استغرب عندما يغص الاعلام بأنباء تدمير داعش لضريح شيعي او سني او كنيسة .. وتخرج تصريحات استنكارية يضعها الكثيرون وكأنها نهاية التاريخ وبدء يوم القيامة .. واستغرب ان أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يتعرض يوميا لانتهاكات رسمية اسرائيلية ومن الجماعات المتطرفة التي تجاهر بنيتها هدم المسجد لاقامة الهيكل المزعوم، لم تعد قضية المقدسات تشغل بال أحد حتى الذين يرفعون شعار الاسلام هو الحل نجدهم يختلقون يوميا قضية جديدة حتى باتت القضية الفلسطينية هي ادخال اسمنت ودفع رواتب في غزة فقط لا غير.
الصراع مع الاحتلال على الارض في الضفة وليس في غزة والا لما انسحب الاحتلال طوعا من غزة، لكننا نتباعد بالصراع عن جوهره بينما الاحتلال يواصل الصراع ضد أهلنا في القدس، فتارة يصادر الارض وتارة يستعين بعملاء وسماسرة للاستحواذ على منازل وتارة يغلق الحرم القدسي ولا نسمع أي احتجاج دولي او عربي سوى الكلام الباهت، فمنذ قمة سرت تم الحديث عن 500 مليون دولار للقدس ولكن أين هي؟ وهل أوفى أحد بما تعهد به أم انه تبرع أمام الكاميرا فقط.
ونقول ايضا لمن يتمنطقون بشعارات المقاومة وغيرها، دعوا الصراع يأخذ مجراه حول الارض وليس حول أهداف ومطامع حزبية ضيقة تورث شعبنا الوبال والدمار .. فالقدس تصرخ ولا أحد يسمع صراخها بسبب الجعجعة حول قضايا اخرى واحتياجات اخرى لا تمت للقدس والارض بصلة .. فكل يحاول اختلاق قضية وطنية له على حساب القضية الكبرى ولا أحد يتنبه الى غفلتنا وخيبتنا عن المقدسات والارض فلا نتوقع من غيرنا ان يهب لنصرة القدس طالما نخذلها يوميا ويجتهد بعضنا لخلق ذرائع لابعاد الأضواء عنها كي يبقى في صورة القضية، فالقضية كما يبدو باتت هامشية وفي أدنى أولوياتنا.
ان غفر المقدسيون المرابطون التقصير تجاههم فان المولى عز وجل لن يغفر لمن يتقاعس في قضية المقدسات.
القدس القدس : بقلم حافظ البرغوثي
16-10-2014
مشاهدة: 802
حافظ البرغوثي
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها