الجميع يعرف ان صورة المنطقة قاتمة جدا. لكن لا احد يعلم كيف تتجه الامور و ما يدور فى الغرف المغلقة ما عدا اؤلائك الذين بيدهم رسم المخططات لمستقبل المنطقة، والذين يملكون القدرة على تنفيذها. لكن نستطيع ان نقول بلا تردد ان هذه الفئة قوى معادية لا تفكر الا فى مصلحتها التى تكمن فى تخريب بلادنا.
تاريخيا لا نملك سوى اتفاقية سايكس بيكو المثال الاقرب الى الوضع الحاضر.لكن المقارنة لا تجوز كليا بسبب التغيرات العالمية الكبيرة.لكن ان عدنا الى سايكس بيكو، نجد ان الاتفاقية جرت فى ضوء تدمير الدولة المركزية العثمانية و اتفاق القوى الحليفة على تقسيم ما عرف بالولايات العثمانية السابقة الى منطقتى نفوذ،غربي الهلال الخصيب لفرنسا وشرقي الهلال الخصيب لانكلترا، و تهيئة فلسطين لتكون وطنا قوميا ليهود اوروبا.
والحقيقة التاريخية ان فى كل الكيانات التى تم صنعها لاحقا كانت حالة فلسطين الاكثر وضوحا لجهة تقديمها من قبل بريطانية هدية ليهود اوروبا تماما ،على نسق اهداء منطقة الاسكندرون السوري من قبل فرنسا لتركيا فى ذات الفترة.
فى الوقت الحاضر نرى انهيارا كاملا لاقوى دول المشرق اى العراق وسوريا. كما نرى انهيارا و تطاحنا مجتمعيا غير مسبوق فى تاريخ المشرق العربى.
سايكس بيكو الاولى ادت الى تقسيم المنطقة، و كان احد اهدافها زرع الدولة الصهيونية فى فلسطين.اما الان فاسرائيل باتت موجودة فى المنطقة و لها تأثير من الصعب تجاهله على ما يجرى من خلال تحالفها الاستراتيجي مع القوى المعادية لبلادنا و فى مقدمها الولايات المتحدة.
كل هذا يجري فى ظل انهيار شامل لمفهوم الرابط القومي العربي الذي كان يجمع ابناء المشرق العربي.
ولما كان النضال الفلسطيني يستمد بعضا من قوته من تأييد بلاد المشرق ومن قوة الرابط القومي ، فلا بد ان يتأثر بهذا الانهيار .
النضال الفلسطيني يمر فى اصعب اوضاعه فى ظل هذه الاوضاع المعقدة.الامر الذى يتطلب فلسطينيا التعامل مع هذا الواقع على ضوء هذه التطورات الخطيرة التى تعمل اسرائيل على الاستفادة منها لاجل الحفاظ على الستاتوس كما هو او فرض حل لا يستجيب لحقوق الشعب الفلسطيني.
لا بد من القيادات الفلسطينية الان ادراك خطورة الاوضاع والتنبه الى الاخطار الشديدة المحدقة بفلسطين التى عليها وحدها الان مواجهة المشروع الصهيوني بالاعتماد على الذات .فقد دخلت البلاد المحيطة بفلسطين فى اتون صراعات من الصعب جدا معرفة الى اين ستصل، خاصة على ضوء الكلام الذى يقال عن ترتيبات و تقسيمات جديدة للمنطقة.
وهذا يتطلب من القوى السياسية الفلسطينية ان تتصرف بنضج و مسوؤلية عالية، و تجاوز كافة الخلافات لان الوضع لم يعد البتة يسمح بكل هذه الخلافات، التى من شأن استمرارها ان تؤدي بالمشروع الوطني الفلسطيني الى نفق مظلم .
المطلوب فلسطينيا الحذر الشديد فى هذه المرحلة!
29-10-2014
مشاهدة: 1399
د. سليم نزال
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها