قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، الجمعة، إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وافق خلال محادثاته مع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، على أن تجري المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس حدود العام 1967، مع تبادل أراضي. ورأت الصحيفة أن معنى ذلك هو موافقة نتنياهو على انسحاب إسرائيل من أكثر من 90% من مساحة الضفة الغربية.
إلا أن نتنياهو رفض طرح خريطة أو تفاصيل مسار الحدود المستقبلية، حتى أمام طاقم المفاوضات الإسرائيلي. كذاك اشترط نتنياهو موقفه هذا بأن تتطرق وثيقة الإطار التي بلورها كيري إلى مطلبه بالاعتراف بإسرائيل أنها "الدولة القومية للشعب اليهودي" وأن تكون هناك إمكانية لأن يعلن عن تحفظه من الوثيقة من دون تفسير هذه التحفظات.
وبحسب الصحيفة فإن نتنياهو ورئيس طاقم المفاوضات الإسرائيلي ووزيرة القضاء، تسيبي ليفني، ليّنا موقفهما حيال قضية اللاجئين الفلسطينيين، واقترحا إقامة نظام خاص يتوجه اللاجئون إليه من أجل أن تنظر إسرائيل في طلباتهم على أساس فردي أو إنساني وتقرر بعد ذلك ما إذا كانت توافق على هذه الطلبات.
وتابعت الصحيفة أن نتنياهو ليّن موقفه في موضوع الاعتراف بـ"الدولة اليهودية"، وأنه مكتوب في اتفاقية الإطار أن السلام سيكون "بين دولتين قوميتين"، وأن نتنياهو وافق على إدخال توضيحات غايتها تليين المعارضة الفلسطينية، بينها تم التشديد على أن أي اتفاق سلام لن يمس بالمساواة في حقوق الأقليات في إسرائيل. والأمر الثاني هو أن الاعتراف بالدولتين القوميتين لن يعتبر كمحاول من جانب طرف بإلزام الطرف الآخر بالتنازل عن روايته التاريخية أو تبني رواية الآخر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخلاف الأكبر في المحادثات تمحور حول القدس. فقد حاول الأميركيون وضع صيغة مفادها أن القدس عاصمة للدولتين. لكن نتنياهو رفض أن يكون هناك أي ذكر لعاصمة فلسطينية في القدس، ووافق فقط على التطرق لذلك من خلال كونه طموح مستقبلي، أو القول إنه ليس بالإمكان التوصل إلى اتفاق من دون حل موضوع القدس.
وقال عضو في طاقم المفاوضات الإسرائيلي إنه "لا شك في أن (موقف) نتنياهو تحرك خلال المحادثات، وإذا دققنا في موقفه في البداية وأين وصل في النهاية، فإن هذا ليس الموقف نفسه، وكانت هناك مواضيع كثيرة بدأها بموقف متطرف، وبعدها أخذ يلين، والمشكلة هي أنه تحرك بالنسبة لنفسه، فهل هذا كاف؟ لا".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها