واصلت قوات الاحتلال امس حملتها العدوانية في عدة مناطق بالضفة الغربية مستولية على العديد من المنازل بعد طرد سكانها منها، اضافة الى اختطاف العشرات من المواطنين بينهم 51 أسيرا محررا، من ضمنهم عميد الأسرى نائل البرغوثي، كان أفرج عنهم عام 2011 في إطار "صفقة شاليط"، وذلك في سادس أيام البحث عن ثلاثة شبان اسرائيليين مفقودين.
واعتبرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي امس ان اسرائيل تتذرع بخطف الاسرائيليين الثلاثة لتنفيذ مخطط مدروس لضم أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية، داعية المجتمع الدولي والامم المتحدة لردع العدوان الاسرائيلي.
وقالت عشراوي ان "إسرائيل تستخدم ذريعة اختفاء الاسرائيليين الثلاثة لتنفيذ مخططها المتكامل والمدروس في ضم الضفة الغربية والقيام بهجمة منظمة على دولة فلسطين دون اي اعتبارات قانونية او أخلاقية، وفرض العقوبات الجماعية على شعب أعزل، وتكريس سياسة الأمر الواقع على الأرض".
وقالت خلال لقائها وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط هيو روبرتسون ان "اسرائيل تعيش حالة من التخبط وردود الفعل الهستيرية حيث تعمد قوة الاحتلال الى استهداف المدنيين العزل وتشن عمليات عسكرية خارجة عن القانون، وتعيد اعتقال اسرى محررين، وتخرق الاتفاقات الموقعة وترفض تطبيقها بإعلان رسمي للعالم بانها دولة فوق القانون".
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 65 فلسطينيا اعتقلوا الليلة قبل الماضية بينهم 51 أسيرا كانوا ضمن مجموعة تشمل 1027 أسيرا أفرجت إسرائيل عنهم قبل ثلاث سنوات مقابل اطلاق سراح الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط الذي أسرته حماس عام 2006.
وتابع المتحدث اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر "نبذل جهدين متوازيين. الأول هو إعادة الفتيان والثاني هو أن نجعل حماس تدفع ثمن تصرفاتها".
وقال قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني "ما تقوم به إسرائيل سياسة انتقام وليست اجراءات أمنية".
واستيقظت عائلة ارزيقات صباح امس على ضجيج وحدة من جيش الاحتلال قامت بطردها من بيتها في قرية تفوح غرب الخليل وحولته الى ثكنة عسكرية. واضطرت العائلة المؤلفة من ستة افراد للجوء الى منزل اقاربها بينما منعهم الجنود من الدخول الى منزلهم.

وتقول أم عمر صاحبة المنزل لوكالة فرانس برس "ركلوا الابواب بأرجلهم تمام السابعة والنصف صباحا وطلبوا منا الخروج، احضرت اولادي الاربعة ولم اتمكن حتى من ارتداء ملابس ملائمة فارتديت ملابس غير نظيفة وخرجت". وتشير السيدة الاربعينية "عدت لآخذ هاتفي النقال فوجدتهم نائمين على سرير ابنتي". وتضيف "لو لم يكن لنا اقارب هنا لانتهينا في الشارع".
وبينما سمح لعائلة ارزيقات بالخروج، احتجز الجيش عائلات اخرى في منازلها التي استولى عليها ومنع افرادها من الدخول والخروج ومنع دخول اي احد اليها. وتؤكد كريمة خمايسة (39 عاما) التي اقتحم الجيش منزلها ومنعها من الخروج مع اولادها "ادخلونا الى غرفة ثم فتشوها وقاموا بتفتيش اوراقنا الشخصية مع انني قلت لهم الا يعبثوا بها. قلبوا كل شيء، حتى السرير".
وجرى حتى الآن تفتيش 800 مبنى مع اهتمام خاصة بالمؤسسات التابعة لجمعية "الدعوى"، الجناح الاقتصادي والاجتماعي لحماس التي تستخدمه، حسب الجيش الاسرائيلي، في "تجنيد وبث المعلومات وجمع الاموال السائلة".
واقتحم الجيش منازل اخرى في انحاء القرية بينما انتشر مئات من الجنود لتفتيش المحلات التجارية التي اغلق معظمها. وتجمع مئات من سكان القرية يتفرجون على عمليات الجيش الذي اغلق عدة طرق في القرية. وندد المواطنون باسلوب التفتيش الذي اتبعه الجيش الاسرائيلي في بيوتهم.
وقالت ام مختار التي اقتحم الجيش منزلها صباحا ثم غادره، "هذا ليس تفتيشا عن مخطوفين، هذا فقط للتخريب علينا". وتابعت السيدة الثلاثينية "لا اعتقد انهم سيجدون الاسرائيليين المختفين مخبئين في الحمام او الغسالة، او درج الملابس".
وحذر الصليب الاحمر امس في بيان من جنيف من ان العملية العسكرية الاسرائيلية المكثفة من شأنها تأجيج الاحباط وقد تؤدي لتصعيد العنف وتجديد الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة واطلاق الصواريخ منها. وقال رئيس بعثة الصليب الاحمر في اسرائيل والاراضي الفلسطينية المحتلة جاك دي مايو "ان المدنيين في الضفة الغربية يواجهون زيادة في القيود على تحركاتهم".