يثار افتراض غير دقيق في أوساط بعض المراقبين بعدمنجاح القيادة الفلسطينية في معركتها الجارية في الجمعية العامة للامم المتحدة علىالعضوية غير الكاملة للدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967.  

لا مبرر للخشية، لأن هذه المعركة مختلفة تماما عنتلك، التي خاضتها القيادة العام الماضي في مجلس الامن الدولي، حيث كان من المفترضان يحصل مشروع القرار العربي على تسعة اصوات من خمسة عشر صوتا، اي ثلثي اعضاء مجلسالامن، حتى يمكن قبول التصويت على عضوية دولة فلسطين. لكن الولايات المتحدة تمكنتمن قطع الطريق على المشروع الفلسطيني والعربي من خلال الضغوط، التي مارستها علىبعض الدول آنذاك.  

في الجمعية العامة لا توجد مشكلة في تحقيق نجاح،وتخطي العقبات. لأن مشروع الطلب الفلسطيني أولاً لا يريد عضوية كاملة الآن؛ وثانياالتصويت في الجمعية العامة لا يحتاج الى ثلثين من الاصوات؛ وثالثا الضغوطالاميركية على ثقلها ونفوذها الكبير، ستبقى قاصرة ومحدودة التأثير على مجموع الدولالاعضاء الـ (193) فهي تستطيع التأثير على عدد من الدول، ولكن هناك دولاً كثيرةحتى لو شاءت التساوق مع الضغوط الاميركية، فهي لا تستطيع الاستجابة لتلك الضغوطلاعتبارات وأسباب ذاتية وموضوعية.  

المشكلة في الجمعية العامة ليس النجاح او الفشل،انما النجاح وحجم الحصاد، الذي يمكن لمشروع القرار الفلسطيني والعربي ان يحققه اولا يحققه. بمعنى هل هدف العضوية غير الكاملة لدولة فلسطين سيحصد تصويت ما يزيد علىالـ (150) دولة ام سيكون اقل من عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين، وعددها (133)دولة.  

تشير المؤشرات في اعقاب العدوان الاسرائيلي البربريعلى المحافظات الجنوبية، ان عدد الدول المؤيدة لمشروع القرار الفلسطيني زادت، وانبعض الدول الاوروبية والاميركية اللاتينية والاسيوية والافريقية تراجعت عن موقفهاالسلبي تجاه مشروع القرار الفلسطيني لاكثر من اعتبار، الاول ازدياد التضامن معالشعب الفلسطيني في اعقاب العدوان؛ وثانيا وضوح عدوانية وهمجية السياسات العدوانيةالاسرائيلية؛ ثالثا قوة الموقف الفلسطيني وانسجامه مع خيار السلام، القائم على حلالدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 67؛ ورابعا النشاط السياسي والديبلوماسيالمكثف، الذي قادته القيادة الفلسطينية خلال الشهور الماضية مع دول القارات الخمس؛خامسا خشية الولايات المتحدة من ان يكون لفشل حصول الفلسطينيين على العضوية غيرالكاملة للدولة آثار سلبية على عملية السلام، يكون من بين تداعياتها : 1- انهياركامل لعملية السلام ؛ 2- تلاشي واختفاء السلطة الوطنية ؛ 3- عودة المنطقة الىالمربع صفر، مربع العنف والحرب، لان الفلسطينيين، لن يكون لديهم ساعتئذ ما يخسرونهغير قيودهم، وبالتالي العودة للكفاح المسلح، كشكل رئيسي للكفاح التحرري الوطني. 4-وانعكاس ذلك على مصالح الولايات المتحدة الاميركية الحيوية في المنطقة، بما في ذلكدولة التطهير العرقي الاسرائيلية، الحصن الاستراتيجي الاميركي. 

لكن الادارة الاميركية لا تريد للعضوية غير الكاملةللدولة الفلسطينية على حدود 67 ان تحصد عددا كبيرا من المؤيدين، طالما فشلت في ثنيالرئيس عباس والقيادة الفلسطينية عن التوجه للامم المتحدة. لذا ستلجأ الى الخيارالاخر، وهو تقليص عدد الدول المؤيدة للهدف الفلسطيني الى الحد الاقصى، فضلا عنتنفيذ تهديداتها الاخرى ضد الرئيس ابو مازن والسلطة الوطنية ومنظمة التحرير، مثلاغلاق مكتب التمثيل الفلسطيني وايقاف المساعدات، الواقفة اصلا منذ عام، وغيرها منالسياسات غير الايجابية، لكن اميركا لن تكون مع انهيار السلطة، لهذا هددت كلينتوننتنياهو وليبرمان وغيرهما من قادة الدولة العبرية بعدم المجازفة في حل السلطةللاعتبارات المذكورة آنفا.  

إذاً لا خوف على الارتقاء الى العضوية غير الكاملةللدولة الفلسطينية، غير ان الرغبة الفلسطينية هي في تحقيق حصاد عظيم للعضوية منخلال زيادة الدول المؤيدة لبعض الحق الفلسطيني.