هكذا وبكل بساطة جاء الردالاسرائيلي ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، على الرسالة الفلسطينية التيارسلها له الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في محاولة لكسر الجمود السياسي والتفاوضيالذي كان ولا يزال يسود المنطقة وتحديداً المسار الفلسطيني الاسرائيلي نتيجة لتفتتوتنكر الحكومة الاسرائيلية ورئيسها. وبالتالي تجاهل متطلبات التسوية المطلوبة، منقبل كل العالم وتحديداً الأوروبيين والادارة الأميركية الحليفة التاريخيةوالاستراتيجية لاسرائيل.

وطبقاً لما اعلنته القيادةالفلسطينية، فور تسلم الرد الاسرائيلي، على رسالة الرئيس الفلسطيني المرسل من قبلرئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو عبر مستشاره اسحق مولخو فإنه جاء واضحاً وبلااجوبة على الاسئلة المركزية التي طرحها الرئيس الفلسطيني والتي تلخصت اساساًبقضايا هامة ومشروعة ومبدئية وضرورية لاستئناف اي عملية للتسوية في المستقبل.والتي تركزت بـ:

1 – المطالبة بوقفالاستيطان وقفاً تاماً، والتوقف عن محاولات التغيير الديمغرافي للاراضي الفلسطينيةالمحتلة وعلى رأسها مدينة القدس.

2 – الاعتراف بحدود الرابعمن حزيران من العام 1967 كأساس لاي تسوية، والاعتراف بالمرجعيات القانونيةوالسياسية لهذا الوضع.

3 – الاطلاق الفوري لسراحالاسرى الفلسطينيين.

4 – الالتزام بالمرجعياتالدولية ومقراراتها، ذات الصلة بقضية الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية.

وهذه النقاط المحورية التيارسلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس كأرضية لاعادة اطلاق المفاوضات المتوقفة،نتيجة لمواقف الحكومة الاسرائيلية ورئيسها والذي رد عليها بجملة مختصرة وواحدة فقطتحمل عبارة اعادة اطلاق الحوار بغير شروط مسبقة اضافة الى الحديث عن امور عامة لاتقدم ولا تؤخر. وهو ما جعل الرد بلا اجوبة طبقاً لتوصيف اللجنة التنفيذية لمنظمةالتحرير الفلسطينية، وهذا يعني اصرار رئيس الحكومة الاسرائيلية على تجاهلالمتطلبات الاساسية والرئيسية لاي تسوية تاريخية في الشرق الاوسط، للقضيةالفلسطينية. وهو يعني ايضاً ابقاء حالة الجمود والمراوحة في المسار  التفاوضي الفلسطيني – الاسرائيلي. والذي يعنيان الحكومة الاسرائيلية وبغض النظر من تركيبتها وهيكليتها غير معنية بالمفاوضاتولا بالتسوية المفترضة.

وهي تثبت ايضاً ان الحكومةالاسرائيلية تمارس المفاوضات من اجل المفاوضات، وليس من اجل التوصل الى حلولتاريخية – ومقبولة ومنطقية لأزمة الشرق الأوسط كما تثبت ايضاً ان الحكومةالاسرائيلية، تراهن على تغييرات دراماتيكية في المنطقة تعيد خلط الأوراق من جديدوهو ما يعني اعادة المفاوضات الى نقطة البداية، وتجاهل كل الاتفاقيات المعقودةمسبقاً والتي تم التوصل اليها.

وما يعزز هذه الحقيقةالثابتة في هذه الايام ما اقدمت عليه الحكومة الاسرائيلية الى اللجوء الى خيارالحكومة الائتلافية، وهو يعني في المحصلة القفز فوق ما تم الاتفاق عليه سابقاً تحتذريعة الافكار الجديدة والقيادة الجديدة واسلوب العمل الجديد. وهو يعني العودة الىالبدايات في عملية التفاوض، في أحسن الاحوال دون ان نتجاهل حقيقة الحكوماتالائتلافية التي تدق طبول الحرب والذي يصب في هذه الحالة في خانة خلق الوقائعالجديدة وهو ما يجب على القيادة الفلسطينية ان تتنبه له ويبدو انها مدركة لهكذاوضع جيداً.