في تطور لافت، أشارت تقارير إعلامية إلى أن حركة حماس، عبر وساطة قطرية، طلبت لقاء مع مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتقديم عرض يتضمن السماح لشركات ترامب العقارية وشركات أميركية أخرى بالاستثمار في إعادة إعمار غزة، بما في ذلك إنشاء فنادق ومنتجعات على البحر، وذلك مقابل وقف الحرب، إطلاق سراح الرهائن، وموافقة الإدارة الأميركية على استمرار حكم حماس في غزة. وبحسب المصادر، قدم وفد حماس برئاسة موسى أبو مرزوق ملفًا استثماريًا بقيمة 50 مليار دولار.
الرئيس ترامب أصدر تحذيرًا شديد اللهجة لحماس، مطالبًا بإطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة، مهددًا بعواقب وخيمة في حال عدم الامتثال. وأكد دعمه الكامل لإسرائيل، مشيرًا إلى استعداده لتقديم كل الموارد اللازمة للقضاء على حماس إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن. كما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الإدارة الأميركية أجرت محادثات مباشرة مع حماس لأول مرة، بهدف التفاوض على إطلاق سراح الرهائن الأميركيين والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، شدد على ضرورة نزع سلاح حماس كشرط لأي اتفاق لوقف إطلاق النار. وأعرب عن امتنانه للرئيس ترامب على موقفه الحازم تجاه حماس، معتبرًا أن هذا الدعم يعزز موقف إسرائيل في المفاوضات. ومع ذلك، يواجه نتنياهو انتقادات داخلية، حيث يُتهم بمحاولة استغلال الوضع لتحقيق مكاسب سياسية.
حماس اعتبرت تهديدات ترامب محاولة لتخريب اتفاق وقف إطلاق النار، متهمةً إياه بدعم نتنياهو في التراجع عن الهدنة. كما أشارت تقارير إلى أن حماس أصدرت توجيهات داخلية بتشديد المراقبة على الرهائن، مع التهديد بتصفيتهم في حال تنفيذ عملية إسرائيلية.
المجتمع الدولي يراقب بقلق التطورات في غزة. في حين أن بعض الدول قد ترحب بأي مبادرة تؤدي إلى استقرار المنطقة وإعادة إعمار غزة، فإن هناك مخاوف من أن تكون هذه الخطوات على حساب الحقوق الفلسطينية المشروعة. العديد من الدول العربية أعربت عن رفضها لأي خطط تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، محذرةً من أن ذلك قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها.
العرض المقدم من حماس للإدارة الأميركية يعكس تحولاً في استراتيجيتها السياسية، سعيًا لتحقيق مكاسب اقتصادية وضمان استمرار حكمها في غزة. ومع ذلك، فإن ردود الفعل المتباينة من الأطراف المختلفة تشير إلى تعقيد المشهد السياسي، مما يجعل من الصعب التنبؤ بالمسار المستقبلي للأحداث في المنطقة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها