انتقل بالوفاة صباح الثلاثاء 4/1/2011 المناضل القومي العربي الكبير القائد احمد حسين اليماني ( ابو ماهر) بعد صراع مرير مع المرض عن عمر يناهز 86 عاماً قضاها في العمل الوطني والنضالي متنقلاً من موقع الى اخر فهو من مؤسسي المنظمة العسكرية لتحرير فلسطين ومن مؤسسي الفرع العسكري في حركة القوميين العرب ومن مؤسسي شعبة فلسطين في حركة القوميين العرب ( الشباب العربي الفلسطيني)- وهو عضو قيادة الفرع الفلسطيني في حركة القوميين العرب- ومؤسس وامين سر اتحاد عمال فلسطين في لبنان ومن مؤسسي الكشاف العربي الفلسطيني في لبنان ومن مؤسيي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية – عضو المجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية- عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية- عضو المؤتمر القومي العربي- عضو مؤسسة القدس وغيرها الكثير من المواقع النضالية التي جعلت منه بحق مناضلاً ثورياً بامتياز،وجعل الرئيس الشهيد ابو عمار يطلق عليه"ضمير الثورة"
ورغم الطقس الماطر والعاصف فقد شيعت الجماهير الغفيرة الشهيد عصر الاربعاء 5/1/2011 بعد الصلاة على روحه الطاهرة في مسجد الامام علي بن ابي طالب ( كرم الله وجهه) ووري الثرى في مثوى شهداء الثورة الفلسطينية عند مستديرة شاتيلا.
شارك في التشييع: ممثل الرئيس محمود عباس نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني تيسير قبعة، النائب علاء ترو على رأس وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب وليد سكرية، النائب السابق زاهر الخطيب، الوزير السابق عبد الرحيم مراد، رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري- الدكتور رمزي خوري مدير الصندوق القومي، منسق عام الحملة الاهلية معن بشور،ممثل حزب الله حسن حدرج، رئيس العلاقات السياسية في ندوة العمل الوطني هاني فاخوري، القائم باعمال سفارة دولة فلسطين في لبنان عضو المجلس الثوري اشرف دبور، امين سر حركة فتح في لبنان عضو المجلس الثوري فتحي ابو العردات، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ماهر الطاهر، ممثل الجبهة الشعبية في لبنان مروان عبد العال، الملحق الثقافي في سفارة دولة فلسطين في لبنان ماهر مشيعل، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية علي فيصل، ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة، ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان ابو عماد الرفاعي، رئيس المجلس الاسلامي الفلسطيني في الشتات فضيلة الشيخ محمد نمر زغموت، امام مسجد القدس فضيلة الشيخ ماهر حمود، امين عام منظمة العمل الشيوعي في لبنان محسن ابراهيم، مسؤول التنظيم الشعبي الناصري اسامه سعد، ممثلو الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية وفصائل م.ت.ف وتحالف القوى الفلسطينية، ممثلو المنظمات الانسانية والحقوقية، ممثلون عن الحزب القومي السوري، عائلة الفقيد واولاده ولفيف من الاهل والاصدقاء والاقارب وحشد من محبي الفقيد.
وفي مقبرة الشهداء القى قبعة كلمة السيد الرئيس محمود عباس جاء فيها:
بســم الله الـرحـمن الــرحــيم
"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدّلوا تبديلاً"صدق الله العظيم
الأخت الفاضلة السيدة أم ماهر، رفيقة درب الشهيد، الأخوة والأخوات الأفاضل أبناء وأشـقاء الشـهيد القائـد، الأخـوة والأخـوات آل اليمـاني الكرام...
الأخوة والأخوات الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باسم رئيس دولة فلسطين الأخ القائد محمود عباس "أبو مازن" رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطيني... وباسم الأخ سليم الزعنون "أبو الأديب" رئيس المجلس الوطني الفلسطيني... وباسم زملائي ورفاقي أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني... وباسمي شخصياً، أتقدم منكم جميعاً بأحر التعازي القلبية بوفاة أحد أبرز قادة الثورة الفلسطينية المعاصرة وأحد مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأخ والرفيق المناضل الشهيد أبو ماهر اليماني... شهيد فلسطين وضمير ثورتها كما قال عنه الأخ الشهيد أبو عمار، رحمهما الله.
الأخــوات والاخوة الأعــزاء،،
أيـتها الرفيقات... أيها الــرفاق،،
نقف اليوم والحزن يخيم علينا جميعاً في وداع رجل من أعز الرجال، وأصلب الرجال، وأكثرهم عشقاً لفلسطين التي عاش جزءاً من حياته فيها وارتحل عنها قسراً، ولكنها لم تفارقه أو يفارقها لحظة واحدة على مدى سنين عمره، فقد عاش لها ولم يفارقها لحظة واحدة على مدى سنين عمره، فقد عاش لها واستشهد من أجلها، وكانت الحاضرة دوماً في ضميره ووجدانه... وباختصار، فقد كانت فلسطين البوصلة التي بها يهتدي ويهدي الآخرين، وكانت الصراط الذي سار عليه ولم يحد عنه يوماً، ولهذا أقول لقد فقدت فلسطين وشعبها الأبي والأمة العربية جمعاء لا بل وكل الأحرار في هذا العالم أحد الأبناء الأبرار وأحد أبرز المدافعين عن الحرية والكرامة ورفع الظلم عن المظلومين، وفي المقدمة منهم الشعب الفلسطيني المناضل قاسي ويقاسي أبشع أشكال الظلم والاضطهاد ألا وهو ظلم الاحتلال الإسرائيلي الغاشم الذي لم يشهد التاريخ ظلماً أكثر بشاعة منه، والذي لازال مستمراً بأشكاله المتعددة من هذا الشعب منذ ما يزيد على قرن من الزمان.
لقد ارتحلت أيها الأخ والرفيق والصديق والقائد أبا ماهر عن هذه الدنيا وفي القلب غصّتان،،، غصة الاحتلال وغصة الانقسام، فقد كنت تحلم بالعودة إلى أرض الوطن،،، أرض الآباء والأجداد ولم تفقد الأمل يوماً، وكانت قناعتك وإيمانك بالنصر والتحرير قناعة راسخة لا تشوبها شائبة، ولكن ما زاد حزنك إلى جانب عدم تحقيق حلمك بالعودة هو الانقسام الذي ضرب الوطن، والذي أراد منه الأعداء ضرب وحدتنا الوطنية المقدسة والتي كانت على الدوام أحد الثوابت الوطنية في نظرتكم الاستشرافية الثاقبة والتي لم تفرط بها أبداً واعتبرتها أحد أهم شروط الانتصار.
أبــا مـاهر،،، أمّا وقد رحلت عنا ولازال شعبنا يرزح تحت الاحتلال ويقاسي ويلات التهجير، وزادت عليها ويلات الانقسام، فإننا في هذا المقام المجلل نعاهدك بأننا على العهد باقون، ولن نتراجع عن الأهداف التي من أجلها ناضلت، وبقيت قابضاً عليها كالقابض على الجمر، فها هي الأجيال التي زرعت فيها بذرة الثورة يحملون الراية ويرفعونها عالياً، ويقسمون ليل نهار بأنهم سيستمرون في حملها حتى يرفعونها على أسوار عكا والقدس التي تقف شامخة في وجه المحتلين الصهاينة تعلن بمليء الفم،،، نحن هنا،،، وسنبقى هنا ما بقي الزيتون والبرتقال،،، وما بقي الزعتر وأشجار الغار،،، سنبقى شواهد على عظمة هذه الأرض المقدسة التي ما دخلها محتل إلا وخرج منها مهزوماً طال الزمان أم قصر.
أما وحدتنا الوطنية والتي تشكل أحد أهم ثوابتنا الفلسطينية فإننا نعاهدك على بذل كل غالٍ ونفسي من أجل رأب صدعها والحفاظ عليها كما نحافظ على حدقات عيوننا،،، صحيح ان الانقسام طال، ولكننا أكيدون بأن وحدة الصف قادمة لا ريب فيها، لأن ما يجمعنا ويوحدنا أكبر بكثير مما يفرقنا ولن ندخر جهداً من أجل استعادة وحدتنا الوطنية ضمانة انتصارنا من أجل العودة ودحر الاحتلال، ليس بالمفاوضات وحدها التي لن نستأنفها مادام الاستيطان لم يتوقف، وإنما بكل أشكال النضال.
نم قرير العين يا أبا ماهر، فرفاقك واخوانك وأبنائك على العهد باقون، ولئن كان تراب لبنان الشقيق الذي عرفك مناضلاً ومدافعاً عن عروبته سيحتضنك مؤقتاً، فإننا على يقين بأن اليوم الذي سننقل فيه رفات جسدك الطاهر إلى أرض سحماتا في فلسطين الحبيبة لن يطول انتظاره، وسترقد هناك بالقرب من شواطئ عكا الجميلة وأسوارها التي تكسرت على حجارتها هجمات الغزاة المحتلين، وستنبت سنابل القمح مع أزهار النرجس والحنون فوق وحول ضريحك الذي سيبقى نبراساً حياً، ليس فقط لأبناء الشعب الفلسطيني الذي أحبك وأحببته، وإنما لكل الأحرار في كل مكان، يستلهمون منك حب الشعب وحب الوطن وروح الثورة ضد الظلم والطغيان والاحتلال.
إلـــى جــنات الخــلد يا أبـا مـاهر بطـلاً من أبطـال الأمـة ورمـزاً من رموز الثـورة، وعزاؤنـا بأنك تركت فينا من سيحمل المشعل والراية وسيقبض على الجمر حتى يوم النصر والتحرير الذي هو حتماً آت... آت... آت... مهما طـال الانــتظار
المجد والخلود لشهيدنا القائد ولكل شهداء الأمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها