عادل عبدالرحمن

لا يملك المرء، سوى الانحناء امام كل مواطن فلسطينيمتمسك ومدافع عن حق العودة لارض الاباء والاجداد، التي طردوا منها في عام النكبة1948. وحق العودة ثابت من الثوابت الوطنية، لا يمكن الحياد عنه او التلاعب به، اوالمساومة عليه.

لكن على كل الغيوريين على حق العودة التدقيق فيما قالهالرئيس محمود عباس للقناة الاسرائيلية قبل يومين قبل إطلاق الاحكام غير الدقيقة،وادارة حوار وطني مسؤول وعقلاني بعيدا عن الحملة المبيتة لقادة الانقلاب الاسود فيمحافظات الجنوب الفلسطيني ومن لف لفهم من تجار السياسة والنفاق باسم "الدفاع"عن حق العودة. ويمكن في هذه العجالة التأكيد على الآتي ليس دفاعا عن رئيس منظمةالتحرير ، ولكن انصافا له وللحقيقة:

اولا الرئيس عباس، هو حامل راية المشروع الوطني،والثوابت الوطنية، التي يقف على رأسها ضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين علىاساس القرار الدولي 194.

ثانيا الرئيس ابو مازن، هو رئيس منظمة التحرير ورئيسالسلطة الوطنية والرئيس المقبل للدولة الفلسطينية، التي من المفترض ان تقوم علىحدود الرابع من حزيران عام 1967. وبالتالي حديثه، عن عدم عودته لصفد، حديث واقعيومنطقي ومنسجم مع خيار حل الدولتين للشعبين على حدود 67.

ثالثا الرئيس لم يسقط حق العودة عن اي شخص آخر من الشعبالفلسطيني بما في ذلك زوجنه ام مازن ولا ابنائه ولا احفاده ولا اي من فرد من افرادعائلته او من ابناء الشعب.

رابعا الرئيس عباس ، عندما ترشح للانتخابات الرئاسية قدمللشعب برنامجه السياسي ، برنامج السلام المستند الى خيار حل الدولتين للشعبين ،واعلن بملىء الفم انه يرفض الاعمال العسكرية، ويؤمن بالعمل السياسي والديبلوماسيوالكفاح الشعبي السلمي، ومع ذلك حصل على 62% من مجموع المقترعين في الانتخابات عام2005.

 خامسا محمودعباس ، هو احد ابرز مهندسي اتفاقيات اوسلو. التي مازالت الناظم لعملية السلامالهشة القائمة. لم ينكفىء عنها، ولم يتراجع قيد انملة حتى الآن، لانها باتت جزءامن الحراك السياسي الفلسطيني العام على كل ما بها من مثالب.

سادسا رئيس الشعب الفلسطيني وجه رسالته الى الاسرائيليينعشية الانتخابات التشريعية القادمة، وعشية التوجه للامم المتحدة للحصول علىالعضوية غير الكاملة للدولة الفلسطينية، وذلك بهدف التأثير في الناخب الاسرائيليوابعاده عن قوى اليمين واليمين المتطرف، وايضا لارسال رسالة ليهود العالم وللاقطابالدولية وتحديدا للادارة الاميركية.

سابعا في السياسة والعمل الديبلوماسي الجهات المسؤولةتقدم على اعلان مواقف لها صلة باللحظة السياسية وموازين القوى ، التي لا تحيد فيجوهرها عن الحقوق والثوابت الوطنية، ولكنها تكون مرضية لآذان الاعداء قبلالاصدقاء.

ثامنا في حال تغير الموقف الفلسطيني وامسى خيار الدولةالواحدة فإن الرئيس ابو مازن سيكون اول المتمسكين بحق العودة لصفد اسوة بابناءشعبه. ولكن طالما بقي خيار حل الدولتين لا يجوز له الحديث هو شخصيا كرئيس للدولةالفلسطينية عن العودة لصفد ، لان ذلك يتناقض مع ما تتبناه القيادة الوطنية.

تاسعا حركة الانقلاب الحمساوي ، التي تمارس الديماغوجياوالردح ، إن كانت معنية بخيار وحق العودة عليها ، ان تعيد الاعتبار للوحدة الوطنيةفورا، كما عليها ان تلغي الهدنة المجانية طويلة الامد مع دولة الاحتلال والعدوان،وعليها ايضا ان تتوقف عن تبني خيار الدولة ذات الحدود المؤقتة، وتكف عن التجارةبالمقاومة، وهي تسوق وتعمم التطبيع المجاني مع دولة الابرتهايد والتطهير العرقيالاسرائيلية في اوساط العرب في تونس ومصر وغيرها من الدول قبل حصول الشعبالفلسطيني على حقوقه الوطنية.

وبناءا على ما تقدم، فإن الرئيس ابو مازن ، كان منسجمامع نفسه ووطنيته، ولم يفرط بحق العودة ولا باي حق من الثوابت الوطنية . والحملةالتي استهدفته، وتستهدفه ، انما هي حملة مغرضة وجبانة ورخيصة ، الهدف منهاالانتقاص من مكانة الشرعية الوطنية، والهروب للامام من استحقاق المصالحة الوطنية،وللتأثير سلبا على توجهه وتوجه القيادة للامم المتحدة للحصول على العضوية غير الكاملةللدولة الفلسطينية .

واستغرب من الناطقين باسم السلطة وحركة فتح في الرد علىالهجوم الوقح، الذي تشنه حركة حماس الانقلابية ومن لف لفها من الابواق الاعلاميةوالناطقة باسم حركة الاخوان المسلمين او من باعوا انفسهم بابخس الاثمان للحكامالجدد، حيث يلاحظ المرء انتهاج سياسة التبرير الضعيف والشاحب. الامر الذي يفرض علىقادة حركة فتح ووسائل الاعلام الوطنية والناطقين الاعلاميين والمستشارين المعنيينشن هجوم وطني على كل الاصوات الناعقة والمأجورة لان الرئيس لم يرتكب اي خطأ فيتصريحه عن عدم عودته، وعن حدود فلسطين في حدود ال 67 ، فإما ان تكون السياسةالوطنية وضحة او لا تكون، ولم يعد من الجائز اللعب على الحبال. التسوية السياسيةانحصلت على اساس خيار الدولتين ، فإن فلسطين ستكون في حدود الضفة والقطاع والقدس.هذه هي المساومة، التي تبنتها فتح وحماس والشعبية والديمقراطية وحزب الشعبوالتحرير الفلسطينية والعربية الفلسطينية والنضال والتحرير العربية ... الخ

وقبل ان نطالب الرئيس محمود عباس بموقف آخر، عليكم انتعيدوا النظر في البرنامج السياسي لمنظمة التحرير، وتغيروا ادواتكم واليات عملكمواشكال نضالكم .. والبقية عند الفصائل وقوى الشعب الحية ..