لا أدري لماذا أتخيل فوراً الخمارات والمواخير، وعلب الليل، كلما سمعت باسم هذا الرجل (ليبرمان) هكذا توحي لي صورته الفظّة عندما أراه بعينيه الجاحظتين، كأنه خارج للتو من خمارة سكيراً معربداً مترنحا"ُ، أليس أبوه من قبله سمساراً وتاجر خمرة وهو على اي حال جاء من ذاك العالم السفلي، ونشأ وترعرع في كنف تلك العتبات! فوجوده في مخمر السياسية الاسرائيلية يجعله يظن ان الأمر مثل كأس الخمر، هذا القبيح يتحفنا كل يوم بتصريح رذيل على شاكلته. فقد دعا في مقابلة مع الاذاعة العامة الاسرائيلية،6/9 الى عدم تجميد "الاستيطان"، وعن الحقوق الفلسطينية الاساسية قال بأنها قضايا عاطفية، كالقدس واللاجئين وشبهها "بالاستيطان" وبيهودية الدولة ( اسرائيل) يصعب حلّها، وشكك في علمية التفاوض وصعوبة الوصول الى اتفاق مع الفلسطينيين خلال عام، ولا حتى في "الجيل المقبل"، مشدّداً على ان حزبه (اسرائيل بيتنا) سيمنع تمديد قرار التجميد للمستوطنات، ووصف تحذير الرئيس ابو مازن بالانسحاب من المفاوضات في حال لم يتم تمديد التجميد وصفه بأنه يمثل "لغة تهديد وكراهية" وانه (ابو مازن) يقف على ارض مهتزّة."فالباشا بق البحصة، فهو يريد اتفاقاً انتقالياً طويل الامد، وقيام دولة فلسطينية بحدود مؤقتة"، وآخر هرطقاته التخلي عن الأرض مقابل السكان ووضع قضية فلسطينيي ال 48 على طاولة المفاوضات للتخلص من مليون ونصف المليون في أراضي ال48، والذي يتسنى له ان يبقى هناك يبقى دون حق المواطنة، أي درجة ثالثة وربما أقل! وكأن الارض التي يقف  عليها هذا الأخرق  ملكاً له ولأجداده المغتصبين؟  فهو يفصّل كما يريد ونحن نلبس، هكذا يتراءى له؟ كأنه حاكم أوحد وعلى الاخرين السمع والطاعة! من الصعب فعلاً الوصول الى حل مع عقلية سوقية وغبية كهذه العقلية حين تقلب الحقائق رأساً على عقب؟ ويصبح صاحب الحق هو الجلاد والغاصب؟ فالمنطق يقول أنه آن الأوان لان يكون هناك قرارات حازمة من المجتمع الدولي – اميركا – الرباعية – مجلس الأمن، تلزم هذا المتوحش وحكومته بتنفيذ المطالب والحقوق الوطنية الفلسطينية العادلة، وليس التفاوض عليها، والتي لا يمكن التنازل عنها بأي شكل من الاشكال، فالتفاوض استنفذ مفاعيله، ولم يعد ينفع مع هذه الحكومة وهذا الشرير وغيره سوى تنفيذ المطالب الفلسطينية التي باتت واضحة لهم، فمنذ اوسلو 1993، والى وادي عربة، وطابا، وكامب ديفيد وغيرها، لم يبق شيء إلا وتحدّث فيه الطرفان والمواضيع المتنازَع عليها أُشبِعت بحثاً ونقاشاً، ومطالب كل طرف اصبحت معروفة، وأصبح الإسرائيلي وغير الإسرائيلي يعرف ماذا نريد، كما نعرف ماذا يريدون! فلماذا هذا اللّف والدّوران؟ اللهم الاّ اذا كان المراد ان لا يقال ان اسرائيل تتهرب من استحقاق السلام، او ان يكون الهدف انتزاع بعض التنازلات من الطرف الفلسطيني.

فإذا كان الأمر كذلك، فإن الرئيس ابو مازن اعلنها صراحة انه لن يتنازل عن الثوابت الفلسطينية من اجل التوصل الى اتفاق، وأنه سينسحب من المفاوضات في حال واصلت اسرائيل الاستيطان، وقال لصحيفة الايام الفلسطينية 7/9 "لن اسمح بتدمير البلد، ولن أتنازل عن ايٍّ من الثوابت، واذا طلبوا (الاسرائيليون) تنازلات عن حق اللاجئين وعن حدود 1967 فإنني سأرحل، ولن أقبل على نفسي ان اوقع تنازلاً واحداً" وهذا الكلام سمعه أوباما و نتنياهو اثناء اللقاء في البيت الابيض بواشنطن، وتصريحات صائب عريقات قبلاً انصبّت في هذا الاتجاه حين اعلن انه في حال استمرار الاستيطان وعدم تمديد فترة التجميد فإننا سننسحب من المفاوضات والسلطة سترحل وتزول. هذا الكلام الخطير من الرئيس ومن كبير المفاوضين الفلسطينيين يسلط الضوء على دقة المرحلة وخطورتها، يقابله من الطرف الاسرائيلي استخفاف واستهتار من قبل ممثل خارجية العدو. إذا اراد الاسرائيليون التشدد لانتزاع مكاسب، فقد جاء الرّد مبكراً من القيادة الفلسطينية قبل ان يأتي من الشعب الفلسطيني نفسه. فهكذا اراك يا قبيح فلا ترانِ.ِ