إستطاعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح ) أن تجمع في صفوفهـــــا كوادر وقيادات ينتموا الى مدارس فكرية متعدده وهذا طبيعي لكون فتح حركة تحرر وطني وإطار واسع يضم كل من يؤمن بفلسطين وعروبتها وعدالة قضيتها واهمية تحريرها باعتبارهــــا الاولوية لشعبنــــا وللأمة .
قومي ..يساري ...اشتراكي ...اخواني ...تحريري...بعثي..وطني....مسلم..مسيحي...يهودي...عربي..كردي..سني ..شيعي...درزي... كل ذلك لا يهم فكل ما سبق له اهمية في تحديد هوية الإنسان ودوافع عمله من أجل نصرة شعب فلسطين ..أما فتح فما يهمهـــا هو الإخلاص للقضية والايمان بعدالتها والاستعداد للتضحية من اجل تحقيق أهداف شعب فلسطين المظلوم.
نجحت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح ) في جمع كل تلك التناقضات بذلك الوقت وصهرتها جميعا" من أجل فلسطين وشكل ذلك التنوع الفكري والايدولوجي الكبير حقبه ثقافية ثوريه ما زلنــــا نعيش أثارها الأيجابية حتى الان وقد ساهم ذلك في جعل للثورة رافدا" كبيرا" من الثقافه والوعي والفكر .
بالنسبة لي ...وللكثيرين ...
حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح ) أكبر من أن تُوصف ..وأعظم من أن تُكتب ....وسيبقى لمؤسسي الحركة فضلا" علينا وعلى فلسطين فهم من أطلقوا ما في الفلسطيني من قدرات على الفعل والعمل من اجل فلسطين ولهم الفضل في تعزيز التعديده الفكرية بيننا وتعلمينا لفكرة قبول الأخر .
حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح ) أكبر من تٌؤرخ وأن تٌكتب لأن ما قدمته لشعبنا ولقضيتنا وللأمة العربية ولأحرار العالم لا يمكن ان يتم حصره وجمعه وتوثيقه ..شهداء ..جرحى ..أسرى وحركة أسيرة مناضله من سجون الاحتلال ..مناضلين أصحاب تجربة وخبره وبطولات لا تنسى ..تلك البطولات أمتدت من جيل الى أخر فبدأت بالعاصفه وها هي تستمر في كل مرحله بشكل يراه أبناء الحركة مناسبا" لهم ...تلك هي فتح العصية على الانكسار والموت .
وقد قدمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح ) كذلك وبكل فخر نماذج ثقافية وفكرية سنبقى نفخر بهــــــــــــــا ونعتز وهذا هو دافعي للحديث هنـــا في مقالي هذا عن رحيل الكبيرين أبو السعيد خالد الحسن وأبو سلام ماجد أبو شرار وكلاهما من قيادات الحركة وكلاهمــــا ينتمي الى مدارس فكرية مختلفه وكلاهمـــا يحظى بأحترام واسع في صفوف المفكرين ورجال الثقافه والفكر الوطني والعربي .
بين (يوميات حمار وطني ) للحسن و(الخبز المر ) لأبو شرار هناك إختلاف كبير ..وهناك تنوع فكري وأيدلوجي كبير ولكن ما جمع الكتابين هو فلسطين وهذا مثال على ما يجمع كل الأفكار .
ما جمع الكتابين ....هو التقاء القائدين في الانتماء للوطن وللشعب وللقضية والتعبير عن الانتماء من خلال رافعة العمل الوطني وخالقة الهوية الفلسطينية الحديثه ..حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح ) .
أكتب هذا الكلام ليفهم أبناء الحركة بأن المطلوب منهم يفوق ..التهجم على الاخرين ردا" عليهم ...ويفوق كذلك انتقاد المنافسين ردا" على انتقادهم ...ويفوق بالطبع المنافسه مع أي فصيل او حزب أخر ...فدورهم نابع من كونهم بناة الهوية الوطنية والقادرين فقط على ترسيخ دورنا كأصحاب قضية جامعه لكل انصار العدالة والحق .
خالد الحسن رحمــــه الله ..مثل الفكر والعقل والعقلانية القائمة على المبادئ ...فتحدث في شجاعه عندما خشي الكثيرين الحديث عن الواقعيه السياسية ...ورفض عندما رأي بأن الواقعيه اختلطت مع إستسلام .
ماجد أبو شرار رحمه الله ...مثل الاعلام المنسجم مع الثورة والنابعه من فكر انساني ثائر وحر وعبر عن ذلك بكل كلمة وموقف مما جعله هدفا" لاحتلال لا يرحم .
كلاهمــــا قيادات في فتح ...وكلاهمــــا قدما ما يمكن ...وكلاهمــــا عملا معا" ..وكلاهمــــا عمل من موقعه الفكري وعلى أساس موقفه الايدلوجي وعبر عمــــا يريد وفقط من خلال حركة فتح ...وفقط حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح ) هي القادرة على ذلك .
لاحظت إشتياقا" للفكر لدى الكثير من الإخوه ..ولاحظت إشتياقا" الى رجال الثورة و الفكر ...فكتبت من أجل أن يعي كل فتحـــاوي بأن فتح ليست أغنية (غلابة يا فتح ) وفقط ...وكتبت ليكون مقالي رسالة لتعزيز وعي الانتماء في الحركة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها