فلتتركونا لنحيا كراماً أو نموت .. هذه هي رسالة الأسرىفي سجون الاحتلال وهذه هي كرامة أسرى فلسطين التي تتأصل ضمن أصالة التاريخالفلسطيني فهم يمتلكون قوة الحضارة ويمتلكون التاريخ .. يصنعون مجد الأمة ويكتبونحكاية شعب ..

هم صوت فلسطين وصوت الوطن الذي يعيش فينا .. هم إرادة الإنسانالفلسطيني الذي يرفض الركوع .. هم أبو علي إياد الذي قال ( نموت واقفين ولن نركع ).. هم تاريخ شعب وشعب يكتب حكاية مجده رافضا الذل والركوع او الهزيمة او الاستسلام.. إنها إرادة الإنسان الفلسطيني الصامد التي لا تقهر والرافضة لكل الوصايا والتبعيةوالخنوع ..

إنها كرامة شعبنا الفلسطيني التي تنتصر علي الجلاد وإرادة شعبناالمناضل .. انها انتفاضة الأسرى في سجون الاحتلال انتفاضة الدولة الفلسطينية ..

نعم ندرك انها حقيقة مؤلمة أن يجوع الإنسان ويضرب عن الطعام ويمتنععن تناول الطعام لفترات طويلة وبشكل مباشر فهذا الشيء يعكس تصور من الصعب تصوره ..ولكن ندرك اننا نتحدث هنا عن اسري في سجون الاحتلال الإسرائيلي .. هذا الاحتلالالقاتل للإنسان الفلسطيني قبل كل شيء والذي يقتل الشجر ويدمر البشر وينهب الارضويزور التاريخ .. وندرك أن السجين الفلسطيني في سجون الاحتلال لا يمتلك الاالعزيمة والإرادة كسلاح وحيد لمواجهة المحتل الذي يرفض الاستجابة لمطالب حياتيةبسيطة ممكن أن يحصل عليها أي سجين في سجون العالم ببساطة ودون أي تعقيد مثل نوعالطعام ومشاهدة التلفزيون والاستماع إلى محطات الراديو واستخدام الهاتف للتحدث من الأهلاو السماح للأهل بزيارته فهذه هي حقوق بسيطة لو قارناها اليوم في نظام السجون فيالعالم .. حيث أن بعض الدول تسمح للسجين في الزواج بدون أي تعقيد .. وأننا هنانتحدث عن إسرائيل الدولة التي تدعي انها دولة تمارس الديمقراطية ويفتخر قادتهابأنها دولة فاقت الدول الأوروبية في تطبيق قضايا حقوق الإنسان ... وفي الواقع هذايختلف تماما عندما تبحث ملف المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال لتجد أن إسرائيلهي الدولة الأكثر قمعا في العالم .. بل لا يوجد دولة اليوم تحتل دولة أخرى وتقتلشعب أخر الا اسرائل وهي ترفض أي ممارسة سياسية وتتعامل مع الأسرى بشكل مخالفللقوانين الدولية وان الأسرى هم أكوام بشرية داخل الزنازين وان مصيرهم الموت ..

هذا هو التفكير الإسرائيلي والعنصرية القاتلة التي تمارسها عصابات إسرائيلبحق أبطالنا الأسرى في سجون الاحتلال الذين يدفعون ثمن الحرية وكل يوم يزداد وضع الأسرىخطورة ويعرض حياتهم للخطر وان العالم اجمع بات صامتا ولا يوجد من يقف ويتضامن معقضايا الأسرى ..

أن قضية الاسىرى باتت في خطر وأوضاع الأسرى الفلسطينيين يزداد كل يومتعقيدا في ظل ممارسات الاحتلال الأكثر عنصرية وبات من المهم أن يتحرك الشعبالفلسطيني في جميع أماكن تواجده لحماية اسري فلسطين والتضامن معهم عبر الخروجبمسيرات حاشدة والاعتصام الدائم أمام السفرات الإسرائيلية في العالم تضامناومناصرة لأسري فلسطين وفي الدول التي لا يوجد فيها سفرات إسرائيلية الاحتجاج أمامالسفارات الأمريكية لتصل رسالة التضامن مع اسري الحرية للعالم اجمع ..والمطالبةبإطلاق سراح الأسرى والضغط علي إسرائيل بالتدخل لإنقاذ حياة الأسرى المضربين عنالطعام في سجون ألاحتلال والعمل على إطلاق سراح كافة الأسرى ، وخاصة الذين اعتقلواقبل عام 1994 والنساء والأطفال.

واليوم باتت قضية الأسرى تتمحور في أهمية العمل علي أطلاق سراحهموتفعيل ذلك علي كافة الأصعدة السياسية والدبلوماسية وانعكاس هذه الصورة علي اهتمامالقيادة الفلسطينية وطبيعة عملها الدولي بالإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين منسجون الاحتلال.

وان قضية الأسرى في سجون الاحتلال تعد القضية المركزية و أن السلاملن يتحقق إلا بتبييض سجون الاحتلال من كافة الأسرى والمعتقلتين ليعيشوا حياتهم بينذويهم وأبناء شعبهم الفلسطيني وذلك يعكس طبيعة الخطوات الهامة التي تتخذها القيادةالفلسطينية وانتفاضة الأسرى والقيادة الموحدة في السجون لإيجاد حلول عملية لرفعقضية الأسرى الى الأمم المتحدة وتكريس النضال الدولي والعمل الجاد مع الأحراروالأصدقاء في العالم علي أدانه الجرائم الإسرائيلية التي ترتكبها إسرائيل بحقشعبنا والأسرى في سجون الاحتلال ..

إن العمل الفلسطيني اليوم ينطلق من أهمية التركيز علي وحدة القضيةالفلسطينية وإيجاد قواسم مشتركة لإطلاق سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال بما فيذلك اسري القدس وأسرى 1948 والعمل كوحدة واحدة لتبيض السجون .. وما انتفاضة الأسرىفي سجون الاحتلال إلا تأكيدا علي أن قضية الأسرى هي القضية المركزية للشعبالفلسطيني وان أهميتها تأتي في المرتبة الأولى وهي تعبر عن أهمية العلاقة الفاعلةما بين القيادة وتطلعات أبناء شعبنا خاصة مع تصاعد المطالب الشعبية بضرورة تبيضالسجون والتأكيد علي انه ( لا سلام ولا استقرار ) دون أطلاق سراح الأسرى لانالأسرى الفلسطينيين هم اغلي ما نملك وهم مقومات النضال الفلسطيني الأساسية . إنالقيادة الفلسطينية تعبر بذلك عن أماني وتطلعات شعبنا ومبايعة الرئيس والقيادةلسياساته الحكيمة التي أحرجت الاحتلال الإسرائيلي أمام العالم أجمع.