التفاف شعبي حول حركة فتح في ذكرى انطلاقتها ومشاركة فعَّالة من الأهالي

تنفيذاً للبرنامج الاحتفالي الذي اعتمدته المناطق التنظيمية انشغلت الشعب التنظيمية وكافة الاطر الحركية العسكرية والنقابية والشعبية والمؤسسات بالتحضير لهذا الحدث السنوى الذي يحمل اسمى المعاني النضالية لدى ابناء الشعب الفلسطيني، فهذه الذكرى هي ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية، وبداية مسيرة الكفاح الوطني، والاعلان عن استعادة الهوية الفلسطينية النضالية ، وتجسيد الكيان السياسي الفلسطيني.

المخيمات الفلسطينية والتجمعات الفلسطينبة كافة على موعد مع هذا الحدث الوطني الذي يحتفل به شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات واللافتات والرايات، والاعلام تملأ الشوارع والجدران، والملصقات على اختلافها تذكَّر بقوافل الشهداء، والقيادات التاريخية، والطوابير من الكشافة، والاشبال والاخوات والطلاب والاندية والهلال الاحمر يتوافدون إلى اماكن التجمع وهم كتلة من الحماسة والشوق لإحياء المناسبة.

جماهير شعبنا الفلسطيني على إختلاف مشاربهم السياسية يشاركون حركة فتح ببهجتها وسعادتها لأنهم يعتبرون هذه الانطلاقة هي إنطلاقة الثورة الفلسطينية، وأنَّ حركة فتح هي العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية، الساحات المعدة للتجمعات بالمشاركين وخاصة القيادات والكوادر من مختلف الفصائل الفلسطينية والاحزاب والقوى اللبنانية وقيادة حركة فتح وكوادرها وضباطها وعناصرها، فهذا اليوم هو يوم عرس وطني  لأنه اليوم الذي استعاد فيه شعبنا الفلسطيني كرامته، وعزته، وكيانه وهو الذي  شكل فاتحة عصر جديد.

ففي منطقة صور إنطلقت مسيرة جماهيرية حاشدة في مخيم الرشيدية تقدمتها الفرقة الموسيقية وطوابير من الكشافة، والاشبال، والاندية، والطلاب والاخوات والهلال الاحمر، وشاركت فيها مختلف الفصائل الفلسطينية. وقد تقدم المسيرة الجماهيرية الأخ ابو احمد زيداني أمين سر اقليم لبنان واعضاء الاقليم ومسؤولو الفصائل الفلسطينية وممثلون عن الاحزاب الوطنية واللجان الشعبية، والاتحادات وأصحاب الفضيلة والمؤسسات وضباط وكوادر حركة فتح وقد قام الأخ ابو نبيل ديب بالتعليق السياسي على موكب الطوابير المشاركة.

كلمة حركة فتح ألقاها الأخ أبو أحمد زيداني وقدمه الأخ محمد سرور الذي أكد على الدور الريادي الذي تميَّزت به حركة فتح منذ انطلاقتها كم أَشاد بالقيادة التاريخية للحركة التي قادت الكفاح الوطني الفلسطيني، وتحَّملت مسؤولية المشروع الوطني الفلسطيني. الاخ ابو احمد زيداني اكد مايلي : في الذكرى السادسة والاربعين لطلقات الرجال  الرجال الذين قرروا كسر كل المعادلات ، لكم الوعد والعهد بأن نصون فتح وأن نرخص الدماء من اجل حماية مشروعها الوطني ، هذا هو الوعد الفلسطيني ، سنصون هذه الحركة العظيمة من اي سوء ومن كل سوء أياً كان مصدر هذا الشعب ولأنها حركة الرجال الذين اتقنوا ضبط بوصلة الثوابت والمسلَّمات ، ايها الفتحاويون تمسكوا بثقافة ياسر عرفات أبو عمار، أيها الفتحاويون تحصَّنوا بنبل أبو جهاد، ايها الفلسطينيون مشروعكم الوطني بأمان، لأنه بين يدي الأمين المؤتمن قائدنا الاعلى محمود عباس ابو مازن، ولأنكم الشعب الذي قال عنه ياسر عرفات أنه اكبر من قيادته عزِّزوا ذاتكم بوحدة حقيقية تستند لبرنامج سياسي واضح يعزز فيكم القدرة على مواجهة الاخطار، تحية لكل فرسان الوطن، لكل فتحاوي خلف القضبان، لكل اسير ونخصُّ بالذكر مروان البرغوتي، لكل فتحاوي في غزة الصابرة على الجرح، لكل فتحاوي في الضفة الغاضبة يرفض الذل والهوان ومن كل ابناء هذه الحركة العظيمة الف انحناءة.

للبنان وشعب لبنان، وحضارة لبنان، وجيش لبنان، ومقاومة لبنان، لكم الوعد الفلسطيني ان نلتزم احترام وسيادة وامن وسلم لبنان. وسنعمل على صون سلمنا في المخيم لنعكس سلماً في المحيط....

لجنوبكم، لهضابكم لشتول تبغكم الف سلام.

ثم أضيئت الشعلة شعلة الثورة الفلسطينية التي لا تنطفئ الشعلة السادسة والاربعون من المسيرة التي قادها الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات ابو عمار.

وبعد ذلك تمّ استعراض الطوابير التي مثّلتْ مختلف مكونات الحركة والفصائل الشبابية وانطلقت المسيرة الجماهيرية وطافَتْ شوارع المخيم مع التعاطف والتفاعل الجماهيري  من الأهالي احتراماً وتقديراً لهذه المناسبة التي ترمز لعنوان الثورة وقائدها الرمز ياسر عرفات. كما قام وفد قيادي من المسيرة الجماهيرية بوضع أكاليل على أضرحة الشهداء وإطلاق واحدٍ وعشرون طلقة تكريماً للشهداء.

اما في مخيم البص فقد احتشدت جماهير المخيم في الساحة ألمعدة لانتظار ساعة الانطلاقة، كما تم تنظيم طوابير الكشافة والأشبال والاخوات والطلاب وحملة المشاعل وغطَّت الاعلام والرايات وصور الرئيس الشهيد ابو عمار والرئيس ابو مازن والشهيد ابو جهاد المسيرة الجماهيربة التي تقدمها الاخ بلال أصلان والاخ سمير زيداني أمين سر الشعبة والاخ محمود سالم وأعضاء المنطقة والشعبة، وكوادر حركة فتح وممثلو الفصائل الفلسطينية والاحزاب والقوى اللبنانية الصديقة وممثلون عن الانروا كما شارك أصحاب الفضيلة واللجان الشعبية والاتحادات والمؤسسات. لقد قامت قيادة الحركة والفصائل يإيقاد الشعلة للذكرى الساديسة والاربعين وبعدها انطلقت المسيرة الجماهيرية الحاشدة عبر شوارع المخيم. احتشدت الجماهير على طرفى الشارع ترحب وتحي حركة فتح في ذكرى انطلاقتها، وعبرت عن فرحتها وتضامنها، انتهت المسيرة بكلمة حركة فتح القاها الاخ يوسف زمزم بعدّ ان قدمه ألاخ ابو ربيع سلام حيث أشاد الأخ العقيد ابو ربيع بالدور التاريخي الذي لعبته حركة فتح في حياة ومصير الشعب الفلسطيني واستعادة كيانه السياسي. كما أشاد بالقيادة التاريخية للحركة وخاصة الشهيد الرمز ياسر عرفات والرئيس ِأبو مازن المتمسك بثوابت الشهيد ياسر عرفات. فقد بدأ الاخ يوسف زمزم كلمته بالتذكير بالدور التاريخي للحركة وانجازاتها الوطنية، وخاصة وضع القضية الفلسطينية في موقعها الطبيعي كقضية سياسية ورفض الوصاية والتبعية، واطلاق الكفاح المسلح، وتقديم عشرات الآف الشهداء، ثم قال: لقد رفعنا بندقية الثائر بيد  وغصن الزيتون باليد الاخرى، وقلنا للمقاومة اشكال متعددة، ولها اهداف سياسة إنَّن المعركة السياسية لا تقل ضراوة عن المعركة العسكرية، وقاتلنا بشرف وفاوضنا بشرف حتى تمكنا من بناء السلطة الوطنية تمهيداً لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. واضاف ان العدو الصهيوني يستغل الانقسام ويحرص على بقائه لانه المستفيد الوحيد منه، فيهوِّد القدس، ويعتدي على المقدسات ويواصل بناء الجدار والمستوطنات ويهدم المنازل ويصادر الاراضي، وها هو في الذكرى الثانية لعدوانه على قطاع غزة الذي راح ضحيته الآف الشهداء والمعتقلين وتدمير آلاف المنازل وتشريد آلاف العائلات يستعد لعدوان جديد. وحول الذكرى قال: في ذكرى الانطلاقة نتوجه بالتحية إلى شعبنا العظيم وقيادتنا التاريخية وفي مقدمتها حامل الامانة الرئيس القائد محمود عباس المتمسك بالثوابت الذي يقود المسيرة بحكمة وشجاعة على نهج الشهيد الرمز ابو عمار مؤكدين على دعم مواقفه في رفض المفاوضات في ظل الاستيطان ورفض الدولة اليهودية والدولة ذات الحدود المؤقتة. وحول العلاقة مع الشعب اللبناني أكد انه في ذكرى الانطلاقة نتوجه بالتحية والتقدير إلى الشعب اللبناني الشقيق الذي قدم الغالي والنفيس لقضيتنا الفلسطينية مؤكدين على وحدة الدم والمصير في مواحهة العدو الصهيوني الغاشم الذي يترَّبص بنا جميعاً. وفي الوقت الذي نؤكد فيه اننا ضيوف مؤقتين في لينان نلتزم النظام والقانون والحياد الايجابي دون التدخل في الشؤون الداخلة اللبنانية. فأننا ندعو كافة القوى السياسية والدينية إلى المحافظة على وحدة لبنان واستقراره بعيداً عن الخلاقات والفتن حتى يتفرغ لدفاع عن حدوده ويكون إلى جانب قضيتنا العادلة لحين عودتنا إلى ديارنا .

وفي مخيم برج الشمالي فقد توافدت جموع شعبية من ابناء المخيم إلى ساحة قاعة الشهيد عمر عبد الكريم، وقد غصَّت الساحة بالحضور، امام الطوابير من الكشافة والاشبال والطلاب والاخوات والأندية من حركة فتح، ومن الفصائل الاخرى اصرَّت على المشاركة لأنها تعتبر هذه المناسبة الوطنية تعني الشعب الفلسطيني بأسره فقد انتلقت المسيرة  بعد إضاءة الشعلة السادسة والاربعين بحضور الاخ ابو باسل امين سر شعبة البرج الشمالي والاخوة ممثلو الفصائل الفلسطينية والاحزاب والقوى اللبنانية والأخوة أعضاء المنطقة والشعب والكوادر والضباط من حركة فتح والفصائل الاخرى. الأخ ابو باسل ألقى كلمة حركة فتح حيث توجَّه بالتحية والتقدير إلى قوافل الشهداء والجرحى والاسرى كما حيَّا القيادة التاريخية للشعب الفلسطيني وفي المقدمة الشهيد الرمز ياسر عرفات والرئيس ابو مازن المتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية كما جاء فيها :

اولاً: إننا نؤكد دعمنا للمواقف السياسية التي يتبناها الرئيس ابو مازن وهي المواقف الملتزمة بالثوابت.

ثانياً: نؤكد التزامنا بمواصلة كفاحنا الوطني حتى يتمَّ دحر الاحتلال الصهيوني البغيض.

ثالثاً: حق اللاجئين في العودة إلى أراضيهم.

رابعاً: ضرورة أَن تكون اي مفاوضات مستقبلية قائمة على وجود مرجعيات دولية وسقف زمني محدد ووقف الاستيطان بكافة اشكاله وتواجده.

خامساً: نؤكد تمسكنا بالموقف الرسمي المعلن من قيادتنا برفض الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقتة.

سادساً: نؤكد دعمنا لاهلنا في الداخل بمقاومتهم

سابعاً: حرصاً وايماناً منا بضرورة انجاز المصالحة الوطنية وتحقيق الوحدة وانهاء حالة الانقسام المدمرة نقول للاخوة في حماس آن الآوان ان تأخذوا قراركم بالتوقيع على وثيقة المصالحة

ثامناً: ان حكومة نتنياهو لا تؤمن بالسلام وإنما تؤمن بالإبادة العسكرية والاقتلاع والتهجير، وترفض قرارات الامم المتحدة لذلك فإنَّ خيار المقاومة حق مشروع بكل الوسائل لدحر الاحتلال.

وشعبة الساحل فقد توافدت الجموع من كفربدا وابو الاسود والشبريحا والبيسارية والواسطة والعيتانية إلى مخيم القاسمية حيث كانت طوابير الكشافة والاشبال والاخوات والطلاب بالانتظار وهي تحمل الاعلام والرايات واللافتات وصور الشهداء كما تزينت الجدران بالملصقات على اختلافها، والأغاني الوطنية عبر الميكرونات تشحن الجموع المحتشدة بالحماسة الثورية .

انطلقت المسيرة الحاشدة يتقدمها الاخ اللواء ابو على طانيوس والاخ ابو فادي منوَّر أمين سر شعبة الساحل والاخوة ممثلو الفصائل الفلسطينية واللبنانية، والاخوة أعضاء المنطقة والشعب واللجان الشعبية والمؤسسات. اضيئت الشعلة السادسة والاربعون وسط اجواء حماسية وهتافات ثورية. ثم قدَّم الاخ محمد بقاعي بكلمة اكد فيها على الموقف السياسي وعلى الثوابت الوطنية الفلسطينية، وعلى اهمية تحقيق المصالحة الوطنية. وأن حركة فتح هي التي اضاءت طريق الثوار بزعامة الشهيد الرمز ياسر عرفات الذي اختار طريق العزة والكرامة. ثم القى كلمة حركة فتح الاخ حسين زيدان عضو شعبة الساحل حيث قال: تطلَّ علينا الذكرى السادسة والاربعون لانطلاقة الثورة الفلسطينية، انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني  فتح، في ظل هجمة استيطانية متوحشة تجتاح الاراضي الفلسطينية، والتهديد بشن عدوان جديد على قطاع غزة، تطل علينا الذكرى في ظل ضغوطات من اجل استئناف المفاوضات في ظل الاستيطان، وتطل علينا الذكرى وشعبنا ما زال يعيش حالة الانقسام، ولكن بالمقابل شعبنا مازال صامداً يتحدى المؤامرات والقيادة مازالت متمسكة بحقوقها، وبفضل هذا الصمود تتوالا الاعترافات الدولية بدولتنا الفلسطينية وتتشبث بالحقوق مثل تشبث الزيتون بالارض، وتتعالي على الجراح من اجل الوحدة الوطنية، وترفض الاستسلام والخضوع والتبعية وتتمسك بالقرار الوطني المستقل ففتح هي الارادة والصمود فتحية إلى كل فتحاوي تحية لفتح برجالها وابنائها واشبالها وزهراتها وشهدائها واسراها وجرحاها .

كما وحه الأخ توفيق عبدالله أمين سر منطقة صور رسالة الى المخيمات بمناسبة الذكرى السادسة والاربعين للانطلاقة جاء فيها :

1-لا بد من التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيداً لشعبنا الفلسطيني المناضل ونؤكد على الوحدة الوطنية الجامعة وكما ندعو حركة حماس إلى الاسراع بالتوقيع على ورقة المصالحة لمواجعة العدو الصهيوني الذي يستغل الانقسام ويهوَّد القدس ويبني المستوطنات ويهدد بعدوان جديد على قطاع غزة في ذكرى الانطلاقة، نؤكد على دعم موقف القيادة الفلسطينية، بعدم العودة إلى المفاوضات في ظل الاستيطان، ورفض الاعتراف بالدولة اليهودية، وضرورة اللجوء إلى خيارات بديلة، امام التعنت الاسرائيلي كالذهاب إلى مجلس الامن، والجمعية العامة للامم المتحدة، ومطالبة المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، في حدود الرابع من حزيران عام 67، وعاصمتها القدس، والضغط على اسرائيل لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

نتوجه بالتحية والتقدير، إلى الشعب اللبناني الشقيق، الذي قدم لشعبنا وقضيتنا الفلسطينية الغالي والنفيس، ونؤكد لهذا الشعب العريق وكافة قياداته على وحدة الدم والمصير في مواجهة العدو الصهيوني المتغطرس الذي يتربص بنا جميعاً.

وندعو إلى وحدة شعبنا اللبناني، وقواه السياسية ارضاً وشعباً ومؤسسات، وإلى الاستقرار والسلم الاهلي، لاننا بحاجة إلى لبنان سيداً معافى بعيداً عن الفتن والخلافات حتى يتفرَّغ للدفاع عن حدوده في وجه العدو الصهيوني، ويكون كما كان دائماً إلى جانب قضيتنا الفلسطينية العادلة، لحين عودتنا إلى ديارنا.

في ذكرى الانطلاقة نؤكد على ان حركة فتح ستبقى على الوعد والعهد، وهي الحريصة على المشروع الوطني الفلسطيني والوحدة الوطنية، والثوابت الوطنية حتى تحقيق أهداف شعبنا في العودة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.