وجه الرئيس أبو مازن نداء الحنجرة الأخير في المحفل الدولي أمس، مطالباً بالحماية لشعبنا واحقاق حقوقنا في دولتنا على أرضنا، وهو هنا في العام 2014 يرفع غصن الزيتون مجدداً محذراً من اسقاطه مثلما رفعه القائد المؤسس أبو عمار قبل أربعين سنة على المنبر الأممي.
لم يعد أحد بقادر على فهم أو تفهم العبث بالاسرائيلي والصلف الأميركي تجاه قضيتنا، وقد ذهبنا بعيداً في حسن نوايانا وقدمنا أكبر وأفدح التنازلات في عام 1988 دون صدى من الجانب الاحتلالي المتجبر.
الرئيس أبلغ الأمم المتحدة وأودع قضيتنا هناك طبقا للقرارات الدولية لتجسيد دولتنا وفق جدول زمني محدد، فالهيئة الدولية التي عمدت كيان الاحتلال منذ ولادته مطالبة الآن باستكمال استيلاد دولتنا على أرضنا وعاصمتها القدس الشريف، فلم يعد أحد يسمع من الكيان الاحتلالي كلمة تنم عن رغبة في السلام وتحقيق العدل في هذه البقعة من العالم، بل هم وبدعم أميركي عدواني داعشي المضمون يواصلون التنكر لحقوقنا والمماطلة والتسويف وكأنهم لا يريدون استقراراً في هذه المنطقة.
آن الأوان للمجتمع الدولي أن يكفر عن خطايا عقود من اللامبالاة وتجاهل حق شعب أصيل راسخ في القدم في اقامة دولته المستقلة على أرضه وأن يعيش بسلام.
فإذا كان العالم جرد سلاحه لمقاومة حركة صغيرة مثل داعش أضرت بالأنسجة الاجتماعية ومارست ما لم يكن متوقعاً فإن التراكمية الاحتلالية من الممارسات تجاه شعبنا توازي إن لم تفق ممارسات داعش.
ونحن لا نطالب بحلف أربعيني للقضاء على الاحتلال، بل نطالب بحلف للسلام لإحلال الأمن ليس لحماية شعبنا فقط، بل لحماية اسرائيل من نفسها، لأن غطرسة القوة لا تدوم والمنطقة فوق براكين متحركة كما نرى، ولا تستثني أحداً في حالة استمرار الوضع على ما هو عليه، فليكن نداء الرئيس أبو مازن جرس إنذار نهائي لإنهاء الاحتلال وإلا فمن بعدنا الطوفان، فلا تسقطوا غصن الزيتون من أيدينا.