كلما توقفالمرء أمام دور الرأسمال الصهيوني والرأسمال العربي يشعر بالغثيان والرغبة بالتقيؤمن حال الميلونيرات العرب بمن فيهم الفلسطينيون. لأن اليهود الصهاينة أمثال مسكوفييتشوالملياردير ميسد سكيف، اليهودي الصهيوني الاسترالي وغيرهم من اباطرة المال والاعلام،يصبون ثقلهم المالي والاعلامي في خدمة المشروع الكولونيالي الصهيوني، ويعملون بجد وثباتعلى تقديم الخدمات المالية الهائلة لخدمة دولة الابرتهايد في تصفية الحقوق الفلسطينيةفي القدس والخليل وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67. على سبيل المثال أعلن الملياردير«سكيف» عن بدء مشروع استثماري استعماري في مدينة القدس الشرقية بعشرات ومئات الملايينمن الدولارات، حيث قام بتشكيل طاقم فني هندسي واقتصادي ولوجستي من اجل اعداد مخطط لمايسمى «القدس الكبرى». وتأكيدا على جديته في مشروعه الاستعماري، قام ميسد بشراء فندقكبير الاسبوع الماضي في القدس. وتحدث سكيف عن نيته شراء مستعمرة «نوف تسيون»،واعربعن نيته شراء (14) دونماً لاقامة (300) وحدة استيطانية قرب شارع شلومو دونمه في مستعمرةغيلو (جبل ابو غنيم)، كما اشار في مقابلة له مع صحيفة «يروشاليم» الاسبوعية إلى تضمنمشروعه بناء مطار دولي قرب مدينة اريحا في إطار «القدس الكبرى». وموسكوفييتش لم يكناقل سخاء من ميسد سكيف في خدمة المخطط الاستعماري الاسرائيلي الصهيوني. بالتأكيد العربليسوا اقل غنى من الصهاينة، ولكن المليارديرية العرب ومن ضمنهم الفلسطينيون بخلاء،وليس لديهم أي انتماء لقضاياهم القومية وخاصة قضية العرب المركزية. وان تجرأوا واخذتهم«النخوة» للحظة وقدموا دعما محدودا للشعب الفلسطيني، مننوه الف منة، وحاولوا التذرعبكل الاقاويل والاشاعات المغرضة ضد القيادة الفلسطينية للتراجع عن دعمهم. كما لم يفكرأي منهم بالمبادرة بالتخطيط لبناء مشروع اسكاني او استثماري باستثناء مشروعين لدولةالامارات العربية المتحدة في غزة ورفح قبل وفاة الراحل الكبير سمو الشيخ زايد بن سلطانآل نهيان، ومشروع باسم الملك عبدالله بن عبد العزيز، ملك المملكة السعودية. وان وجدتمشاريع اخرى محدودة، فانها تكون ضمن المشاريع، التي فرضت عليها (الدول العربية) ضمنالدول المانحة.الآن السلطة الوطنية بأمس الحاجة لدعم ومساندة الدول العربية ورأس المالالعربي لمواجهة مخطط التهويد والمصادرة ودعم موازنة السلطة الوطنية. لكن لا حياة لمنتنادي! الجميع يعلم ان القمة العربية في سرت (ليبيا) عام 2010 رصدت لدعم القدس(500) مليون دولار اميركي حتى الآن لم تسدد منها سوى (165) مليون دولار، الأمر الذييكشف هزال الحال العربي. في حين تقوم القيادات العربية بصب المليارات لصالح مشاريعالتخريب وشراء السلاح، الذي لا يستخدم إلا لدعم المصانع والكارتيلات الاميركية والبريطانيةوالفرنسية والالمانية. فضلا عن شراء العقارات في دول الغرب الاميركي والاوروبي بمئاتالملايين، والدخول في المضاربات المالية، التي أدت لوقوع خسائر بعشرات المليارات منالدولارات. كما اقام اصحاب رؤوس المال العرب وخاصة الخليجيين باقامة عشرات ومئات القنواتالفضائية لتخريب العقول العربية، ولمحاربة الدول والشعوب العربية الاخرى خدمة للقوىالمعادية للمشروع القومي العربي.... إلخ. ومع ذلك أما آن الآوان لاصحاب المليارات الفلسطينيينوالعرب لمنافسة اقرانهم اليهود الصهاينة للاستثمار في الاراضي الفلسطينية، والذي بدورهله مردود مالي كبير على اصحاب تلك المليارات. وفي نفس الوقت، يعززون صمود اشقائهم منالمقدسيين والفلسطينيين عموما، ويساهمون في توسيع دائرة فرص العمل لليد العاملة. الفرصةلم تفت، ومازال الوقت متاحاً لكل من يريد الاستثمار في فلسطين لدعم وتعزيز صمود الفلسطينيين،وكذلك دعم موازنة السلطة الوطنية، وحمايتها من عدوانية دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيليةوابتزازها للقيادة والشعب الفلسطيني. يا حبذا لو يرتقي أصحاب المليارات العرب الى مستوىالمسؤولية الوطنية والقومية، ويا حبذا لو تصيبهم الحمية والنخوة والمصلحة الخاصة والعامةللاستثمار في الاراضي الفلسطينية وخاصة في مدينة القدس الشرقية لمواجهة التحديات الصهيونيةوأخطارها الجهنمية. الكرة في مرمى الدول العربية عموما والخليجية خصوصا واصحاب الملياراتمن الفلسطينيين والعرب، لعلهم يستيقظون؟