يخوض اسرانا البواسل معركة الامعاءالخاوية بعد ان يئسوا من قدرة «الاحرار» خارج السجن على تحريرهم.. وهذه المعركة لها دلالات شتى..أهمها أن ربيعنا العربي اهمل القضية الفلسطينية اكثر من الانظمة الدكتاتورية.. بل انبعض الربيع يدعم الانقسام الفلسطيني وتكريسه بدلا من انهائه مجربا حظه في التآمرعلى القضية الفلسطينية والاستحواذ عليها مثلما فعلت الانظمة. والدلالة الثانيةأن الاسرى وقد تعرضوا لانتقائية في صفقات الافراج وتهاون في اثارة قضيتهم تفاوضيا،لم يعودوا يعولون على احد بل على انفسهم في إثارة قضيتهم الانسانية. فالوضعالفلسطيني الداخلي اضعف من ان يؤثر على احد. والاحتلال في اوج تجلياته الدولية وتمكن منتركيز الاضواء على الملف الايراني وعمى ابصار العالم اجمع عن قضايانا كالاسرىوالاستيطان والتطهير العرقي بل بات اكثرنا لا يتحدث عن قضاياه ومعاناته من الاحتلال بقدرمعاناته من تأخر الرواتب.
ان وضعا كهذا لا يمكنه انيفرز تعبئة شعبية ولا نزالاً مع الاحتلال لأننا افقدنا المشروع الوطني التحرري بريقه واسقطناه منموقف الضعف عن ألسنتنا فما بالك من قلوبنا. ولعل الاسرى وهم طلائعنا المجاهدةوالمناضلة ادركوا ان شعبنا بحاجة الى رافعة معنوية تعيد شحذ الهمم وتسمو على الصغائروتزرع الأمل ليس في الاسرى بل في من هم خارج الأسر.
معركة الاسرى ليست موجهةللاحتلال والعالم فقط بل هي موجهة بالاساس الينا نحن اللاهين في دهاليز النميمة السياسيةوالانقسام وزرع الاحباط وكأن لا حول لنا ولا قوة.
ان شعبنا الفلسطينيوتجاربه النضالية كانت المدرسة التي افرزت الربيع العربي ومنحت الشعوب أملا في الخلاص منالظلم فيما دب الذعر فينا بعد فائض الثقة.. وامتلأنا خوفا بعد اقدام شجاع..وانزوينا في زاوية البكائين بعد اناشيد المجد والفخار.. وداهمنا خريف من القحط وسط ربيععالمي زاحف.