هل اخطر من المفاهيم التي يروجها الشيخ اسماعيل هنية فيفرق بعباراته  التمييزية بين الفلسطيني والفلسطيني ، كمن يشق الجسد من اعلى جبهته الى قاعدته بنصل عبارات عنصرية حادة؟!.يصف عسكر حماس بالذين تربوا على موائد القرآن ، وانهم ذوي عقيدة وطنية  ، فيضرب بلغة عنصرية تمييزية أجهزة ألأمن الوطني الفلسطينية بلغة الايحاء المباشر ، فهو قد قال في لقاء مع عسكره الانقلابيين: 'الأجهزة الأمنية التي أقيمت على أساس وطني وعقيدة وطنية يجب أن تبقى حاضنة لأي عمل أمني بالمستقبل في ضوء الحديث عن مصالحة ووحدة وطنية'، ثم مضى فقال :' هذه شرطة نظيفة اليد واللسان ونحن لسنا مؤسسة أمنية ذات علاقة مع الاحتلال ، ولا يربطنا به تنسيق أمني أو نعقد اجتماعات أمنية مشتركة بل هذه الشرطة تربت على موائد القرآن'.!!.يفرز الشيخ بهذه الأقوال الأخطر الفلسطينيين الى مؤمن في خانة حماس وكافر في خانة ( الأغيار )الى وطني في خانة القاتل لأخيه الفلسطيني المنقلب على السلطة ومؤسساتها وقانونها الأساسي ، وخائن في خانة المطلوب اطلاق النار  عليه في كل مناسبة الرصاص الحي والرصاص الكلامي  ، الى حسن السلوك المدموغين على جبهاتهم بخاتم حماس ، ومجرم في خانة العاقل ، المتعقل ، العالم المدرك ، المتاصل بقيم الأخلاق ومن لا يخضع لتعاليمهم ومفاهيمهم بلا نقاش او جدل !. ذات مرة بعد فوز جماعته في الانتخابات التشريعية قال :' سنسامح مثلما فعل رسول الله عندما فتح مكة ' فكتبنا حينها لستم فاتحين ولا نحن كفار قريش ، وقبل ايام قال عن قوات الأمن الوطني كلاما لا يليق أن يصدر عن شيخ يعتلي منبرا أو نائب في المجلس التشريعي او قيادي فلسطيني ، فكتبنا  ان قوات الأمن وطنية لا تنتظر شهادة منه ، فشهادات جنرالات الاحتلال على بطولات افرادها وضباطها ، وشهادات  الشهداء والجرحى والأسرى منهم  اصدق وابلغ ، لكن الشيخ اسماعيل تمادى الى حد التمييز العنصري فهو يميز عسكره على اساس ثقافي ديني  رغم ان هذا التمييز ليس موجودا الا في ذهنه كصانع فتنة تماما كما فعل  اثر عودته من تونس عندما اختلق ' فرية ' كذبة على الرئيس ابو مازن سنكشف للعالم غدا انها افتراء مطبوخ في فرن الدجل الذي ارادته قيادات حماس ثقافة سائدة في مجتمعنا .يشكك الشيخ اسماعيل هنية بإيمان ووطنية عشرات الآلاف من افراد وضباط وقادة الأجهزة الأمنية ، فيمنح عسكره الانقلابيين صكوك الاطمئنان على بقائه وان واحدا منهم لن يخضع للمحاسبة على جرائم القتل التي اقترفها فيغطيه بيافطة المتربي على موائد القرآن ، فلو أن عسكر اسماعيل هنية قد تربوا على موائد القرآن لما ذهبوا الى حد التمثيل بجثامين الشهداء وسحلهم ، وقصف بيوت العبادة  وتدميرها فوق رؤوس العباد ، فبئس الوطنية  والتربية على مثل هذه الموائد اذا كانت نتائجها انقلابات دموية وانقسامات في الجغرافيا السياسية للوطن , وبقاء العداء والخصومة سيد الموقف بين العائلات والعشائر فاسماعيل هنية بهذا الخطاب التمييزي الخطير  انما يبشر جماعته ، بأن لا مصالحة ولا وحدة وطنية ولا عودة للأجهزة الأمنية الشرعية ، ولا مصالحة مجتمعية ، فهو يسعى لتفوق عسكره بالقوة والعدد والعدة  وابقائها فوق القانون ، لأن سيادة القانون يعني افراغ اجهزة حماس الأمنية من معظم رجالها ، لكوزنهم قد اشتركوا في عمليات اغتيال وجرائم خارج الحكم القانوني ، ولأنها بالساس  اجهزة لاشرعية ، اذ نص اتفاق المصالحة على شرعية ثلاثة اجهزة هي : جهاز الامن الوطني او قوات الامن الوطني، والامن الداخلي الذي يشمل الامن الوقائي والشرطة والدفاع المدني وجهاز المخابرات العامة الفلسطينية'. وغير ذلك فانه خارج على القانون .على مهلكم شيخ اسماعيل ، فانتم قد بلغتم من الاستكبار مالم يرضاه فلسطيني عاقل .واياكم ولعبة التصنيف والتمييز العنصري على اساس مؤمن وكافر او وطني وخائن ، فهذه كالرصاص المرتد ينفجر في وجه مطلقه لو علمتم . فكفى تخريبا بمقومات وحدتنا الوطنية   يا شيخ . فموائد القرآن موائد رحمة ومدة ووحدة وطنية لا موائد انقسام لشرعنة الاجرام . فالانقلاب على الشرعية جريمة شئت او ابيت .