يتطلع الفلسطينيون الى مواقف حركة فتح وقراراتها عند كل منعطف خطير تمر به القضية الفلسطينية, ليس لأنها العمود الفقري لحركة التحرر الوطنية وحسب, بل لأنها امتلكت قدرة قيادة سفينة المشروع الوطني, وتسعى لارسائها – رغم الأخطار - عند ميناء دولة مستقلة حيث الحرية والاستقلال على ارض فلسطين الوطن الأم... وكذلك السر الكامن في قدرتها على اعادة الولادة من جديد اقوى واصلب وامتن بعد كل معركة استهدفت نزع قلبها العربي, وتشويه وجهها الوطني, وجذورها الانسانية العالمية, ففتح ما كانت لتدوم حاملة معها آمال الشعب الفلسطيني وطموحاته وأهدافه, لو كانت قيادتها فكرت للحظة واحدة بتبعية من نوع ما لمنظومة فكرية او سياسية او ايديولوجية, او حتى اقليمية على حساب الوطنية الفلسطينية.

ينظر الفلسطينيون بأهمية بالغة الى لقاء الرئيس ابو مازن مع الرئيس باراك اوباما في واشنطن, ويعتبرون اللقاء بمثابة محطة تاريخية حسب النتائج التي سيتمخض عنها اللقاء, لكنها- أي نتائج اللقاء - لن تكون نهاية العالم بالنسبة لنا ان كانت سلبية بمعيار حقوقنا وثوابتنا وصلابة موقف الشعب الفلسطيني الذي سيحمله الرئيس ابو مازن الى البيت الأبيض بأحسن صورة للثقة التي قد تمنح لرئيس شعب في العالم, ولن تكون بداية الطريق المفروش بالورود ان جاءت ايجابية حسب مقاييسنا ايضا لادراكنا مدى تغلل اللوبي اليهودي ( الصهيوني ) في واشنطن وتأثيراته على البيت الأبيض والكونغرس , ومعرفتنا المسبقة بخطوط السيناريو الاسرائيلي لقلب المنطقة رأسا على عقب, فلاسرائيل ادواتها في جبهتنا الداخلية القابلة للاشتعال بسرعة, او المسيرة, او المتقاطعة معها بحكم التقاء المصالح في انهاء المشروع الوطني, وضرب شخصية ومصداقية رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره, فالمعنيون المرتبطون بأجندات خارجية، لن يوفروا الفرصة لاسرائيل, فهؤلاء يعرفون ادوارهم, وينتظرون ساعة الصفر.

يعقد المجلس الثوري لحركة فتح دورته الـ 13 في ظروف وصفها بعض اعضائه بالتاريخية, فيما اعتبر آخرون الدورة تاريخية, باعتبار الظروف السياسية الوطنية والعربية والدولية المحيطة بأجواء الدورة, وبحكم تطلعات قواعد الحركة ومعهم الشعب الفلسطيني لرؤية حركة فتح قوية, متزنة, مطهرة من شوائب التجنح, وقد استكملت استنهاضها التنظيمي, وكرست مبادئ الديمقراطية كمنهج للعمل في اطرها التنظيمية, تطور أدواته وأساليبه ليكون نموذجا للتطبيق في الحياة الوطنية الأشمل في مجتمع الدولة المستقلة, ففتح المستفيد الأول من تجارب الشعوب العربية مع انظمتها السياسية, لن تقبل الا ان تكون نموذجا يحتذى للشعب الفلسطيني في كل المناحي, بدءا من مرحلة الكفاح والعمل الفدائي, الى المقاومة الشعبية السلمية الآن, وما بينهما من محطات شاهدة على الديمقراطية في المؤسسات المدنية والقطاعات الشعبية وقواها المنظمة كالاتحادات والنقابات وغيرها في مؤسسات السلطة الوطنية كانتخابات التشريعي, فالأشقاء العرب يحسدون الفلسطينيين على حريتهم في العمل السياسي والثقافي والفكري.. ومن هنا يؤكد اعضاء الثوري – باعتبارهم الممثل المنتخب للقواعد العريضة لفتح على ثقتهم بصلابة موقف الرئيس ابو مازن وبتمسكه بحقوق الشعب الفلسطيني وكأنهم يقولون : ليبق رأسك مرفوعا فأنت رئيس شعب فلسطين.