كان حريا بالدكتور محمود الزهار اثر انتعاش آمال الفلسطينيينباستعادة الوحدة الوطنية أن يتحدث عن اهداف وأبعاد وتداعيات اتفاق وقف اطلاق النارالتي تم ابرامه مع اسرائيل ، لكن بما أنه اختار السير في الاتجاه المعاكس لقيادات ونوابحماس الذين حضروا لمقر قيادة الرئيس ابو مازن وأعلنوا وقوفهم معه ومع أماني وهداف شعبهم ووممثله الشرعي ، فان قراءة دقيقة عقلانيةلاتفاق وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحماس:نضعها بين ايدي الزهار فلعله يقتنع ان الانتصارالسياسي بمعركة الدولة في الأمم المتحدة سيحقق مصلحة وطنية عليا لكل الفلسطينين بدوناستثناء ، فليقف ويفكر ويقرأأ أن مصطلح' وقف كل الأعمال العدائية ' الذي جاء في الاتفاق يعني التشكيك بشرعية المقاومةبكل اشكالها بما فيها المسلحة والشعبية... اذ لايمكن المساواة بين ألأعمال العدوانيةلدولة احتلال ، وأعمال المقاومة لشعب واقع تحت الاحتلال !!.. فاسرائيل ما وضعت هذاالنص في البند الأول من الاتفاق الا لتمريره على الطرف الأخر( حماس) ـ حيث نصعلى :' تقوم اسرائيل بوقف كل الأعمال العدائية في قطاع غزة برا وجوا ' فقبل الطرف الثاني ( حماس) بهذا النص ، الذي تم تمريره بسهولة في البند الثاني، في غفلة عن معانية وتفسيراته المباشره والعميقة .حيث نص الاتفاق:ط تقوم الفصائل الفلسطينينية بوقف كل الأعمال العدائية من قطاع غزة تجاه اسرائيلبما في ذلك اطلاق الصواريخ والهجمات عبر الحدود'...أما خلو الاتفاق من أي بند ذي شأن وطنيكاشتراط طلاق حرية عدد من الاسرى أو ايقاف بناء المستوطنات والجدار أو ايقاف عمليةتهويد القدس ، فهذا يجرده من شموليته الوطنية ومنح اسرائيل امكانية عقد اتفاقات معقوى فلسطينية ، واخذها كسلطة وطرف آخر في الاتفاقات معها ، مايعني تجاوز م.ت.ف. الممثلالشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، وتجزئة المرجعية السياسية للفلسطينيين!! .
نخشى ان يكون كلام الدكتور الزهار المنشور أمس بمثابةرجع صدى لكلام موشيه يعلون الذي طرح امكانية التعامل مع حماس كطرف فلسطيني مقبول اسرائيلياو' مسؤول ' توكل له مهمة ضبط الاتفاق وتنفيذه - ليتم التعامل معها كبديل عن القيادةالفلسطينية _ أي قيادة م.ت.ف الذاهبة الى الأمم المتحدة للحصول على عضوية دولة مراقب، في قرار فلسطيني مستقل ، يشكل خطرا على مشروع اسرائيل الاحتلالي والاستيطاني ، حيثستتغير قواعد و قوانين ووقائع وأدوات واساليب الصراع الفسلطيني - الاسرائيلي ...فاسرائيلترى في معركة الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة أخطر من كل الصواريخ .
يدرك الدكتور الزهار أن اقرار حماس بعبارة الحدود الواردةفي النص اسرائيل ، هي اعتراف بالحدود الحالية لاسرائيل مع قطاع غزة ، وهذا متناقض معالخطاب الدعائي المعلن من مواقف حماس ، فقد ورد في الاتفاق عبارة ' الحدود 'في نهاية البند الثاني ونصه :' تقوم الفصائلالفلسطينية بوقف كل الأعمال العدائية من قطاع غزة باتجاه اسرائيل بما في ذلك اطلاق الصواريخ والهجمات عبر الحدود،وهذا يعني تثبيت رواية اسرائيل التي تفيد أنها انسحبت من قطاع غزة الى ماوراء حدودهامع القطاع ، وانها تدافع عن نفسها ضد أي هجمات عسكرية تشن من القطاع .
كنا نأمل أن يتحدث عن نجاح اسرائيل باختبار موقف القيادةالسياسية المصرية الفعلية الجديدة اذ ثبتان اتفاق ' كامب ديفيد ' مع اسرائيلاهم من حماس ، وثبت قوة تاثير قيادة الاخوان بمصر على حماس بغزة ، و حسن تنفيذ تعهداتهمللادارة الأميركية واسرائيل في لقاء جنيف باقناع حماس بالتخلي عن العنف .
ضمنت اسرائيل بهذا الاتفاق أن اي تحولات جذرية ضدهالما يسمى ' الربيع العربي ' لم تحدث بعد وقد لاتحدث ، اذ رعت القيادة السياسيةبمصر ( الاخوان المسلمين ) هذه المرة اتفاق وقف اطلاق النار ، فيما كان الخطاب الجماهيريوالشعبوي للاخوان كان قبل الوصول للسلطة عبر صندوق الاقتراع هو المقاومة والقضاء علىاسرائيل ) !! بخلاف النظام السابق حيث كان جهاز المخابرات هو الذي يتولى التعامل معكل القضايا ألأمنية وغيرها المتعلقة بغزة. فنصوص اتفاق وقف اطلاق النار صدرت عن مكتبالرئاسة المصرية وتم توزيعه على الصحفيين بمؤتمر صحفي مشترك لوزيري الخارجية المصريوالأميركي.
يأتي مصطلح 'وقف الأعمال العدائية ' في اتفاقاتسلام نهائية بين دولتين تتفقان على منع اي عمل عدائي انطلاقا من أراضيها تجاه الطرفالآخر ، أما وان قيادات في حماس تتحدث عن 'امكانية اعلان اقامة الدولة الفلسطينيةعلى اي جزء يتم تحريره' ، فان عبارة'وقف الأعمال العدائية ' تمهد لاعلان اقامة دولة فلسطين من قطاع غزة بجوار اسرائيل( يلاحظ تسرع حماس باصدار فتوى تحرم خرق الهدنة ) ناهيك عن أن مصطلح الهدنة غير مصطلحوقف اطلاق النار . باعتبار ان الهدنة تدوم مددا زمنية طويلة يترتب عليها متغيرات ووقائعسياسية جديدة تمنع الأعمال العدائية وصولاالى علاقات حسن جوار أو المحافظة على الأمنعلى الحدود بين الطرفين على اقل تقدير !!... وهنا نضع الصورة الصحفية لوكالة رويتر ليشرح لنا الزهار معنى ظهور عناصر من 'شرطة حماس' بلباسهم الرسمي ( بدون سلاح ) بملاصقة الخط الفاصل وفي الطرف الآخرمن الحدود ظهر جنود الاحتلال المسلحين بجانب السيارات العسكرية) ... فسرعة تنفيذ الاتفاقعبر تنسيق امني سري ، كشفته صور وكالة رويترالعالمية هو اثبات لجديتها لبدء مرحلة جديدة من ملامحها الرئيسة تحولها الى العمل السياسيوالمقاومة الشعبية السلمية كما صرح رئيس المكتب الساسي لحماس خالد مشعل ..
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها