قال نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة، في حديث لـ "الأيام": إن اللقاءات التي سيعقدها الرئيس محمود عباس مع الجانب الأميركي في نيويورك ولقاءات الرئيس مع المجموعة العربية ستحدد مسار الحركة السياسية في المرحلة القادمة.
وقال أبو ردينة: "من الواضح ان القضية الفلسطينية والمنطقة على مفترق طريق، اللقاءات الفلسطينية - الأميركية التي ستسبق اجتماعات الأمم المتحدة ولقاءات الرئيس مع المجموعة العربية ستحدد مسار الحركة السياسية في المرحلة القادمة".
وكان الرئيس غادر العاصمة الفرنسية باريس، أمس، بعد زيارة رسمية استمرت ٣ أيام متوجهاً الى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة فيما من المرتقب ان يلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري يوم غد الثلاثاء، إضافة الى العديد من اللقاءات التي سيعقدها مع قادة ومسؤولين عرب وأجانب على هامش أعمال الجمعية العامة.
ولفت ابو ردينة الى ان "الرئيس سيلقي خطاباً مهماً أمام الجمعية العامة المتحدة يوم السادس والعشرين من هذا الشهر نكون عندها قد بدأنا حركة سياسية جديدة"
وقال: "لم يعد من المقبول الحفاظ على الأمر الواقع، المرحلة صعبة وحساسة ولكنها ستفتح أفقاً جديداً، لم يعد مقبولاً استمرار الجمود السياسي ولم يعد مقبولاً أو يمكن السكوت على استمرار الاحتلال الإسرائيلي وعلى العالم ان يفهم ان الخطوة الأولى لمحاربة الإرهاب هي بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم الكاملة غير منقوصة".
وشدد على "أن التحالف الدولي من اجل انهاء الاحتلال هو الطريق لإنهاء الارهاب وليس العكس"، وقال: "هذه هي الرسالة الفلسطينية وهي الرسالة العربية للمجتمع الدولي وتحديداً الإدارة الأميركية التي هي امام اختبار وعليها ان تختار بين ان تساهم في تكريس السلام في المنطقة او ان تحافظ على الامر الواقع الذي ولد الإرهاب والفوضى في المنطقة وستنعكس آثاره السلبية على الجميع وليس فقط على الساحة الفلسطينية والعربية وانما المجتمع الدولي بأسره".
وبشأن المتوقع من الجانب الأميركي قال أبو ردينة: "حتى الآن في مكالمة الرئيس مع وزير الخارجية الأميركي بالامس تم الاتفاق على لقاء في نيويورك وعلى وقع هذا اللقاء ستطرح بعض الافكار ولكن الموقف الفلسطيني تعلم الادارة الاميركية وهو موقف مدعوم عربيا كما حصل في اجتماع وزراء الخارجية العرب الاخير وبالتالي فالآن الكرة في الملعب الاميركي ولم يعد مقبولا استمرار السياسة الإسرائيلية واستمرار حصار غزة ولم يعد مقبولا ادانة الاستيطان فقط فلا بد من الضغط على إسرائيل واتخاذ اجراءات حقيقة لوقف كل هذا التعنت الإسرائيلي".
وشدد على ان "امام القيادة الفلسطينية خيارات عديدة وسيكون على رأس هذه الخيارات الذهاب الى منظمات الامم المتحدة من اجل اتخاذ الخطوات اللازمة والضرورية على ان يتوج ذلك بموقف عربي في مواجهة كل هذه التحديات".
وأضاف، "أعتقد ان العالم سئم من السياسة الإسرائيلية كما انه تعب من العجز الاميركي وبالتالي فإن هنالك اجواء دولية وعالمية، أوروبية تحديدا، لم تعد تسكت على ما يجري في الساحة الفلسطينية لأنها تعلم تماما ان الحريق الذي اندلع في فلسطين سيصل الى الساحات الدولية ولن يكون احد بعيدا عنها".
ووصف ابو ردينه اجتماع الرئيس عباس مع الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند يوم أول من أمس، في باريس بأنه "هام"، وقال: "لا شك انه طرحت افكار مهمة مع الرئيس الفرنسي وطرحت سيناريوهات إيجابية والتواصل مع فرنسا والاتحاد الأوروبي سيستمر ولا شك انه في المرحلة القادمة سيكون هناك تنسيق فلسطيني اوروبي مكثف لبلورة بعض الامور التي من المؤكد انها ستساهم في التحرك الى الأمام".
وعلى هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ينعقد اجتماع لجنة تنسيق مساعدات الدول المانحة لبحث التطورات المالية في السلطة الفلسطينية والتحضير لمؤتمر المانحين الدوليين لإعادة إعمار غزة.
وقال ابو ردينة: "في موضوع غزة فإن اجتماع الدول المانحة لإعادة الإعمار سيعقد في ١٢ تشرين الأول وسيحضر وفد فلسطيني الى نيويورك للمشاركة في اجتماع لجنة تنسيق مساعدات الدول المانحة الذي سيسبق الاجتماع الكبير وسنقدم كل ما هو مطلوب، فمطلوب من المجتمع الدولي الاستعداد والتنفيذ وستكون هناك لقاءات مهمة في القاهرة من اجل تمهيد الطريق لتقديم المساعدات من خلال السلطة الوطنية وبإشراف الأمم المتحدة"
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها