بقلم:بكر أبو بكر

عندما ألقى الرئيس أبو مازن خطابه في الأممالمتحدة سواء الأول أو الثاني بغية الحصول على دولة في الأمم المتحدة وبرغم السرد التاريخيالواضح المتمسك بالحقوق الفلسطينية ، ورغم التأكيدات السياسية على الثوابت الفلسطينيةأيضاً التي اتفقت عليها كل الفصائل بما فيها حماس إلا أن ما في القلب في القلب حيثانبرت أقلام وتصدت ألسنة حداد لما قاله وخاصة من حماس الممانعة للمصالحة في غزة.

 

إن عقلية الترقب والتوثب (والصراخ بكبسةزر) وافتعال الصدامات ومحاولة اختراع الزلل والخطايا أصبحت ضمن أمور أخرى من مميزاتالتيار الممانع للمصالحة في حماس ، وهدفها الهدم للفكرة الوطنية عامة ومشروع الدولةالفلسطينية ما أصبح جلياً بتشويه كل رموزه الفكرة/المشروع وعلى رأسهم الرئيس أبو مازنالذي عانى الأمرين من الهجمات على مدار السنوات المختلفة، فحيث اتفقت الإدارة الإسرائيليةهوجم ، وحيث اختلفت أو اختلف معها هوجم ، وحيث تحدى الأمريكان 12 مرة حتى الآن هوجمعربيا وفلسطينيا من قبل أن يهاجم أمريكيا.

وفي سعيه السلمي للاعتراف بالدولة الفلسطينيةفي الأمم المتحدة تجندت ضده كل الأطراف الداخلية والخارجية في تحالف عجيب لا يضع بديلاًويطلب منه الصمت والاستكانة. فالمفاوضات وان بشروط ممنوعة والمقاومة السلمية ممنوعةوالذهاب الى الأمم المتحدة ممنوع (الا ان كنا نحن الفاعلين).

وفي نفس البوتقة سجلت منظمات المقاومة المصداحيةأهدافا صوتية في ملعب الإسرائيليين بصبها اللعنات تلو اللعنات إلى حد التخوين والكفرضد أبو مازن وبالطبع حركة فتح والسلطة لسبب وحيد حسب ما قال نواطق حماس بوضوح في انهيمنعها من قيادة الشعب الفلسطيني (؟!) في أسلوب غير مقبول من أساليب التحريض والمنافسةالسياسية يصل إلى حد العداء.

 

في لقائه الأخير على الرائي (=التلفزة)الإسرائيلي قال أبو مازن انه ضد عسكرة (الانتفاضة) ما قاله في برنامجه الانتخابي عام2006 وما اتفق معه عليه خالد مشعل الذي أقر بالمقاومة السلمية عام 2011 ، وقال بالدولةفي حدود 1967 ما هو ( الثوابت الفلسطينية) منذ أيام الراحل الخالد ياسر عرفات ، وعبرعن تمسكه بالقرار 194، الخاص باللاجئين عندما أكد أنه يحب بلده صفد ويرغب برؤيتها ولكنهلن يعيش فيها، ومع ذلك فإن التأويلات الجاهزة سواء أحسن أم خطأ تحمّل كلامه (كالعادة)أكثر مما قال.

إن الرئيس الذي عبر عن عدم رغبته العيشفي صفد مسقط رأسه يعلم انه لا يمكنه ذلك لوجود (إسرائيل) التي تسلبه هذا الحق ، ويعلمأيضاً أن خيار العودة والاستقرار حسب قرار اللاجئين الأممي حق فردي لكل شخص مهما علتمرتبته يتساوى فيها الجميع أمام القانون الوطني والدولي ولا احد يستطيع انتزاعها .

لو كنت مكان الرئيس لعبرت عن رغبتي بأنأعيش في مسقط رأس أبي في حيفا أو أحفادي لأن كل فلسطين لنا ، ولكنه آثر الواقعية السياسية( والتي تتفق فيها معظم الفصائل بما فيها تيار حماس الخارج على الأقل ) وكان صادقاًوواضحاً ومحدداً ما يحتاج لشجاعة قد لا يمتلكها الكثيرون الذين يكذبون على الله وعلىالناس بشعارات لا تغني ولا تسمن من جوع .