في تأكيد على عزمه على ارتكاب جريمة حرب جديدة، هدد رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، سكان القطاع بأن جيش الاحتلال سيقصف مناطق سكنية، مستخدما الحجة الإسرائيلية الممجوجة بأن فصائل المقاومة تطلق الصواريخ من مناطق مأهولة.
وقال نتنياهو في بداية اجتماع حكومته الأسبوعي، اليوم الأحد، "أدعو سكان غزة إلى إخلاء أنفسهم فورا من أماكن تنفذ حماس منها أعمالا إرهابية".
وذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي غير "سياسة ردود الفعل التي ينتهجها حيال إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، ويهدد بأن كل بيت في قطاع غزة يتم إطلاق صواريخ من منطقته، سيتعرض لأضرار من نيران الجيش الإسرائيلي"، وكأن جيش الاحتلال لم يستهدف بشكل متعمد طوال الأسابيع الماضية من الحرب العدوانية منازل المدنيين وقتل الأطفال والنساء والمدنيين عموما من أجل تحقيق مفهومه الأمني الذي يسميه "الردع".
وقال نتنياهو إن الحرب العدوانية ستستمر لفترة طويلة مقبلة وزعم "نحن جاهزون بأن تستمر الحملة العسكرية إلى ما بعد افتتاح السنة الدراسية" في مطلع أيلول المقبل.
وفيما يتظاهر محتجون من بلدات جنوب إسرائيل قبالة منزله الرسمي احتجاجا على عدم الاهتمام بهم، ادعى نتنياهو أنه "سنعمل كل شيء من أجل مساعدتكم لعبور الأيام الصعبة هذه"، مضيفا أنه "سنصادق خلال جلسة الحكومة المقبلة على رزمة مساعدات غير مألوفة. ونحن معكم وسنبقة معكم حتى تحقيق الهدوء وبعده أيضا".
وقال نتنياهو، في إشارة إلى اغتيال مقاومين وخاصة ثلاثة من قيادة كتائب القسام، الأسبوع الماضي، إنه "أثبتنا أنه لا توجد ولن تكون هناك أية حصانة لمن يطلق الصواريخ على مدن إسرائيل... ومن كل الحدود" في إشارة إلى إطلاق صاروخ من لبنان باتجاه الجليل الغربي، أمس، وخمسة صواريخ من سورية باتجاه مرتفعات الجولان المحتلة فجر اليوم.
وفيما بمقدور نتنياهو أن يأمر الجيش بمواصلة تشغيل آلة القتل والدمار ضد الفلسطينيين في غزة، فإنه على ما يبدو، وبحسب تصريحات قادة سياسيين إسرائيليين، ليس بمقدوره تحقيق هدف العدوان بجعل المقاومة توقف إطلاق الصواريخ من دون تسوية واتفاق.
فقد قال رئيس حزب العمل والمعارضة الإسرائيلية، يتسحاق هرتسوغ، لموقع "واللا" الالكتروني، اليوم، إنه "لا أرى كيف ستتمكن هذه الحكومة من العمل بعد العملية العسكرية، ويبدو أننا سنذهب إلى انتخابات مبكرة".
وأضاف هرتسوغ "أنني لا أحسد رئيس الحكومة. والمشكلة الحقيقية هي أنهم يطلقون عليه النيران من داخل البيت" في إشارة إلى الانتقادات التي يوجهها له وزراء في الكابينيت. وقال هرتسوغ أنه يشعر بأنه يدعم الحكومة أكثر من وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، ووزير الاقتصاد نفتالي بينيت.
واعتبر هرتسوغ أن نتنياهو منح خلال السنوات الخمس الأخيرة، منذ توليه رئاسة الحكومة، "فرصة لحماس أكثر من أبو مازن"، برفضه الدخول في مفاوضات سياسية حول حل الصراع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وكان ليبرمان، الذي يدعو إلى القضاء على حماس، قد قال للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي مساء يوم الجمعة الماضي، "إنني لا أعرف ما هو خط الحكومة. لا يوجد خط واحد واضح"، فيما يؤكد محللون أنه لا توجد لدى نتنياهو إستراتيجية للخروج من الحرب.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها