لملم أحزانك في صرة، اربطها بعصاك، وامض عاصياً قوانين الموت، فما بين غروب يومك هذا ومطلع صبحك الآتي اشتغل حفار القبور، فاياك أن تسقط في شراكه, فاسمك حتى وان نقش على الشاهد فان اسم أبيك سيسقط كما سقط اسم امك من الارث، فشواهد القبور عندما يرحل الوعي ويصبح فقيداً في ذمة الله تدمغ بختم الأحزاب!!.
للسعادة دنيا وللشقاء أرض مسورة كالمقابر، فهل اخترت يا صاحبي أين ستكون؟!...ان فعلت فلا تنسى أن تحمل نبراس الحكمة معك، فان في الدنيا بقاعا اظلم من القبور.
تتشقق جدران زنزانة المظلوم وترتج حجارتها كلما صعدت من قاع قلبه آه. تتمدد، تنفذ من تحت حديد البوابات، يسمعها الراحلون والعائدون، المهاجرون والعائدون، السائرون والمقعدون، العاملون والمعطلون فتحس بآلامها قلوبهم الا الجلاد فان قلبه في بسطاره. 
نكتب الحياة على جباهنا ليقرأها أولي الألباب، فليست كل الجبهات كراسات للموت فان كان من الماء كل شيء حي فان الدماء تبطل فعل الماء، فغراس الحراب والرصاص، المسقية بالنار تثمر فناء، أما غراس المحبة والكلمة الطيبة فتثمر سلاماً!!. فقد ينتصر الجاهليون بالفولاذ على الفولاذ في الحرب، لكنه لن ينتصر على الحب.
تسري أفكاري الى أفق « حبي « وتعرج في ليلة اضاء سماءها نور محياك، بخطوات القديسين، بصبر الحكماء أسافر من أرض الى سماء ثم من سماء الى أرض، ثم من أرض الى سماء حتى أطمئن أن طيفك مقيم للأبد في ثنايا قلبي. 
أغوص في بحر حبك فأظهر للناس حاملاً بيدي أصداف لؤلؤ، نقي كقلبك، فيؤمنون بالحقيقة، فيطرودن الشك من نفوسهم الى الأبد، فيتبعون صدى المحبة فتأخذهم بأمان الى الجنة. فهل لنا غير الحب روحا لنحيا ؟!