وضع الجيش الإسرائيلي خططًا في إطار استئناف الحرب على غزة، مشابهة جدًا لمطالب أحزاب اليمين الاستيطاني المتطرف، وتقضي الخطط العسكرية باستدعاء الفرق العسكرية في قوات الاحتياط بشكل مكثف، واحتلال قطاع غزة، وتقليص مساحة تجميع النازحين الفلسطينيين في منطقة المواصي الصغيرة.
وتتضمن هذه الخطط العسكرية نشر سفن مقابل شواطئ غزة، من أجل تشجيع سكان غزة على المغادرة تحت إطلاق النار الإسرائيلي، حسبما ذكر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، يوم أمس الجمعة 2025/03/28.
وأفاد هرئيل، بأن قسمًا من مداولات الجيش الإسرائيلي تجري من دون حضور مندوبي النيابة العامة العسكرية، كي لا تحذر من انتهاكات للقانون الدولي، أي جرائم حرب، وقال ضابط كبير في إحدى المداولات: إنه "لن يدخل أي كيس طحين إلى القطاع في حال لم يسيطر الجيش الإسرائيلي على إمداد المساعدات الإنسانية".
وأشار إلى وجود "عقبة كبيرة" في موازاة الخطط الطموحة للحكومة ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، وهذه ستكون المرحلة الأولى في الحرب الحالية التي لا تحظى بإجماع دعم شعبي كامل.
وأضاف: "تجري مداولات حثيثة في هيئة الأركان العامة، في الأسابيع الأخيرة، حول كيفية مواجهة الظاهرة التي بدأت تتسع، بعدم امتثال عناصر الاحتياط، على إثر التحفظ السياسي حيال إدارة الحرب، وإلى جانب ذلك يوجد رفض خدمة صامت لا يرافقه تصريح سياسي واضح، لكنه موجود عميقًا في العبء غير المحتمل وفي التعامل المجحف للحكومة".
ولفت هرئيل إلى وحدات في قوات الاحتياط التي يمتثل فيها نصف قواتها، بينما تزيّف الكتائب والألوية المعطيات حول ذلك بواسطة "التنازل مسبقًا عن استدعاء المترددين" حيال الامتثال في الخدمة العسكرية، إلى جانب استدعاء المتطوعين الذين ينضمون إلى الوحدات العسكرية.
وبحسبه، فإنه يوجد تخوف في "وحدات مختارة" من عدم امتثال "فريق عناصر احتياط كامل" في الخدمة، والدافع الأبرز للتحفظات المتزايدة في أوساط عناصر الاحتياط يتعلق "بالتخوف الواضح من أن حربًا متجددة تشكل خطرًا على حياة الاسرى المتبقين"، إلى جانب الغضب إثر استئناف الانقلاب لإضعاف جهاز القضاء، وتشجيع تهرب الحريديين من الخدمة العسكرية، وتحويل ميزانيات لصالح مجموعات ذات مصالح، في إشارة لأحزاب الائتلاف وناخبيها.
ونقل هرئيل عن عنصر في قوات الاحتياط يخدم في قطاع غزة، قوله: إن "جيش الاحتياط يتآكل أكثر، وهذا ليس صدفة، فالحكومة ليست قادرة على أن تفسر للجمهور الذي يؤدي الخدمة العسكرية ما هو هدف الحرب، وليس غريبًا أن الذين يعتمرون القلنسوات حاضرون أكثر، على خلفية نسب التجنيد المنخفضة، فهذه حربهم بكل وضوح".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها