أضرار كثيرة, محلية فلسطينية, وعربية واسلامية لحقت بقضية القدس, اما نتيجة لرؤى ومواقف سلبية, او عوامل ذاتية محلية, اضافت على واقعها باعتبارها عاصمة فلسطبن المحتلة، ظروفا ليس من السهل تفكيكها الا بعلاج جذري للعناصر الثلاثة وهي المواقف والرؤى, العوامل المحلية وثالثها الاحتلال.

اشد هذه الأضرار فتاوى اصدرها شيوخ ورجال دين مسلمون ومسيحيون حرمت على العرب والمسلمين زيارة “ القدس المحتلة “ فساهمت هذه الفتاوى والمواقف السلبية التي صدرت تحت يافطة مقاومة التطبيع!! بعزل المدينة المقدسة ومئات آلاف المقدسيين الفلسطينيين, اذ ضربت طوقا بلوكات فتاوى التحريم والتخوين جدارا آخر بعد جدار الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني الاسمنتي... وقللت من حجم التضامن الفعلي , فالدول والحكومات والمؤسسات والجمعيات والمنظمات وحتى الأشخاص الراغبون بدعم القدس قد تكون لديهم الرغبة بذلك ويريدون فعلا تقديم هذا الدعم مباشرة, ابتداء بفعالية ثقافية وانتهاء بالدعم المادي وما بينهما من مئات اشكال الدعم المعنوي والمادي.. لكنهم يصطدمون بحائط الفتاوى المرفوع على قواعد تحريم لانعرف من أين أتى بها “ شيوخ الممانعة “ !.. فان لم يكن تعاون المؤمنين العيني والمادي والمعنوي مباشرا مع المؤمنين المظلومين في اوقات الشدة مباحا, فمتى سيكون ؟! ام أن هؤلاء ينتظرون خراب القدس العربية أو تحريرها بعد ان تصبح اطلالا ليحللوا وصول المؤمنين اليها ؟!.

قد يقول قائل ان كثيرا من العرب والمسلمين لا يعيرون فتاوى المنع المسيسة هذه, لكنهم يصطدمون بتعدد المرجعيات في القدس, وهذا منطق وموقف حافل بالموضوعية, فالداعمون العرب والمسلمون يتطلعون لرؤية مرجعية واحدة موحدة تنضوي تحت لوائها كل الارادات الفلسطينية في المدينة المقدسة الهادفة لدعم صمود المقدسيين وحماية المقدسات المسيحية والاسلامية في المدينة وارثها التاريخي والحضاري والثقافي من التهويد. فالمعالجة الجذرية لجدار الفتاوى الشائك المكهرب هو فضيلة تتمثل باعلان مباشر من أصحابها يعترفون فيه بخطأ تقييمهم لأمور واحوال القدس والتراجع عن الفتاوى المعضلة, لتفتح الطريق أمام معالجة جذرية لمشكلة تعدد المرجعيات التي يتخذها البعض ذريعة للقفز فوق الفتاوى والمواقف السياسية المعلنة لدول وحكومات, او التحايل عليها، لكن هذا المنطق اثبت فشله وانعكس بازدياد ازمات المقدسيين ومعاناتهم, وفضح مصادر التشكيك بمؤسسات فلسطينية رسمية تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية تتولى مهمة ملف القدس ودعم المقدسيين.

اما موضوع الاحتلال فان دعما عربيا رسميا وشعبيا سياسيا لجهود القيادة الفلسطينية, والدفع باخلاص نحو مصالحة ووحدة وطنية فلسطينية ودعم توجهات وخطوات القيادة الفلسطينية, والمقاومة الشعبية السلمية, وكبح جماح اية محاولة من جماعة او حركة او حزب او دولة أو قوى اقليمية أو دولية للتدخل بالشأن الداخلي الفلسطيني كفيل بمساعدة الفلسطينيين على نيل استقلالهم وحريتهم والتخلص من الاحتلال وقيام دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية, أما أخذ قضية فلسطين عموما والقدس خصوصا كيافطة للبزنس السياسي والتحشيد الشعبي فانه سيعجل باسقاط القدس في مشروع التهويد الى يوم غير معلوم, وعندها لن تنفع الفتاوى ولا المرجعيات المتنازعة