القتل على خلفية ما يسمى بالشرف، قضية قديمة جديدة وهي شكل من أشكال الاضطهاد للمرأة وعبوديتها في المجتمعات العربية على وجه التحديد كأنها الذبيحة التي يقدمها الرجل دون وجه حق ودون حتى دليل على جريمة لم تقترفها، åبهذا الشكل المريب من العنف غير المبرر لا أخلاقياً ولا انسانياً ولا دينياً، وهو محرم في كل الشرائع وكل الأديان، لكن بعض القوانين الوضعية لا تزال تحمل في تفاصيلها مبررات عادات قديمة وتأخذ بها ما يعطي الجاني فرصة النجاة من جريمته بعقاب غير رادع ولا يشكل اساسا صحيحا لنفاذ القانون فلا يكون العقاب على قدر الجريمة وتبقى الانثى ضحية زمانها وضحية عادات مجتمعات وضعت الانثى في صورة العبودية والرق وبين فكي الوثنية والموت، وعلى هذا الحال لا تزال مجتمعاتنا تسير وتمضي في طقوسها التي تفرض سطوتها على المرأة وما غير ذلك شكليات في الظاهر وبعض الزينة التي تسقط في لحظة واحدة وتتبعثر وتعود العقلية ذاتها مع سبق الاصرار، وهذا هو الواقع المؤلم الذي يفزعنا بين فترة وأخرى بجريمة جديدة، فمرة تقتل المرأة في الشارع ومرة ترمى في البئر وثالثة تشنق أو يتم دفنها في التراب لأخفاء جثتها، والجاني دائماً يجد ذريعته من مفاهيم خاطئة للعادات والتقاليد وللأديان السماوية.
المرأة لا تزال تحاول الوصول الى بعض حقوقها، وهي لا تطلب بأكثر من تلك التي منحها لها الله كانسان له كامل الحق بالحياة تماماً كما الرجل دون انتقاص، وأن تتخلص من وثنيات الجاهلية الاولى التي لا تزال تعاني منها والتي تمثل سطوة الرجال وقهر الرجال لها ولكن حتى اليوم لا تزال تراوح مكانها رغم كل محاولاتها التي لم تفض الى تغيير حقيقي، فلا تغرك تلك الشعارات العريضة التي ترفعها حتى الجمعيات التي تعنى بالمرأة وشؤونها ولا يغرك الشكل الخارجي لأن الواقع غالباً ما يفضح تلك القشور التي سرعان ما تتضح بعدها صورة الحياة التي تعيشها المرأة وما يقع عليها من ظلم وليس دائماً يكون هذا الظلم من الرجل بل انه موروث مجتمعي متكامل بحيث انه في بعض الاحيان يكون هذا الظلم بسبب المرأة نفسها أو بسبب امرأة أخرى والعوامل عديدة وكثيرة أهمها التنشئة والتربية والبيت والمدرسة والجامعة والعمل وأن تقتنع المرأة نفسها بحقها وتؤمن بحقوقها وألا تساهم هي في الانتقاص منها لأي سبب كان وأن يترافق هذا بتشريعات وقوانين حديثة خاصة في مجال ضمان حقها في الحياة لكي لا تبقى حالات الاستهتار وأخذ القانون باليد وألا تبقى حقوقها شعارات عريضة فقط وحبر على ورق.
ذبحتونا بشرفكم/ بقلم بهاء رحال
27-02-2014
مشاهدة: 2822
بهاء رحال
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها