل الدولي الرفيع؛ مُمثل الشرعية الدولية وحاميها،مؤكدين قناعتنا بأن الأسرة الدولية تقف الآن أمام الفرصة الأخيرة لإنقاذ حلالدولتين. وتجيء فلسطين إليكم اليوم في لحظة فارقة إقليمياً ودولياً، كي تكرسحضورها، وتحمي إمكانات وأُسس السلام العادل المأمول في منطقتنا.

وأضاف: باسممنظمة التحرير الفلسطينية أقول، لن نملّ ولن نكلّ ولن يفتُرَ تصميمنا على مواصلةالسعي لتحقيق السلام العادل، ولكن وقبل كل شيء وبعد كل شيء، أؤكد أن شعبنا لنيتنازل عن حقوقه الوطنية الثابتة كما حددتها قرارات هيئات الأمم المتحدة، وشعبنامتمسك بحقه في الدفاع عن نفسه أمام الاعتداءات والاحتلال وسيواصل المقاومة الشعبيةالسلمية، وملحمة الصمود والبناء فوق أرضه، وسينهي الانقسام ويعزز وحدته الوطنية،ولن نقبل إلا باستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس فوق جميع الأراضي التي احتلتعام 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل، وحل قضية اللاجئين على أساسالقرار 194، حسب منطوق المبادرة العربية للسلام.

وتابع  : غير أننا نُكرر هنا التحذير مرة أخرى: إننافذة الفرص تضيق، والوقت ينفد سريعاً، وحبل الصبر يقصر، والآمال تذوي، ونحن فيمسعانا اليوم كي تنال فلسطين مكانة دولة غير عضو في الأمم المتحدة، نُجدد التأكيدأن فلسطين ستتمسك على الدوام باحترام ميثاق وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدوليالإنساني وتكريس المساواة وضمان الحريات العامة وسيادة القانون وتعزيز الديمقراطيةوالتعددية وصيانة وتدعيم حقوق المرأة. وكما وعدنا أصدقاءنا وإخواننا، فإننا سنستمرفي التشاور معهم إن صادقت هيئتكم الموقرة على طلب رفع مكانة فلسطين، وسنتصرفبمسؤولية وإيجابية في خطواتنا القادمة، وسنعمل على تعزيز التعاون مع دول وشعوبالعالم من أجل السلام العادل.

 

وفيما يلي نصالخطاب:

السيد رئيسالجمعية العامة

السيداتوالسادة،

تجيء فلسطيناليوم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وهي ما تزال تُضمد جِراحها، وتواصل دفنشُهدائها الأحباب من الأطفال والنساء والرجال، ضحايا العدوان الإسرائيلي، وتبحث عنبقايا حياة وسط أنقاض البيوت التي دمرتها القنابل الإسرائيلية في قطاع غزة، فأبادتعائلات بأكملها، برِجالها ونسائها وأطفالها، واغتالت ذكرياتهم وأحلامهم وآمالهمومستقبلهم، وتوقهم لممارسة الحياة العادية، وللعيش في ظل الحرية والسلام.

 

تجيء فلسطيناليوم إلى الجمعية العامة لأنها تُؤمن بالسلام، ولأن شعبها وكما أثبتت الأيامالماضية أحوج ما يكون إليه.

تجيء فلسطيناليوم إلى هذا المحفل الدولي الرفيع؛ مُمثل الشرعية الدولية وحاميها، مؤكدينقناعتنا بأن الأسرة الدولية تقف الآن أمام الفرصة الأخيرة لإنقاذ حل الدولتين.

وتجيء فلسطينإليكم اليوم في لحظة فارقة إقليمياً ودولياً، كي تكرس حضورها، وتحمي إمكانات وأُسسالسلام العادل المأمول في منطقتنا.

 

السيد الرئيس

السيداتوالسادة

لقد أكد العدوانالإسرائيلي على أبناء شعبنا في قطاع غزة مرةً أخرى على الضرورة الاستثنائيةوالعاجلة والمُلحة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ونيل شعبنا حريتهُ واستقلالهُ، كماأكد هذا العدوان أيضاً على تمسك الحكومة الإسرائيلية بنهج الاحتلال والقوة الغاشمةوالحرب، ما يفرض على الأسرة الدولية الاضطلاع بمسؤولياتها نحو الشعب الفلسطينيونحو السلام.

 

ولـهــــذانــــــــحن هـنا اليـــــــوم

وأقول بألموحزن شديدين... لم يكن هناك بالتأكيد أحد في العالم بحاجة إلى أن يفقد عشراتالأطفال الفلسطينيين حياتهم كي تتأكد الحقائق التي أشرنا إليها، ولم تكن هناك حاجةلآلاف الغارات القاتلة والأطنان من المتفجرات كي يتذكر العالم أن هناك احتلالا يجبأن ينتهي، وأن هناك شعباً يجب أن يتحرر، ولم تكن هناك ضرورة لحرب مدمرة جديدة كينُدرك غياب السلام.

 

ولـهــــذانــــــــحن هـنا اليـــــــوم

السيد الرئيس 

السيداتوالسادة

لقد اجترحالشعب الفلسطيني معجزة النهوض من رماد النكبة في العام 1948، والتي أُريدَ بهاتدمير كيانهِ وتهجيرهُ وصولاً إلى استئصال وجوده ومحو حضوره المتجذر في باطن الأرضوأعماق التاريخ، وفي تلك الأيام السوداء عندما أنتزع مئات آلاف الفلسطينيين منبيوتهم وشردوا داخل وطنهم وخارجه، وقذف بهم من كنف بلادهم الجميلة الناهضة إلىمخيمات اللاجئين، في واحدة من أبشع حملات الاستئصال والتطهير العرقي في التاريخالحديث، في تلك الأيام السوداء أخذ شعبنا يتطلع إلى الأمم المتحدة كمنارة للأملوالرجاء برفع الظلم وتحقيق العدل والسلام وإحقاق الحقوق، وما زال شعبنا يؤمن بذلك،وينتظر.

 

ولـــهذانــــــــحن هـنا اليـــــــوم

السيداتوالسادة

في مسيرةنضاله الوطني الطويلة، حرص شعبنا على تحقيق التوافق والتماثل بين أهداف وطرائقنضاله وبين القانون الدولي وروح العصر بمتغيراته ووقائعه، وحرص على ألا يفقدإنسانيته وسمو أخلاقياته وقيمهِ الراسخة وقدراته الخلاقة على البقاء والصمودوالإبداع والأمل رغم هول ما لاحقه ويلاحقه إلى الآن من توابع النكبة وأهوالها.

ورُغم جسامةالمهمة وثقلها فقد عملت منظمة التحرير الفلسطينية المُمثل الشرعي الوحيد للشعبالفلسطيني وقائدة ثورته ونضاله وعلى الدوام على تحقيق هذا التوافق والتماثل.

وعندما أقرالمجلس الوطني الفلسطيني عام 1988 مبادرة السلام الفلسطينية وإعلان الاستقلال الذياستند إلى القرار 181 الصادر عن هيئتكم الموقرة، فقد كان بذلك وبقيادة الزعيمالراحل ياسر عرفات يصادق على قرار تاريخي صعب وشجاع يُحدد متطلبات مصالحة تاريخيةتطوي صفحة الحروب والاعتداءات والاحتلال.

لم يكن ذلكبالأمر الهين، ولكننا امتلكنا الشجاعة والإحساس العالي بالمسؤولية لاتخاذ القرارالصحيح لحماية المصالح الوطنية العُليا لشعبنا، ولتأكيد تماثلنا وتوافقنا معالشرعية الدولية، وهو ما لقي في العام نفسه ترحيب وتأييد ومباركة هذه الهيئةالرفيعة التي تجتمع اليوم.

 

السيداتوالسادة

لقد استمعناواستمعتم بالتأكيد خلال الشهور الماضية إلى سيل لا يتوقف من حملات التهديد والوعيدالإسرائيلية رداً على مسعانا السلمي والسياسي والدبلوماسي كي تنال فلسطين مكانةدولة غير عضو في الأمم المتحدة، ولقد شاهدتم بالتأكيد كيف تم تنفيذ جانب من هذهالتهديدات وبصورة وحشية مُروعة قبل أيام في قطاع غزة.

ولم نسمع منأي مسؤول إسرائيلي كلمةً واحدةً تُبدي حِرصاً صادقاً على إنقاذ عملية السلام، بلشَهِد شعبنا ويشهد تصعيداً غير مسبوق في الاعتداءات العسكرية والحصار وعملياتالاستيطان والتطهير العرقي، وخاصة في القدس الشرقية المحتلة، والاعتقالات الواسعة،واعتداءات المستوطنين وغيرها من الممارسات التي تستكمل مواصفات نظام الأبرتهايدللاحتلال الاستيطاني الذي يقنن وباء العنصرية ويرسخ الكراهية والتحريض.

إن ما يدفعالحكومة الإسرائيلية إلى التمادي في سياساتها العدوانية وفي ارتكاب جرائم الحربينبع من قناعة لديها بأنها فوق القانون الدولي، وأنها تمتلك حصانة تحميها منالمحاسبة والمساءلة، وهو شعور يغذيه تخاذل البعض عن إدانة ووقف انتهاكاتهاوجرائمها، ومواقف وسطية تساوي بين الضحية والجلاد.

 

لقد حانتاللحظة كي يقول العالم بوضوح:

كفى للعدوانوالاستيطان والاحتلال.

ولهذا نحن هناالآن

السيداتوالسادة

لم نأتِ إلىهنا ساعين إلى نزع الشرعية عن دولة قائمة بالفعل منذ عقود هي إسرائيل، بل لتأكيدشرعية دولة يجب أن تقام سريعاً هي فلسطين، ولم نأت هنا كي نضيف تعقيدات لعمليةالسلام التي قذفت بها الممارسات الإسرائيلية إلى غرفة العناية المركزة، بل لإطلاقفرصة جدية أخيرة لتحقيق السلام، ولا يستهدف مسعانا الإجهاز على ما تبقى من مفاوضاتفقدت جدواها ومصداقيتها، بل هو محاولة لبث روح جديدة في احتمالاتها ووضع أساس متينلها، استناداً إلى مرجعيات القرارات الدولية، إذا أريد لها أن تنجح.

 

السيداتوالسادة

باسم منظمةالتحرير الفلسطينية أقول: لن نملّ ولن نكلّ ولن يفتُرَ تصميمنا على مواصلة السعيلتحقيق السلام العادل.

ولكن وقبل كلشيء وبعد كل شيء، أُؤكد أن شعبنا لن يتنازل عن حقوقه الوطنية الثابتة كما حددتهاقرارات هيئات الأمم المتحدة، وشعبنا متمسك بحقه في الدفاع عن نفسه أمام الاعتداءاتوالاحتلال وسيواصل المقاومة الشعبية السلمية، وملحمة الصمود والبناء فوق أرضه،وسينهي الانقسام ويعزز وحدته الوطنية، ولن نقبل إلا باستقلال دولة فلسطين وعاصمتهاالقدس فوق جميع الأراضي التي احتلت عام 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل،وحل قضية اللاجئين على أساس القرار  194،حسب منطوق المبادرة العربية للسلام.

غير أننانُكرر هنا التحذير مرة أخرى: إن نافذة الفرص تضيق، والوقت ينفد سريعاً، وحبل الصبريقصر، والآمال تذوي، إن الأرواح البريئة التي أزهقتها القنابل الإسرائيلية لأكثرمن مائة وثمانية وستين شهيداً معظمهم من الأطفال والنساء وبينهم 12 فرداً من عائلةواحدة هي عائلة الدلو في غزة، لهي تذكير مؤلم وجارح للعالم بأن الاحتلال العنصريالاستيطاني يجعل حل الدولتين وإمكانية السلام خياراً بالغ الصعوبة إن لم يكنمستحيلاً.

إنه وقت العملولحظة التقدم إلى الأمام.

 

ولـهــــذانــــــــحن هـنا اليـــــــوم.

السيد الرئيس

السيداتوالسادة

إن العالممُطالب اليوم بأن يُجيب على سؤال محدد كررناه دائماً:

هل هناك شعبفائض عن الحاجة في منطقتنا؟

أم أن هناكدولة ناقصة ينبغي المسارعة والتعجيل بتجسيدها فوق أرضها هي فلسطين؟

 

إن العالممطالب اليوم بأن يُسجل نقلة هامة في مسيرة تصحيح الظلم التاريخي غير المسبوق الذيأُلحق بالشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948.

إن كل صوتيُؤيد مسعانا اليوم هو صوت نوعي وشُجاع، وكل دولة تمنح التأييد اليوم لطلب فلسطيننيل مكانة دولة غير عضو تثبت بذلك دعمها المبدئي والأخلاقي للحرية وحقوق الشعوبوالقانون الدولي والسلام.

إن تأييدكماليوم لمسعانا سيبعث رسالة مبشرة لملايين الفلسطينيين على أرض فلسطين وفي مخيماتاللاجئين في الوطن والشتات وللأسرى مناضلي الحرية في السجون الإسرائيلية بأنالعدالة ممكنة، وأن الأمل مبرر، وأن شعوب العالم لا تقبل باستمرار الاحتلال.

 

ولـهــــذانــــــــحن هـنا اليـــــــوم

إن تأييدكملمسعانا اليوم سيكون سبباً للأمل لدى شعب محاصر باحتلال استيطاني عنصري، وبتقاعسيصل إلى حد التواطؤ عن لجم العدوانية الإسرائيلية، وبحالة شلل يراد فرضها علىإرادة المجتمع الدولي، فتأييدكم سيؤكد لشعبنا أنه ليس وحيداً، وأن رهانه علىالتمسك بالشرعية الدولية لم ولن يكون رهاناً خاسراً.

ونحن فيمسعانا اليوم كي تنال فلسطين مكانة دولة غير عضو في الأمم المتحدة، نُجدد التأكيدأن فلسطين ستتمسك على الدوام باحترام ميثاق وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدوليالإنساني وتكريس

 

المساواةوضمان الحريات العامة وسيادة القانون وتعزيز الديمقراطية والتعددية وصيانة وتدعيمحقوق المرأة.

وكما وعدنااصدقاءنا وإخواننا، فإننا سنستمر في التشاور معهم إن صادقت هيئتكم الموقرة على طلبرفع مكانة فلسطين، وسنتصرف بمسؤولية وإيجابية في خطواتنا القادمة، وسنعمل علىتعزيز التعاون مع دول وشعوب العالم من أجل السلام العادل.

 

السيداتوالسادة

قبل 65 عاماًوفي مثل هذا اليوم أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 181 الذي قضى بتقسيمأرض فلسطين التاريخية، وكان ذلك بمثابة شهادة ميلاد لدولة إسرائيل.

بعد 65 عاماًوفي نفس اليوم الذي أقرته هيئتكم الموقرة يوماً للتضامن الدولي مع الشعبالفلسطيني، فإن الجمعية العامة تقف أمام واجب أخلاقي لا يقبل القيام بأدائهتردداً، وأمام استحقاق تاريخي لم يعد الوفاء به يحتمل تأجيلاً، وأمام متطلب عمليلإنقاذ فرص السلام، لا يتقبل طابعه الملح إنتظاراً.

 

السيد الرئيس

السيداتوالسادة

 

إن الجمعيةالعامة للأمم المتحدة مطالبة اليوم بإصدار شهادة ميلاد دولة فلسطين.

ولهذا السبببشكل خاص نحن هنا اليوم

وشـــــــــــكراً.