عقد الليلة الماضية اجتماع ثلاثي جمع المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين والمبعوث الاميركي لعملية السلام مارتن انديك في محاولة لانقاذ عملية السلام المتعثرة، بحسب ما اعلنت مصادر اميركية وفلسطينية مقربة من المفاوضات.

وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إن المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين أجروا محادثات "جادة وبناءة" الأحد وطلبوا من الولايات المتحدة عقد اجتماع آخر الإثنين.

وأضافت "التقى المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون الليلة (قبل) الماضية لبحث سبل التغلب على الأزمة في المحادثات... كان الاجتماع جادا وبناء وطلب الجانبان من الولايات المتحدة عقد اجتماع آخر اليوم لمواصلة الجهد.

وكان مسؤول فلسطيني أكد لوكالة فرانس برس انه سيتم عقد لقاء آخر الاثنين ولكنه لم يحدد الوقت او المكان.

وعقد اجتماع ليل الاحد الاثنين في القدس بين وزيرة القضاء الاسرائيلية تسيبي ليفني المسؤولة عن المفاوضات وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات وانديك في محاولة لانقاذ المفاوضات المتعثرة قبيل موعدها النهائي المحدد في 29 من نيسان المقبل.

وعقد الكنيست الاسرائيلي جلسة خاصة امس في عطلته الربيعية لاجراء محادثات حول مفاوضات السلام، دعت اليها المعارضة التي تنتقد اسلوب الحكومة الاسرائيلية حيال المحادثات. ولم يحضر الجلسة سوى أقل من 20 نائبا من اجمالي عدد الأعضاء البالغ 120 نائبا.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية امس في مؤتمر صحفي ان هذه "آخر فرصة للمفاوضات الثنائية مع اسرائيل ونحن جاهزون لذلك"، مؤكدا ان طلب الفلسطينيين الانضمام الى 15 منظمة ومعاهدة دولية الاسبوع الماضي "غير قابل للاسترجاع". وبحسب اشتية فان الخلاف مع الاسرائيليين في المفاوضات الجارية حاليا ليس متعلقا بقضية الاسرى فقط مشيرا الى ان "الخلاف مع الاسرائيليين هو على جميع القضايا: الاسرى والقدس والحدود وغور الاردن".

وأكد اشتية ان القيادة الفلسطينية اتخذت قرارا "بابقاء الباب مفتوحا امام اي مفاوضات جدية حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري". وتحدى اشتية اسرائيل ان "تظهر خارطة حدود دولتها التي تتفاوض معها علينا بينما نحن نعرف اي فلسطين وحدودها التي نتفاوض بشأنها".

واضاف ان المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية سيعقد جلسة في السادس والعشرين من هذا الشهر "لبحث عملية المفاوضات والموقف منها بشكل عام".

من جهتها، نددت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة في بيان بـ"استمرار اللقاءات بين وفد السلطة والعدو الاسرائيلي بالوساطة الاميركية للمرة الرابعة على التوالي".

ورحب الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر الحائز على جائزة نوبل للسلام في بيان صادر عن مجموعة "الحكماء" التي ينتمي اليها بطلبات انضمام الفلسطينيين للمنظمات الدولية.

وقال كارتر انه "لا ينبغي النظر اليه كضربة لمحادثات السلام. آمل على العكس بان يساعد على تصحيح اختلال ميزان القوى بين اسرائيل والفلسطينيين بينما نقترب من الموعد النهائي الذي حدده وزير الخارجية كيري في 29 من نيسان المقبل".

واستمرت المحاولات الأميركية لانقاذ محادثات السلام من الانهيار دون بادرة تذكر على إحراز تقدم بعد أن التقى المفاوضون وسط تهديدات من اسرائيل بالرد على ما اعتبرته تحركات فلسطينية من جانب واحد سعيا للحصول على وضع الدولة.

ودخلت المفاوضات التي تجري بوساطة أميركية مرحلة الأزمة الاسبوع الماضي بعد أن امتنعت اسرائيل عن تنفيذ وعدها بالافراج عن نحو 25 أسيرا فلسطينيا وطالبت الجانب الفلسطيني بإبداء التزامه بمواصلة المحادثات بعد انتهاء المهلة المتفق عليها بنهاية الشهر.

ومع اقتراب عيد الفصح اليهودي تركز العنوان الرئيسي لصحيفة "يديعوت احرونوت" الاوسع انتشارا في اسرائيل على محنة الفقراء ونشرت تقريرا عن محادثات السلام أسفل الصفحة السادسة.

وفي قرية قريبة من مدينة رام الله علق حلاق فلسطيني على المفاوضات قائلا "كلنا مشغولون بسداد فواتيرنا. الأسعار ارتفعت والوظائف قليلة جدا".

ووصف مسؤول اسرائيلي اجتماع الأحد بأنه "عملي" لكنه لم يذكر تفاصيل. وقال مسؤول فلسطيني إن الجانب الفلسطيني قدم شروطه لإطالة أمد مفاوضات السلام بعد انقضاء موعدها الاصلي في 29 نيسان.

وقال مسؤول كبير في حركة فتح إن الفلسطينيين يريدون تعهدا مكتوبا من حكومة نتنياهو تعترف فيه بدولة فلسطينية على اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة اللتين استولت عليهما اسرائيل في حرب 1967 على أن تكون القدس عاصمة لها.