سابقة نوعية في انتزاع انتصار مشهود للتراث والهوية الوطنية الفلسطينية في مواجهة العنصرية الاسرائيلية، المدعومة من كل قوى الشر الدولية. المعركة الفلسطينية - العربية ضد تزوير التاريخ والتراث الفلسطيني العربي من قبل دولة الابرتهايد الاسرائيلية جرت على مدار يومين في احد المحافل الاممية. الصراع خاضته وزارة الشؤون الخارجية وبعثة فلسطين في اليونيسكو في المؤسسة الدولية اليونيسكو، المعنية بحماية التراث العالمي.
حققت فلسطين أكثر من انتصار ليس فقط على صعيد التصويت لصالح الموقف الفلسطيني في خمس] مواقع ( قرارات ) حاولت دولة الارهاب المنظم الاسرائيلية الادعاء بأنها «تعود» لما تسميه حكومة نتنياهو «التراث اليهودي»، انما تمكن الوفد الفلسطيني مدعوما من القوى العربية والاممية المؤيدة والداعمة للحقوق الوطنية من تسجيل اختراق متميز لمبدأ التصويت على خمسة قرارات مرة واحدة. لاسيما ان المجلس التنفيذي لليونيسكو لم يمارس عملية التصويت على القرارات منذ عشرين عاما. ورفض من حيث المبدأ التصويت على القرارات الخمسة. ولكن الجهود الكثيفة، التي بذلتها بعثة فلسطين والوزارة مع الدول الاعضاء الـ ( 58 )، كفلت لها احداث الاختراق الايجابي، وتجاوز العقدة، وتم التصويت.
والبعد الآخر من الانتصار، تمثل في حجم التأييد الذي نالته القرارات الخمسة. والتي كشفت هزال الرواية الاسرائيلية الزائفة، وعدم قناعة القوى الدولية بما عرضته. وحتى الدول التي تحفظت، جاء تحفظها نتيجة الضغط، وتهرب من تبعات المواجهة مع دولة اسرائيل ومن يقف خلفها. وليس تحفظا ضد الرواية الفلسطينية أو تنكرا لها.
والقرارات الخمسة، التي تم التصويت عليها على مدار يومين في مقر المنظمة الدولية في باريس، الاول يتعلق بباب المغاربة، الذي حصد تأييد ( 31 ) صوتا واعتراض ( 5 ) وتحفظ ( 17 )، والثاني خاص بالقدس وأيده ( 34 ) واعترضت عليه أميركا وتحفظ ( 19 )، والثالث خاص بالحرم الابراهيمي ومسجد بلال وأيده ( 44 ) واعترضت أميركا، والرابع خاص بالحصار والاعتداء على قطاع غزة، وأيده ( 41 ) واعترضت أميركا، وتحفظ ( 15 )، والخامس خاص بالمؤسسات التعليمية في جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة، وأيده ( 41 ) واعترضت أميركا وتحفظ ( 15 ).
معركة اليونيسكو واحدة من المعارك المهمة لتعرية الرواية الاسرائيلية. ومقدمة لاسقاطها. كما انها ( المعركة ) تمنح الأمل وتفتح الافق أمام القيادة السياسية الفلسطينية لتحقيق مزيد من الانتصارات في المنظمات والمؤسسات الدولية. لاسيما ان هذه الجبهة تحتاج الى مزيد من تكثيف الجهود لتحشيد وبلورة الدعم الدولي في بوتقة جبهة عريضة داعمة للحقوق الوطنية، وفي المقابل الضغط على دولة الابرتهايد العنصرية لارغامها على الالتزام بخيار السلام والتعايش، لطرد شبح العنف والحرب عن فضاء المنطقة.
العبرة من معركة الانتصار في اليونيسكو، تتمثل في الآتي: كلما تم الاعداد المبكر للمعارك مع دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية، وتم تحشيد الجهود الوطنية والقومية والاممية، كان النصر حليف القيادة والشعب والقضية الوطنية. والعكس صحيح.