بقلم /عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" _ نايف سويطات

أفادت بعض وسائل الإعلام عن قيام حركة حماس بتشكيل قوةعسكرية تحت مسمى " قوّة ضبط الميدان "، ومهمتها الرئيسية الحفاظ على أجواءالتهدئة مع الإحتلال الإسرائيلي، لاسيما على طول الشريط الحدودي المحاذي لقطاع غزة،ومنع أي عملية للمقاومة مهما كان شكلها أو هدفها، إلى هنا ينتهي الخبر.

نتساءل بدورنا حول المغزى من هذا القرار؟ سؤال موجّهلحماس أولاً ولجماهير شعبنا الفلسطيني ثانياً، وضد من سيتم إستخدام هذه القوّة علىوجه التحديد؟ وهل هذا القرار يتماشى مع ما تردده حماس ليل نهار بأنها حاضنة المقاومةوالجهاد؟

نقول .. كفى تضليلاً لشعبنا ولأمتنا العربية والإسلامية،وكفى تخفياً وراء الشعارات الرنانة التي تخالفها السلوكيات في الميدان، وكما يقول المثل:"ليس كل ما يلمع ذهباً ". إننا نعتقد أن منهجاً  مثل هذا لا يعبر إلا عن حالة الفصام السياسية والمخادعةفي التعاطي مع القضايا الوطنية الأساسية، والمتمثلة بحق الشعوب الواقعة تحت الإحتلالأن تستمر في النضال والكفاح من أجل الحرية والإستقلال، إلا إذا كانت حماس تعتقد أنهاأتمت المهمة وبأنها تعيش في دولة مستقلة لا علاقة لها بما يحصل من تطورات في الحياةالفلسطينية.

ما يخيفنا في هكذا طرح أن الزهار كان قد أطلق تهمة الخيانةمسبقاً على كل من يطلق النار على المحتل في قطاع غزة، وكأن هناك إتفاق ضمني غير مكتوبأو ربما يكون مكتوباً بالحفاظ على الحدود مع الإحتلال، وهذا ما يمكن توصيفه بتقديمأوراق الإعتماد للغرب على أن حماس قادرة على تحقيق المهمة المطلوبة. 

الغريب في الأمر أنّ الإعلان عن هذه القوّة جاء بعدتحالف ( موفاز – نتنياهو )، ومن المهم أن نشير هنا إلى أن " حماس " كانتقد وافقت على فكرة موفاز حول الدولة المؤقتة، فهل هذا التزامن بريء؟ أم أن هناك رسائلأخرى تريد أن توصلها حماس لبعض الأطراف؟.

وأفادت تقارير أن هذه " القوّة الحامية "ستضم 300 فرد يستخدمون الدراجات النارية، ويتواجدون على الحدود بصورة مستمرة على مدارالساعة ليلاً ونهاراً، ومنذ اللحظات الأولى لعملها قامت بإعتقال العشرات من المقاومين،وقمعت مسيرات كانت متوجهة للمناطق المحاذية لجدار الفصل العنصري بين غزة وفلسطين المحتلة!!