حكومة نتنياهو تدير ظهرها لقرارات الشرعية الدولية،ولقواعد القانون الدولي والإنساني، ولاتفاقات جنيف التي تحدد بوضوح قاطع حقوق الأسرى،بل إن حكومة نتنياهو تدير ظهرها لقانون دولة إسرائيل نفسها الذي يمنع الاعتقال الإداريدون تهمة، أو الحجز الإداري، بل إن حكومة نتنياهو التي منعت أهالي المعتقلين من قطاعغزة من زيارة أبنائهم في السجن، تحت دعوى احتجاز الجندي غلعاد شاليط، ولكن عندما تمتصفقة التبادل وعاد شاليط إلى بيته فإن الإجراء بقي على حاله بمنع الأهالي من زيارةأبنائهم.الإضراب الذي بدأ بحالات فردية أولا على يد خضر عدنان ضد الحجز الإداري علىوجه الخصوص، يتحول منذ عشرين يوما إلى إضراب شامل يتسع أكثر داخل السجون الإسرائيليةوينضم إليه أسرى محررون في خيمة الاعتصام في ميدان الجندي المجهول في غزة، بالإضافةإلى استمرار الفعاليات التضامنية.علينا إذا ان ندرك أن هناك نوعين من الإضراب، الحالاتالفردية التي تحتج ضد الحجز الإداري، والإضراب العام الشامل الذي تجاوز العشرين يوماوالذي يطالب بعدة قضايا أخرى من بينها الحجز الإنفرادي وزيارة الأهالي، والوضع الطبيوبقية الإجراءات الإدارية القاسية التي تقوم بها سلطات السجون الإسرائيلية بأشكال عنيفةومهينة، مثل عمليات التفتيش الفجائية التي تجري في السجون بطريقة عنصرية مفضوحة.هذهكلها حقوق مشروعة للأسرى نصت عليها القوانين الدولية، ونحن نريد أوسع حالة تضامن وضغطلكي تستجيب حكومة نتنياهو لهذه المطالب، لأننا لا نريد الإضراب عن الطعام لذات الإضراب،بل للوصول لتحقيق هذه المطالب العادلة.الجامعة العربية تعقد أول اجتماعاتها لبحث قضيةالأسرى الفلسطينيين، وهذه خطوة جيدة – كنا نأمل أن تحدث في وقت مبكر – ولكنها حدثتعلى كل حال، والمطلوب أن يدخل الثقل العربي في عملية الضغط، وفي عملية التفاوض أيضاللوصول إلى حل بشأن هذه المطالب !!!، أما الخطوة الأخرى فنحن نعتقد أن الجامعة العربيةقادرة على نقل الملف إلى المستوى الدولي، وربما إلى هيئات الأمم المتحدة، وربما إلىمجلس الأمن.نريد من التضامن الداخلي الفلسطيني مع الأسرى، التضامن الوطني، أن يكونفي أحسن حالاته، وفي ذروته، وأن يشارك الآلاف بل مئات الآلاف في الفعاليات التضامنية،وأن يظل التركيز على مطالب الأسرى المشروعة والعادلة وألا ينحرف هذا التضامن إلى مساراتلا تتوافق مع مصالح الأسرى المضربين الذين يضحون من أجل انجاز حقوقهم وليس أي شيء آخر،وأنا على ثقة أن الحركة الفلسطينية الأسيرة لديها من الخبرة والحنكة والوعي، بما يجعلهاقادرة على خوض المعركة دون مزايدات، ودون اختطاف آلام الأسرى من أي جهة لكي توظفهافي أجنداتها. مصلحة الأسرى أولا، والحفاظ على صحتهم وحياتهم أولا، وتحقيق مطالبهم المشروعة،وليس إدخال الأسرى في التجاذبات السلبية، فيكفيهم الآلام التي يتجرعونها في السجن،ويكفيهم التضحية بأعمارهم التي تذوب في الزنازين ووراء القضبان، وهم لن يسمحوا لأحدأن يزايد عليهم، ويزج بهم في أتون توجهات أخرى.عاشت الحركة الفلسطينية الأسيرة عاشتنضالات أسرانا البواسل ولهم كل الحب وكل الوفاء.